عمرو بدوي : نتريث في تقديم الخدمة ولن نمنعها
كريم بشاره : التكنولوجيات مطبقة في كل من باكستان والجزائر وبنغلادش
عماد الأزهري: أسعار الخدم ستحدد بعد الانتهاء من التجارب
تامر سيد احمد : شركات المحمول المستفيد الأول من التأجيل
مختار فخر: لم نجن عوائد الاستثمار في الانترنت المجاني والسريع

محمد الشرقاوي من القاهرة: ما أشبه اليوم بالبارحة ....فما كدنا لننسى او نتناسى أمر وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية التي روجت مؤخرا انها لن تقدم تكنولوجيات متقادمة وتحاول مواكبة التطور التكنولوجي من خلال إتاحة خدمات الواي ماكس فيها . فرغم انتهاء الوزارة من اول دراسة من نوعها عن رخص الواي ماكس وقدمتها لشركات الانترنت واستطلعت الآراء وحصلت على feedback منهم والتي أكدوا فيها انهم في انتظار الحصول على هذه الرخص الى ان فوجئ الجميع بالتصريحات الأخيرة للدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري والتي تؤكد ضمنيا ان الوزارة سترجئ المشروع الى اجل غير مسمى ، حيث أكد الوزير ان جهاز تنظيم الاتصالات سيقوم بدراسة اخرى وافية قبل طرح رخص الواي ماكس للتأكد من جدواها كبديل تكنولوجي مناسب ثبت نجاحه على مستوى العالم .

وأكد الوزير في تصريحاته من ألمانيا ان شركات الاتصالات الأوروبية بدأت تتباطأ في نشر شبكات الواي ماكس وان العديد من الدول الأوروبية تعتمد على شبكات التلفون الثابت والمحمول لنشر خدمات الانترنت مؤكدا انه لا حاجة للتعجل في طرح هذه التراخيص حاليا بعد ان ثبت عدم نجاحها في أوروبا .

الى هنا ينتهي كلام الوزير لتبدأ أراء الخبراء الذين أكد بعضهم أهمية هذه التقنيات في الوقت الحالي واصفين الخطوة التي أعلنت عنها الوزارة بأنها دعوة إلى التأجيل والتراجع وحرمان شريحة من مستخدمي الانترنت من مجرد الولوج إليها، البعض الاخر أكد ان هذه الخطوة جاءت بعد ضغوط من شركتي المحمول التي ستقدم خدمات الجيل الثالث ......الموضوع ما زال معلقًا ويحتاج الى تعقيب وربما الى وقفة أيضا حتى لا يفوتنا قطار الواي ماكس ....

في البداية وصف الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بان ما أعلن عنه انه تريث في تقديم الخدمة وليس الامتناع عن تقديمها أو طرحها رغم إعلان الجهاز أن الربع الثاني من العام الحالي سيشهد طرح التراخيص مشيرا الى ان التغيرات التي حدثت في السوق العالمية تم عليها بناء هذه الخطوة .

فقط للمناطق النائية

ويبرر المهندس عماد الأزهري العضو المنتدب للشركة المصرية لنقل البيانات TeData والتي تمتلك الشركة المصرية للاتصالات ما يقترب من 92 % من أسهمها أسباب التراجع عن تقديم الرخص الى ان استخدامات الواي ماكس تتم في الأماكن التي لا توجد فيها بنية تحتية أو في المناطق الجبلية والنائية أو في الأماكن التي لم تغط بعد بتكنولوجيا الانترنت السريع DSL مشيرا الى ان التأجيل ربما لبعض الوقت خاصة وان استخدامات الواي ماكس محدودة .

تقنية الواي ماكس

وأضاف الأزهري ان تي أي داتا سعيدة بتجربة الواي ماكس في شرم الشيخ والأقصر مؤكدا ان انترنت الواي ماكس جديد وستستخدمه شريحة معينة من الأفراد خاصة الشركات كما ان أعدادهم غير معروفة حتى الآن وتركز الشركة على العملاء الحاليين والمستقبليين والذين يتوافر لديهم جهاز كمبيوتر لكنه غير متصل بالانترنت .

وأوضح ان المجال ما زال متسعا أمامنا خاصة مع تواضع أعداد مشتركي الانترنت السريع والذي يصل الى 250 ألف مشترك ، وعما إذا كان ارتفاع التكلفة وراء الامتناع عن تقديمها حاليا قال الأزهري ان حساب التكلفة ستحدد بعد الانتهاء من التجارب التي تقوم بها الشركة .

ونفى بشدة اللواء مختار فخر العضو المنتدب لشركة نايل اون لاين ان تكون التصريحات السابقة التي أعلن عنها أنها تأتي في إطار التأجيل مشيرا إلى ان الانترنت المجاني والسريع لم تأخذ وقتها بعد ولن يتشبع منها السوق ولم تأخذ الحصة السوقية المرسومة من ورائها كما ان الشركات لم تجن بعد الاستثمارات التي ضختها في هذه المشاريع .

ورفض فخر ضخ استثمارات جديدة خاصة وان عائدات الاستثمار في الانترنت السريع لم يتم جنيها بعد ، مشيرا الى ان تكلفة خدمة الانترنت اللاسلكي من خلال تقنيات الواي ماكس ستكون مرتفعة التكلفة خاصة إذا كثر المعروض وقل الطلب عليها وفي النهاية سيتحمل المستهلك النهائي التكلفة وحده .

