تمكّن علماء من معهد السرطان التابع لجامعة كوليج لندن من تطوير تقنية جديدة لتدمير الخلايا السرطانية من دون إلحاق أي أذى بالخلايا السليمة في جسم المصاب.

إعداد لؤي محمد من لندن: تعتمد الطريقة على استخدام جسيمات مغناطيسية تعرف بـ quot;جسيمات اوكسيد الحديد النانونيةquot;، وإرسالها إلى الخلايا المصابة بالسرطان بعد تسخينها بوساطة جهاز تم تطويره يعرف باسم quot;ماتشquot;. فهذه الجسيمات بحاجة إلى رفع حرارتها إلى 6 درجات مئوية فقط فوق حرارة جسم الانسان التي تصل عادة إلى 36 درجة مئوية، ثم توجيهها نحو الخلايا المحددة في العضو المصاب .
وبخلاف المعالجات التقليدية للسرطان فإن من الممكن للعلاج بالجسيمات النانونية NANOPARTICLES أن يوجه بشكل خاص صوب الخلايا المصابة، إما بوساطة أجهزة مغناطيسية خارجية أو عن طريق ربطها بعوامل بيولوجية تتحرك صوب الخلايا السرطانية مثل الأجسام المضادة التي تتكون في الجسم لمقاومة البكتيريا. وحال بلوغ هذه الجسيمات الدقيقة والمسخنة إلى منطقة الورم السرطاني تقوم بقتل كل خلاياه المصابة من دون إصابة الخلايا السليمة المجاورة لها.

وتوضيحًا لطريقة العلاج قال البروفسور كيري تشيستر، أحد علماء معهد لندن للسرطان والتابع لجامعة كوليج لصحيفة تايمز الصادرة quot;نحن نعرف أن الحرارة تقتل الخلايا السرطانية لكنك لا تستطيع استخدامها بطريقة منهجية من دون أن تقتل المريضquot;.

واضاف البروفسور تشيستر أن ما يميز هذه الطريقة الجديدة هو إمكانية مشاهدة أين تذهب الجسيمات النانوية ويمكن توجيهها إلى الأهداف المصابة بدقة. ويعمل الفريق الطبي حاليًا على ثلاث استراتيجيات هدفها التحكم بحركة هذه الجسيمات الساخنة وتسييرها نحو الخلايا المصابة. وتشمل احدى الاستراتيجيات استخدام الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظام كأداة لنقل هذه الجسيمات. والطريقة الأخرى هي استخدام الاجسام المضادة في الجسم والطريقة الثالثة هي استخدام اجهزة مغناطيسية خارجية تتحكم في حركةالجسيمات النانوية ومسارها.
ومن المتوقع أن يقضي هذا الفريق ثلاث سنوات أخرى من البحوث للوصول إلى الصيغة النهائية للعلاج، وهذا بفضل المنحة التي حصل المعهد عليها من مجالس البحوث في المملكة المتحدة والبالغة 1.6 مليون جنيه استرليني.