ينكب الباحثون على تطوير لقاح، مضاد للجراثيم وفيروسات الأنفلونزا الخطرة.

____________________________________________________________________________________

طالما حلم أطباء وأخصائيو نظام المناعة المكتسبة في الجسم في تطوير لقاح قادر على حفز النظام الدفاعي، لدينا، مرة واحدة فقط، عن طريق حقنة واحدة منه فقط، لحمايته طوال العمر! في الوقت الحاضر، تحول هذا الحلم الى حقيقة بفضل الجهود التي يبذلها الباحثون الأميركيون، في مركز (Emory Vaccine Center)، بمؤازرة فرق من الأخصائيين، الأوروبيين والسويسريين. وبالنسبة إلى اللقاحات، المضادة لفيروسات الجدري أو الحمى الصفراء، فانها تجهز الجسم، مثلاً، بحماية تدوم عدة عقود. بيد أن خطر الاصابة بهذه الفيروسات، مجدداً، وارد.

لذلك، ينكب الباحثون على تطوير لقاح، مضاد للجراثيم وفيروسات الأنفلونزا الخطرة، يحتوي على جزيئيات نانومترية قادرة على quot;تقليدquot; الفيروسات الخطرة، من حيث الحجم والتركيبة. ما يمنح نظام المناعة المكتسبة في الجسم درعاً واقياً يزول مع الموت.. حصراً!

في الحقيقة، فان مبدأ تطوير هذا اللقاح، الذي أثبت فعاليته على الفئران المختبرية، يعتمد على مفعول حفز نظام الجسم الدفاعي الذي ينتجه اللقاح المضاد للحمى الصفراء. وهو أفضل لقاح تم انتاجه، في العالم. وفي ما يتعلق باللقاح الجديد، فانه يحتوي على جزيئيات، تذوب تدريجياً في الجسم، تحرر مكوناتها التي تتجه نحو تنشيط عدة مناطق في جهاز الدفاع البشري، في الوقت ذاته.

في الماضي، نجح الباحثون في محاربة الحمى الصفراء بفضل لقاح يعمل على حفز عدة مستقبلات، تابعة للنظام الدفاعي، ومعروفة باسم (TLR) أي (Toll like receptor). تعتبر هذه المستقبلات بمثابة أجهزة استشعار في الجسم. ما يعني أنها قادرة على رصد توغل أي جرثومة أم فيروس الى الجسم وارسال جميع المعطيات عن الجسم الغريب الى نظام المناعة المكتسبة. هكذا، ابتكر الباحثون، بكل بساطة، جزيئيات نانومترية قادرة على لعب دور هذه المستقبلات الطبيعية في الجسم. ولا يستبعد الباحثون استخدام اللقاح الجديد في قطاعات وقائية أخرى، كما حماية الجسم من الاصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة quot;اتش آي فيquot;.