ويلتقط طرف الحديث كريم بشاره الرئيس التنفيذي لشركة لينك دوت نت وقال إننا ما زلنا نعمل مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في هذه الرخص إلا أنها لم تصل بعد الى الشكل النهائي حيث بدأنا متأخرين في تقديم هذه الرخص ، إلا أنها باتت شيئا أساسيا في الوقت الحالي خاصة مع انتشار أفرع الشركات في جميع أنحاء الجمهورية وصعوبة الربط بين هذه الفروع والشركة الرئيسة مشيرا الى ضرورة طرح الخدمة بسعر عقلاني حتى لا يزيد سعرها على المواطنين وإذا انخفض سعرها سيستفيد منها عدد كبير من المستخدمين ، مشيرا الى انه قد حان الوقت الآن لطرح رخص الواي ماكس خاصة بعد وعود الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات بها خلال هذا العام وما زلنا ننتظر ، فمصر لا تقل عن أي دولة من الدول المطبقة فيها الواي ماكس مثل باكستان والجزائر وبنغلادش .

المستفيد الأول

ويفجر المهندس تامر سيد احمد رئيس شركة ذا واي اوت العاملة في قطاع الانترنت اللاسلكي قنبلة من العيار الثقيل خاصة وان شركته سعت مرارا وتكرارا للحصول على تراخيص لتقديم الخدمة الى ان قامت إحدى الشركات البريطانية بالاستحواذ عليها ويقول ان شركات المحمول هي السبب في هذا القرار المفاجئ رغم تأكيدات المسؤولين ان المستقبل مرهون باستخدام الواي ماكس وان شركات المحمول هي اكبر مستفيد من تاجيله حيث يتيح الواي ماكس الاتصال بين اللاب توب أو PDA ويمكن الأفراد من استخدامه بدلا من الموبايل نظرا لان تغطيته أوسع بكثير من تقنيات الواي فاي المحدودة النطاق حيث تبدأ أولا الواي ماكس في نقل البيانات وسريعا ما سيتم من خلالها نقل الصوت أيضا .

الانترنت مثل الكهرباء

وأوضح شريف اسكندر مدير عام شركة غوغل مصر والشرق الأوسط انه لا حكم له على موضوع تأجيل طرح الرخص الا انه ما يشغل باله هو آليات ووسائل زيادة أعداد مستخدمي الانترنت ومشتركيه من خلال تقديم الخدمة بأسعار معقولة وبجودة وكفاءة عالية .

وأضاف ان ما حدث من تطور في استخدام التلفون والكهرباء لابد ان ينعكس على انتشار الانترنت سواء كان انتشار الكهرباء من خلال المحولات الكهربائية او سلكي او حتى هوائي مشيرا الى ضرورة عدم الربط بين التكنولوجيات الحالية والتكنولوجيات المستقبلية والانتظار لطرح تكنولوجيات جديدة حتى يتسنى لنا استخدام التكنولوجيا السابقة لها .

وعما اذا كان سبب التراجع هو الخوف على أموال المستثمرين أكد اسكندر ان هناك عمليات حسابية لدى الشركات يجب عدم الإخلال بها كما ان المواطنين من حقهم الاستفادة من التقنيات الحديثة بشرط ألا تصبح عبئا عليه يتحمل فيها أموالا مضاعفة .

على الجانب الآخر رصدنا مجموعة من التحركات الدؤوبة نحو نشر تكنولوجيات الواي ماكس منها التجارب التي تمت ونجحت فيها الشراكة بين اوراسكوم وانتل في إطلاق شركة متخصصة تعمل في مجال الواي ماكس حيث أكد المهندس نجيب ساويرس رئيس شركة اوراسكوم ان الشركة الجديدة لن تقتصر في خدماتها على السوق المصرية فقط بل ستمتد الى الأسواق المحيطة ومنها الى الأسواق العالمية أيضا .

المشروع الثاني والذي قدمت من اجله رخصة موقتة لتقديم الخدمة من خلال التجرية التي تقودها شركة إنتل بالتعاون مع مجموعة من الشركات المحلية في قرية اوسيم في الجيزة ووصفت شركة انتل خلال اجتماع شبكة منظمي شركات الاتصالات العربية في أبوظبي، على لسان عبد الرحمن جرار، المدير الإقليمي للشؤون الحكومية في إنتل الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، بانها باتت ضرورية مؤكدا أهمية تقنية واي ماكس بالنسبة إلى المنطقة ، حيث تبذل إنتل كل ما في وسعها لتوفير السبل اللازمة لنشر هذه التقنية، وأنه يتعين على الشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية أن تدرك أن تقنية واي ماكس تشكل أداة ضرورية من أجل النجاح في المستقبل.

كما فازت كل من الشركة المصرية لنقل البيانات TeData وشركة EgyNet بمشروع لتصميم وتنفيذ وتشغيل شبكات إنترنت لاسلكية واسعة النطاق في مدينة الأقصر وخليج نعمة بشرم الشيخ، من أجل تحسين وتوسيع مجال الاتصال بالإنترنت في المناطق السياحية حيث تتولى المعونة الأميركية تمويل المشروع وتم إختيار شركة إيجي نت وشركة تي إي داتا لكي يقوما بتطوير أول شبكة لاسلكية خارجية من أجل التطبيق التجاري لتقنية الـواي ماكس في مصر. ومن المعروف أن تقنية شبكات الواي ماكس هي البديل الفعال لتكنولوجيا الـدي إس إل، وهي توفر نطاقا واسعا وكافيًا لتزويد الفنادق والشركات والمستخدمين بخدمة إنترنت فائقة السرعة.

وصدق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على منح رخصة لبناء شبكة الـواي ماكس بنطاق 3.5 جيجاهيرتز لهذا المشروع على سبيل التجربة ، وتدعم هذه الرخصة الشبكة اللاسلكية عبر خليج نعمة والأقصر وهي مكملة لرخصة الجيل الثالث التي تم منحها لشركتي اتصالات وفودافون.