طلال سلامة من روما: إنها جزيئية(بروتين) ينتجها حمضنا النووي، وتدعى (Mir-133) وقد تمثل الحل المثالي لمحاربة الفشل القلبي الذي يصيب سنوياً بإيطاليا نصف مليون شخص. وتؤثر هذه الجزيئية على تضخم القلب أي نمو سُمك عضلة القلب وهو ظاهرة طبيعية لدى الرياضيين والنساء الحاملات. ويشكل هذا النمو خطراً شديداً إن افتقد، بصورة موازية، الى تأقلم أوعية وأنسجة القلب معه.

وقاد البحث فريق من الباحثين في المعهد العالي للصحة ومركز (Ircss Multimedica) في مدينة ميلانو بالتعاون مع خبراء جامعة كاليفورنيا.

ويرد القلب على الإجهاد المرضي عبر زيادة حجم الخلايا القلبية ما يسبب بتضخم القلب. في بادئ الأمر، يعتبر تضخم القلب رداً إيجابياً كونه يرفع قدرة ضخ الدم الضرورية في حالتي ارتفاع ضغط الدم وما بعد الذبحة القلبية. لكن، على المدى الطويل، يبرز من تضخم القلب تعقيدات جدية، منها عدم اتساق النبض والفشل القلبي الذي يعد المرض الأكثر انتشاراً. وتستهدف (Mir-133) جذور تضخم القلب لاعادة التوازن وتجنيب المريض عملية زرع القلب.

وفي المختبر، أجرى الباحثون الإيطاليون دراستهم على الفئران ملاحظين أن تضخم القلب رافقه إنتاج كمية متدنية من هذه الجزيئية الموجودة عادة في القلب. بيد أن زيادة هذه الكمية ساهم في استباق خطر تضخم القلب الناجم مثلاً من ارتفاع ضغط الدم. كما تبين أيضاً بأن العلاج كان خالياً من المفعول السام.

وهذه المرة الأولى التي يستغني فيها علاج القلب عن الأدوية للاعتماد على العلاج الجزيئي وفقاً لجزيئية موجودة طبيعياً في الجسم. ويتحرك الباحثون للقيام بأولى التجارب على البشر.