الجنس لقاء.. لا لقاح!



معظمنا يتعامل مع الجنس على أنه أداة تلقيح وماكينة إنجاب ومفرخة تناسل!!، وبرغم أن الجنس لقاء لا لقاح، فإننا ما زلنا نغفل بديهيات هذا اللقاء وآدابه، وبرغم أن شعرنا العربى يؤكد على أنه كلام فسلام فلقاء، فإننا ما زلنا ننكر الكلام والسلام واللقاء ونقتحم باب الجنس بدون إستئذان أو تمهيد.
اللقاء له أتيكيت إنسانى، واللقاح له غريزة حيوانية، فنحن نفترق عن الحيوان أننا لا نملك مواعيد محددة للجماع أو ما يطلق عليه فى علم الحيوان موسم التلاقح، وهى مواسم منضبطة جداً يتجه فيها ذكور القطيع أوتوماتيكياً إلى الأناث ويتم الجماع والسفاد والإخصاب.
اللقاء يعنى مواجهة، فى الجنس ننفرد ونتميز عن الحيوانات بأننا نرى ملامح بعضنا البعض أثناء الجنس، الرفيق يرى الفرحة ويراقب البهجة ويحس النشوة فتنتقل إليه كهرباء التفاعل الجنسى، ومن الممكن أن يلاحظ ألماً وصدوداً وهجراناً بل وتمثيلاً، فيفهم أنه راسب فى إختبار الحب، وعليه أن يطور أدواته الإنسانية، ويعدل من مفاهيمه الجنسية، ويفهم أنه يلتقى ولا يلقح، ويعى أنه يضع بذرة المحبة قبل أن يضع بذرة الإخصاب.
اللقاء لغة، والجنس لغة، والجنس الأخرس جريمة، فالكلام هو الموسيقى التصويرية لدراما الجنس، هل تتصور فيلماً درامياً بدون موسيقى تصويرية، سيتحول حتماً إلى جثة بلاروح.
التلاقح عضو جنسى ذكرى فى عضو أنثوى، اللقاء الجنسى رجل فى رحم إمرأة، وإمرأة فى حضن رجل، يحس بها كاملة، وتحس به كاملاً، بعكس التلاقح الذى تحس فيه بالجزء البارز الذى إقتحمها لكى يلقى بإفرازاته اللزجة ويرحل، اللقاء الجنسى حياة فى حياة، أما اللقاح الجنسى فهو لحم فى لحم، اللقاء الجنسى فيلم ساخن على الشاشة، أما اللقاح الجنسى فهو سيناريو بارد على الورق.