خلف خلف من رام الله: يعاني القطاع الصحي في غزة من نقص شديد في الأدوية والمعدات مقارنة مع حجم المرضى والمصابين الذين يصلون إلى المستشفيات يومياً. وحسبما تشير المعطيات والتقارير الفلسطينية فأن العديد من الأجهزة الطبية باتت بحاجة لإصلاح وقطع غيار غير متوفرة في القطاع المحاصر كلياً منذ يونيو الماضي، هذا بينما ما زال يتواجد العشرات من الجرحى في المستشفيات الذين وقعوا في الهجوم الإسرائيلي البري الكبير الذي نفذ قبل نحو أسبوعين.

وكانت منظمة الصحة العالمية عبرت مؤخراً عن قلقها حيال الوضع الصحي المتداعي في غزة، مبينة أن الوضع يزداد تدهوراً في ظل الحصار الإسرائيلي. كما خلص تقرير أعدته منظمة العفو الدولية quot;أمنستيquot;، ونشر قبل نحو أسبوع إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والأعمال الهجومية الإسرائيلية خلقت أسوأ أزمة إنسانية منذ الاحتلال الإسرائيلي للقطاع في عام 1967.

وأفاد التقرير الذي أعدته quot;أمنستيquot; بالإضافة إلى 7 منظمات حقوقية، بأن نقص الغذاء وتداعي الخدمات الصحية، والمياه ونظام الصرف الصحي كلها جزء من معاناة 1.5 مليون فلسطيني هم عدد سكان قطاع غزة.

وتعاني غزة من تدفق مياه الصرف الصحي فعلياً في بعض شوارعها، نتيجة ترهل البنية التحتية والضربات الإسرائيلية المتتالية، كما أن معظم المناطق في القطاع تشهد انقطاعاً يومياً للتيار الكهربائي يستمر ما بين 8 ساعات و12 ساعة بسبب القيود على الوقود والكهرباء. كما تفيد بعض الإحصائيات أن نحو 20 من المرضى الذين سعوا للعلاج الطارئ خارج غزة، لم يسمح لهم بذلك.

ويوضح رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الخضري، من ناحيته، أن الوضع الصحي في كافة المراكز الصحية في قطاع غزة صعب جداً جراء سقوط مئات الجرحى في العدوان الإسرائيلي، في ظل الوضع الصحي المتدهور أصلاً بسبب الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول المستلزمات الطبية.

ودعا رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، الوفود الرسمية والشعبية والخيرية، وفي كافة المجالات، الى زيارة قطاع غزة للعمل على كسر الحصار بشكل كامل عن مليون ونصف مليون فلسطين يرزحون تحت الحصار. وكان الخضري التقي أمس وفداً طبيا فرنسياً زار قطاع غزة للإطلاع على الوضع الصحي المتدهور جراء الحصار والهجوم الإسرائيلي لإسرائيلي. والوفد الطبي الفرنسي المكون من سبعة أطباء، أجرى علمليات جراحية في الأطراف لعشرة مرضى وجرحى فلسطينين في مستسفيات قطاع غزة المحاصر.

وشكر الخضري، الوفد الطبي على هذه الزيارة، قائلاً إن هذا الوفد الذي زار القطاع قبل ذلك، أكد له أن سيزور القطاع قريبا، للاستمرار في برنامج متوزاي، من خلال العمل على تدريب الأطبار والكوادر الفلسطينية في المستشفيات، واجراء عمليات جراحية للجرحى والمرضى. وأكد الخضري، على أن الوفد يساهم في التخفيف من معاناة المرضى والجرحى المحاصرين جراء سياسات الاحتلال في قطاع غزة، ونقل شكر الجرحى وذويهم للوفد الفرنسي.

كما شرح الخضري، خلال لقائه الوفد الفرنسي، الأوضاع في قطاع غزة جراء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني منذ عامين وتم تشديده قبل تسعة أشهر، مما أثر بشكل سلبي كبير على كافة النواحي، وشل الحياة في المجتمع الفلسطيني.