طلال سلامة من روما: اكتشفت مجموعة من الباحثين في جامعة واشنطن كيف تتمكن بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمثيسيلين (Methicillin Resistant Staphylococcus aureus) أو (MRSA) من الالتفاف حول دفاعات الجسم الطبيعية كي تباشر عدواها. في المقام الأول، تمحور انتباه الباحثين حول أكسيد الآزوت (NO) وهو جسم مضاد طبيعي تفرزه خلايا الجسم لحمايتنا من الميكروبات المعدية. يختلق أكسيد الآزوت بيئة تحول دون أن يتمكن عدد كبير من هذه الميكروبات من التنفس أو التخمر في الجسم. تدخل هاتان الأخيرتان في قائمة من العمليات البيوكيميائية الرئيسية التي تخول البكتيريا النمو داخل الجسم.
تشير نتائج الدراسة الى أن بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية تنجح في إنتاج الحمض اللبني، على الرغم من وجود أكسيد الآزوت، محافظة بالتالي على توازن كيميائي يسمح لها العيش حتى في البيئة المعادية. عندما تتعرض هذه البكتيريا لأكسيد الآزوت، تقوم بإنتاج إنزيم مسؤول على إنتاج الحمض اللبني سوية مع إنزيم آخر بهدف تحويل أكسيد الآزوت الى منتجات غير سامة لها.
بالجسم، نجد أكسيد الآزوت في الأنف والقصبات الهوائية لحمايتنا من الهجمات البكتيرية. على الرغم من وجود هذا النوع من الأكسيد، تعيش هذه البكتيريا بدورها في القصبات الهوائية.
لدعم النظرية الأميركية، ثمة دلائل اختبارية في منتهى الدقة. إذ عندما قام الباحثون بتعديل هذه البكتيريا ابتغاء منعها من إنتاج الحمض اللبني (Lactic Acid). هكذا، لم تعد البكتيريا قادرة على تحمل وجود أكسيد الآزوت حولها. ما يعني أنها لم تعد قادرة على العيش في خلايا نظام المناعة المكتسبة(لدى الفئران المختبرية) كي تبدأ إصابتها بالمرض.
على صعيد الصحة العامة حول العالم، أضحت بؤر هذه البكتيريا مشكلة ضخمة كونها مصدر الإصابات والأمراض، خصوصاً داخل المستشفيات. الى اليوم، تستوطن هذه البكتيريا ثلث سكان العالم ولا يبدو أن أدوية الأنتيبيوتيك التقليدية قادرة على الصمود أمام هذا التحدي البكتيري.
التعليقات