انتشرت في المانيا بشكل كبير عمليات تركيب المفاصل الصناعية بدل التالفة في عظام الإنسان، خاصة في منطقة الركبة والفخذين، حيث يربو عدد المصابين بالتهاب المفاصل في ذلك البلد على 15 مليون فرد ، لذلك فإن هذا النوع من العمليات الجراحية في استبدال المفاصل يحظى بإهتمام بالغ من قبل المصابين، وهناك تساؤل دائم بين المرضى عن جدوى هذه العمليات الجراحية ومدى نجاحها والتقييم العملي لها.


بشكل عام يعتبر مرض التهاب المفاصل واحد من أكثر الأمراض شيوعا في العالم كله ، وليس هناك على وجه الدقة والتحديد بيانات دقيقة عن عدد المصابين به على مستوي العالم ، لكن مع تقدم العمر بالإنسان تصبح إحتمالات الإصابة به قائمة وقوية . إنه عبارة عن تلف غير قابل للتجدد يصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية التي تعمل على تقليل الإحتكاك الناتج من حركة المفاصل الدائمة والتي تعمل كوسادة لحماية العظام ، وان تآكل هذه الطبقة الغضروفية الواقية بسبب المرض، يؤدي إلى احتكاك الأنسجة العظمية مما يتسبب في التهابات تصيب جوف المفصل. جدير بالذكر أن جميع المفاصل في جسم الإنسان معرضة لتغيرات وتلف في النسيج الغضروفي مثل تشوه وخشونه العمود الفقري، والركبه ثم الحزام الصدري ومفصل الحوض.. ولكن أكثر المفاصل شيوعاً بالإصابة بهذا المرض هي مفاصل الركبة والفخذ لأنهما أكثر المفاصل تحملاً لوزن الإنسان.

وفق تقديرات معهد روبرت كوخ والمكتب الفيدرالي للإحصاء في المانيا فإن كل عاشر شخص بين 50 الى 60 سنة يعاني من إلتهاب مفاصل الركب والأفخاذ ، ويرتفع العدد بإرتفاع السن .إن 80% من الأشخاص فوق سن ال65 تحدث لديهم تغيرات وتشوهات في المفاصل ، ولكن 60% منهم فقط يعانون من أعراض إلتهاب المفاصل ، أما البقية فإنهم لا يشعرون بشئ. وتذكر التقارير الطبية أن هناك أكثر من 21 مليون شخص يعانون من المرض في الولايات المتحدة الأميركية.

عادة ينشأ المرض ويتطور بشكل بطيء وتدريجي وفي بدايته يؤدي إلى نقص المرونة في غضروف المفاصل مع تغير في تركيب النسيج الوظيفي والالياف الكولاجينية. وفي صور الأشعة يظهر النفص في المادة الغضروفية وهذا يؤدي إلى زيادة الإحتكاك بين حواف وأسطح المفصل مما يؤدي إلى بداية تآكل العظام .

على ضوء هذا التقدم الكبير في استخدام المفاصل الصناعية فإن البعض يري في ذلك نعمة إذ أن حالات التهاب المفاصل تزداد فوق الستين ولايسعى الأطباء دائما الي تغير المفاصل المتضررة بالمفاصل الصناعية وفي كثير من الأحوال يحاول الأطباء فقط إبطاء عملية التدهور وتخفيف الأعراض فترة طويلة قبل قرار العملية الجراحية التي يتم استبدال المفصل فيها.

يرى كثير من المرضي الذين يصلون الي درجة لايستطيعون معها السير ويشعرون بألام مبرحة ان استخدام المفاصل الصناعية تمنع عنهم الآلام وتسمح بحرية الحركة لذلك لايترددون في إجراء الجراحة، لكن أهم المخاطر التي تعترض العملية الجراحية ربما تكمن في ان العمر المتقدم والعوامل الجينية وتفاعل عوامل اخرى عديدة مثل إصابة المفاصل أو تشوهها او الوزن الثقيل والسمنة .

بعض الأطباء يعتقدون أن الضغط على المفاصل هو وراء الإلتهاب ويرى البعض الآخر أن هذا الضغط يأتي من مصادر عديدة ومتنوعة مثل اختلالات العظام الناجمة عن أسباب خلقية أو مرضية، أو الإصابات الميكانيكية وزيادة الوزن،ومن ثم فقدان قوة العضلات في دعم المفاصل وضعف الأعصاب الطرفية مما يؤدي إلى حركات مفاجئة وغير منسقة تزيد الضغط على المفاصل.

المفارقة ان الكثيرين من اللذين يقومون بتغير المفاصل لا يعلنون عن ذلك وفق البروفوسير راينر جرادنجر من مستشفيquot; ريشت دي ايزارquot; في ميونيخ وهو يرى ان سوق المفاصل الصناعية مزدهر جداً قي المانيا حتي ان عدم وجود إعلانات تدعو لذلك ترجع الي انه اصبح امراً روتينا اذا ما عرفنا أن هذا المرض يصيب حوالي 15 مليون في المانيا و 27 مليون شخص في الولايات المتحدة، وهو يمثل 25% من الزيارات الى عيادات الأطباء الأطباء

ويضيف البروفوسير راينر جرادنجر قائلاً ان نجاح العمليات في هذا المضمار يجعل المستشفي يكسب المال بسهولة وهو يقول ان المكسب من كثرة عدد المرضي هو أمر ليس بالضرورة ، انما المكسب الحقيقي يرجع الى جودة المفاصل الصناعية وحسن العمليات الجراحية.