يقول الحلاق البرليني المعروف اودو فالتس أن الرجل يبذل جهده للانتباه الى التغييرات التي تطرأ على مظهر زوجته الخارجي، لكنه لا ينجح في أغلب الاحيان، مما يشعرها بالحزن والاحباط. فهو لا يلاحظ كثيرا تصفيفة شعرها الجديدة أو ثوبها الجديد حتى ولو خرجا معا للسهرة او العشاء.
ويعزو السبب في ذلك الى طبيعة المرأة وصفاتها الخاصة التي تميزها عن الرجل ما تجعلها قادرة على دقة الملاحظة وبالاخص عندما يتعلق الامر بتذكر تفاصيل الوجوه التي تلتقي بها والثياب والحركات والتصرفات الاجتماعية. ولاشك فان المرأة تستمع بهذا الخاصية التي تتفوق بها بامتياز عن الرجل، مما يجعلها أقدر بكثير على الانتباه الى المشاعر والاحاسيس إضافة الى التصرفات والسلوك.

وأجرت احدى المؤسسات الالمانية دراسة للعلاقات الاجتماعية في بريمن على 200 إمرأة ورجل ما بين سن العشرين والثلاثين متزوجين وغير متزوجين، لتحديد تأثير هذا الاختلاف بينهم، حيث قسموا الى ثلاث مجموعات، بين نساء ورجال وطلب منهم زيارة معرض فني او العمل فيه.
وبعد شهرين تم الاستماع الى وجهة نظر كل اثنين فيما يتعلق بمظهر وسلوك الشخص الآخر وتسريحة شعره أو شعرها ولباسه او لباسها ولون العينين ونوع المجوهرات وتفاصيل صغيرة عن الآخر، أي عن طريقة الحديث او التعامل مع الآخر.
فتبين بالنتيجة وفي كل دراسة من الدراسات الثلاث ان النساء أكثر دقة في ملاحظة تفاصيل وشكل الشخص الآخر ان كان إمرأة او رجل، فيما تراجعت نسبة هذه الملاحظة لدى الرجال.

وأكدت الدراسة انه قد يكون لدى النساء دافعا محفزا لملاحظة المظاهر والسلوك الاجتماعي والمظهر الخارجي عن الاشخاص الآخرين، لان تلك ميزة نسائية خاصة، او قد تكون حالة تخصهن لانهن يعشن بالمشاعر اكثر من الرجال، مما يجعل اهتمامهن اكبر في تذكر التفاصيل.
وفي دراستين إضافيتين لهذه المؤسسة اجريتا حول نفس الموضوع، لكن تم اعلام المشتركين عن المطلوب منهم مسبقا، اي ملاحظة مظهر وشكل الطرف الآخر، لان الاسئلة بعد التجربة ستكون حول هذا الامر. وبعد مقارنة الاجابات تبين بان الطرفين قدما نفس الاجابات ، لذا فعندما يضع الرجل في ذهنه مسبقا الاهتمام بالشريكة التي يحبها، يستطيع ان يتنبه الى كل تفاصيل التغييرات فيها.