ترجمة محمد حامد ndash; إيلاف : يتمتع المثليون بالقناعة والرضا ويشعرون بالسعادة في علاقاتهم الرومانسية والعاطفية مثلهم في ذلك مثل من يمارس الجنس بشكل طبيعي، هذا هو ما توصلت إليه إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة جورنال أوف ديفيلوبمنتال فسيولوجي إحدى المجلات الطبية، في كانون الثاني/يناير الجاري.
و يقول معدوا هذه الدراسة أن ما تم التوصل إليه من خلال دراستهم قد جاء على خلاف ما هو مسلم به من أفكار من أن علاقات المثليين الجنسيين تعتبر من بين العلاقات الجنسية غير الصحية وغير الآمنة، مقارنةً بالعلاقات الجنسية الطبيعية بين أفراد من الجنسين.

يذكر أن الدراسة الأولى قد أجريت على يد باحثين من جامعة quot;أوربانا تشامبينquot;، و قد تضمنت الدراسة عينات متعددة تتمثل في 30 زوجًا من المثليين الذكور، 30 زوجًا من المثليات الإناث، وهما المجموعتان اللتان تمت مقارنتهما بمجموعتين، الأولى تتمثل في 50 زوجًا من الذكور والإناث الذين تربطهم علاقات خطوبة والثانية تتكون من 40 زوجًا من المتزوجين وغيرهم من ذوي العلاقات غير الرسمية بمتزوجين و متزوجات.

كما كشفت الدراسات عن أن الأزواج المتضمنين في الدراسة بصفة عامة لديهم انطباعات إيجابية عن علاقاتهم العاطفية والجنسية، إلا أن المثليين من الذكور و الإناث قد أثبتوا قدر أكبر من الكفاءة في حل ما ينشأ بينهم و بين أقرانهم من خلافات تفوق تلك الكفاءة التي يتمتع بها أصحاب العلاقات غير الرسمية من المتزوجين.

وقد أعلن معد الدراسة quot;غلين آي رويزمانquot; أن quot;العلاقات الجنسية المثلية، طبقاً لما توافر لدينا من نتائج ليست كما يدعي الكثيرون لا تنطوي على القدر الكبير من النمطية أو العدوانيةquot; و أضاف أيضاً أن quot;الدراسة قد كشفت عن أن المثليين من الذكور و الإناث ليسوا أقل سعادة و قناعة بعلاقاتهم من الأفراد المتزوجينquot; .

و أضاف quot;رويزمانquot; أن quot; الأزواج المثليين من الذكور و الإناث بصفة عامة لا يختلفون عن الأزواج الطبيعيين فيما يتعلق بقناعتهم بالعلاقة و جودة تفاعل كل منهما مع رفيقه أو رفيقته، و على الرغم من ذلك أعلنت الدراسة أيضاً أن الإناث المثليات يتمتعن بقدرة عالية على حل ما ينشأ من مشكلات بينهما على طول العلاقةquot;

أما الدراسة الثانية، التي أجريت على يد باحثين من جامعات quot;واشنطنquot;، quot;دييجوquot; و quot;فيرمونتquot; فقد قامت باختبار التوجهات الجنسية و الوضع القانوني للعلاقة و تأثير كلا منهما في جودة العلاقة بين 65 زوج من المثليين الذكور و 138 زوجًا من المثليات الإناث المنضمين الاتحادات المدنية التي تحمي حقوق المثليين، وقامت الدراسة بعد ذلك بمقارنة هاتين المجموعتين بمجموعتين أخريين تتكون الأولى منهما من 23 زوجًا من المثليين الذكور، بينما تتكون الثانية من 61 زوجًا من المثليات الإناث من غير المنضمين للاتحادات المدنية، إضافة إلى تضمين عينة الدراسة لـ 55 من المتزوجين الطبيعيين.

وقد كشفت الدراسة التي امتدت لثلاث سنوات أن الوضع القانوني لم يكن هو العامل الحاسم في قناعة المثليين وسعادتهم بالعلاقة، حيث لم يكن هناك أي من الفروق التي يمكن الاعتداد بها بين درجة تماسك العلاقات التي تسير في إطار رسمي وبين غيرها من العلاقات التي لا تتمتع بأي وضعية قانونية، وأفادت تلك الدراسة أيضًا أن هذا البعد لا يؤثر على العلاقة على الإطلاق.

وبغض النظر عن الاتحادات المدنية، أبدى العديد من أزواج المثليين رضاهم و قناعتهم التامة بعلاقاتهم، كما أكدوا على تلك المشاعر الإيجابية نحو شركائهم، إضافة إلى تأكيد الدراسة على أن العلاقات الجنسية المثلية كانت تتسم بقدر قليل من النزاعات و الخلافات التي عادة ما تنشب بين الشريكين في أي علاقة جنسية والغريب أن العلاقات الجنسية الطبيعية سجلت في إطار هذه الدراسة قدرًا أكبر من الخلافات بين الشريكين مما هو عليه في العلاقات المثلية.
و يذكر أن الباحثين لم يتمكنوا من التوصل إلى أي نتائج فيما يتعلق بظاهرة الانفصال بين المثليين من ذوي الانتماءات للاتحادات المدنية و الذين تربطهم علاقات موثقة من خلال هذه الاتحادات، وهؤلاء المثليين غير المنضمين لهذا النوع من الاتحادات، علاوة على ظاهرة الانفصال بين المتزوجين الطبيعيين وهو ذلك المبحث من الدراسة الذي أكد على أن هناك أثرًا كبيرًا للبعد القانوني على العلاقة وهو أيضًا ما أكد الباحثون على تخصيص دراسة جديدة لدراسته .

المصدر : صحيفة الواشنطن بوست