طلال سلامة من روما: كم من مرة تثاءبنا في وجه الأصدقاء أم خلال مشاهدة التلفزيون؟ إن الأمر ليس محرجاً ولا يمثل قلة احترام الآخرين. فالعلم يصنف التثاؤب كحركة انفتاح غير طوعية للفك الأسفل.
اليوم، يذكر الباحثون في جامعة (Albany) بنيويورك أن التثاؤب يساعد في إبقاء مستوى الانتباه عال محسناً بالتالي إمكانات الفعالية الذهنية. وأكدت أبحاثهم بأن التثاؤب يساهم في تدفق كمية دم أعلى الى الدماغ لتبريده فضلاً عن تحسين قدراته على استلام ومعالجة المعطيات. ويحرق الدماغ لغاية ثلث السعرات الحرارية التي نستهلكها مولداً بالتالي حرارة تجعلنا نمر مؤقتاً بحالة من البلادة والنعاس. ويتفاعل الجسم مع أي نقص أو تأخير في معالجة الدماغ للمعطيات عن طريق التثاؤب وذلك لتحسين التركيز.
علاوة على ذلك، أشارت الدراسة على مجموعة من 44 متطوع الى أن نصف هؤلاء المتطوعين، الذين طُلب منهم التنفس طبيعياً عبر الفم، تثاءبوا عندما شاهدوا الآخرين يتثاءبون بدورهم. لكن أولئك الذين طُلب منهم التنفس عبر الأنف لم يتثاءبوا عندما شاهدوا الآخرين وهم يتثاءبون. ويُعزى ذلك الى أن الأوعية الدموية الموجودة في الجوف الأنفي ترسل الدم quot;المبرٌدquot; مباشرة الى الدماغ.
في تجربة أخرى، تبين بأن التثاؤب quot;المعديquot; لم يصب الأشخاص الذين وضعوا كيس من الثلج على جبهة رأسهم. أما أولئك الذين وضعوا أكياس ماء ساخنة على جبهة رأسهم فأصابتهم عدوى التثاؤب عندما رأوا الآخرين وهم يتثاءبون. هكذا، يستنتج الباحثون أيضاً أنه لا يمكن التثاؤب عندما يكون الدم المتدفق الى الدماغ quot;مبرداًquot; إما بالتنفس عبر الأنف أو عبر تبريد جبهة الرأس.
التعليقات