طلال سلامة من روما: تتأثر وزارة الصحة الايطالية بصورة مباشرة بالتوجيهات الطبية المنطلقة من منظمة الصحة العالمية التي يبدو أنها تؤيد استعمال المضادات الفيروسية في الحالات الأكثر خطورة وضمن 48 ساعة على الإصابة بفيروس المكسيك اتش 1 ان 1. هكذا، من الممكن تفادي خطر مقاومة المرضى لهذه الفئة من الأدوية. فأغلب الأشخاص سيستطيعون الشفاء من هذا الفيروس، خلال أسبوع واحد، بواسطة تعاطي الأدوية الخافضة للحرارة(باراسيتامول) والمضادة للالتهابات. هذا ما يفيدنا به الخبراء في منظمة الصحة العالمية، ونجد بينهم كذلك خبراء إيطاليين من جامعة quot;بادوفاquot; وآخرين من الجمعية الأوروبية للعلوم الفيروسية.

علاوة على تفشيه السريع، فان فيروس أنفلونزا المكسيك يتمتع بشراسة سريرية مشابهة للأنفلونزا الموسمية بيد أنه أخطر كونه يصيب عدداً أكبر من الأشخاص. في أي حال، فانه ينبغي عدم الإفراط في استعمال المضادات الفيروسية على الأشخاص الأصحاء، الذين يتفاجئون بإصابتهم بفيروس quot;اتش 1 ان 1quot;. لا بل يتمسك الخبراء الإيطاليين، في جامعة quot;بادوفاquot;، بأن هذه المضادات الفيروسية ينبغي الاعتماد عليه بحذر شديد لا سيما ان كنا نتحدث عن دواءين، هما quot;أوسيلتاميفيرquot; (Oseltamivir) وquot;زاناميفيرquot; (Zanamivir)، الذين يجب حقنهما حصراً لدى المرضى الواقعين في خطر(الحوامل والمسنين والأطفال ما دون خمس سنوات) وذلك خلال 24 ساعة(48 ساعة كحد أقصى) كي لا يتم قطع فعالية هذين الدواءين. أما تعميم المضادات الفيروسية للاستعمال على الجميع، من دون تمييز، فسيكون استراتيجية علاجية ضعيفة ولا جدوى منها. كما أن الإفراط في استعمالها سيولد الآلاف من حالات المقاومة للأدوية، في جسم المصابين، ما يمثل بذاته خطراً آخر ينبغي تفاديه، أثناء التفشي المحتمل للوباء، مهما كان الثمن.

ستبدأ ايطاليا حملة تلقيح واسعة النطاق، اعتباراً من منتصف شهر نوفمبر(تشرين الثاني) القادم، لكنها تتخذ مما حصل في المكسيك، أين ولدت البؤرة الأولى للأنفلونزا، عبرة يجدر تقويمها. فالمكسيك شهدت عدة حالات لمرضى قاوموا الأدوية(المضادات الفيروسية) التي استعملت هناك بصورة عمياء. مما عرضهم لمضاعفات صحية غير متوقعة مددت من فترة شفائهم.