حوار مع الصحافية السعودية هالة الناصر
سليمان الطريري من الرياض: "شهرزاد في الصحافة السعودية" كتاب جديد للصحافية السعودية هالة الناصر مسؤولة تحرير مجلة سيدتي التي بدأ مشوارها منذ أربعة عشر عاماً.هذا الكتاب هو الأول من نوعه في رصد مسيرة الصحافية السعودية ومشكلاتها التي تعوقها في مهنتها. المؤكد بأن هذا الكتاب سيثير جدلاً واسعاً ومحموماً مابين أخذ ورد،خصوصاً وأن الصحافية هالة الناصر من خلال كتابها لم تجامل أحداً بل أطلقت الرصاصة الأولى ضد ما أسمته في مواضع كثيرة الهيمنة الذكورية، ولقراء إيلاف هذا الحوار اللذي لا تنقصة جرأة أو صراحة...
*مالذي دفعك إلى إصدار مثل هذا الكتاب الفريد والأول من نوعه؟
- الدوافع كانت سخيفة كان هناك موجة في تأليف الكتب استوجاهاً، فكرت بأن أكتب أيضاً مثلهم لم لا؟ الدافع لم يكن حقيقياً ولم أكن متحمسة لهذا المشروع أنجزت الجزء الأول وركنته على الرف ونسيته. بعد ذلك بزمن حصل هجوم كبير علي من خلال صفحات الإنترنت واستفزني هذا الهجوم للقيام بعمل ناجح فأنا لم أتعود بأن أضع اسمي على أعمال " نص ونص " شعرت بالمسؤولية تجاه العمل وبدأته.
*ما هي الرسالة التي تحملها طيات كتابك؟
- أريد أن أقول بأننا نحن معشر الصحفيات موجودات شئتم أم أبيتم والحاجة لنا هي اللتي فرضتنا، أريد أن أقول هذه هي طبيعتنا وهويتنا وماهيتنا حاولوا أن تتعاملوا معنا لأننا نحاول أن نتعامل معكم.
* في كتابك نبرة عالية ضد الذكور وقمتي بمهاجمتهم في أكثر من موضع وحملتيهم مسؤولية كبيرة؟
- لم يكن هجوماً ضد الذكور أي الرجال بل ضد الذكور كـ تفكير أنا لست نوال السعداوي أنا أحمل فكر تكاملي لنضع أيدينا بأيدي بعض فأنا لم أهاجم الذكر كـ جنس بل أهاجم الذكر كـ سلوك. الذكورية ليست أشخاص يمارسون الضغط بشكل يومي بل هي تراكمات وترسبات يعاني منها المجتمع الشرقي منذ زمن بعيد، دعني أقول لك بأن الأم وهي أم تفرق بين ابنها وابنتها فهذه الذكورية موجودة منذ أجيال.
* هاجمتي بعضاً من رؤساء التحرير ومسئولي الصحف بشكل غير مباشر لماذا لم تسميهم؟
- هناك مواطن في الكتاب كنت أتكلم بشكل عام وفي أماكن أخرى بشكل خاص كان يكفي الكلام عنهم بشكل خاص كي يعرفوا وأعتقد أني مستقبلاً في الطبعة الثانية أوفي كتاب آخر سأسميهم.
* من المتوقع أن يثير كتابك ردود أفعال متباينة بين شد وجذب هل أنتي مستعدة للدفاع عن نفسك وعن كتابك؟
- أنا لست مستعدة للدفاع عن نفسي ولا عن الكتاب أنا مستعدة للجدل من الممكن أن أكاشف أناس أكثر على مستوى أكبر لكن لا أنا ولا الكتاب في موقع المتهم للدفاع عن نفسه أمام الآخرين إطلاقاً، ردود الأفعال سأستفيد منها لتجربتي ومشواري ربما سأضعها في طبعة أخرى، المؤكد أني سأستفيد منها.
* ألا تعتقدين بأن الصحافيات هن جزء يساهم بشكل كبير في خلق مشاكلهن؟
- أنا قلت لك أن الأم التي تتعرض لضغوط من الرجل هي تمارس حزء من هذه الثقافة وهي بذلك تعزز الفكر الذكوري وتقبل القالب وإن كنت سأحملها تبعات ستكون بنسبة عشرين بالمائة فقط لا أكثر لأن الإنسان غير مسؤول عن الظروف التي ينشأ ويوجد بها. الصحافية السعودية تقول الآن بأن الزمن القادم هو زمن النساء وأتوقع أن يبدأ زمن النساء في العالم العربي من السعودية لأن المرأة السعودية لديها قدرة تحمل قوية أكثر من غيرها من النساء العربيات أو الخليجيات في كل الأحوال كان لهم منافذ يتنفسن من خلالها فلم يتربوا على القمع والقهر الذي عانت منه المرأة السعودية.
* أنتي ومجموعة كبيرة من الصحافيات السعوديات في هذا الوقت تمثلن جيلاً جديداً مختلفاً عن السابق هل تعتقدين بأن هذا الجيل اللذي أنتي منه أضفتم شيئاً جديداً؟
- طبعاً أضفنا الكثير غيرنا التوجه العام ووصلنا إلى مرحلة على الأقل بأننا نستطيع بأن نطالب قياساً بالسابق نحن نرى أنفسنا بأننا على قدر من الجدارة والاستحقاق لكل مميزات المهنة الصحافية.
التعليقات