سما حسن ndash; غزة: المدرس عبد القادر أبو شمالة من غزة يقدم لأهله المحاصرين هذا الحل الذهبي لمشكلة انقطاع التيار الكهربي المتواصل فيها والذي جعل حياتهم أكثر صعوبة وتعقيداً، مما هي عليه بسبب الحصار، فكرته بسيطة وسهلة وهو يقول مختصراً الشرح : مشروعي عبارة عن خلية شمسية مكونة من مواد بسيطة يتم جمعهم مع بعضهم للحصول على طاقة كهربائية قليلة وكلما زادت الخلايا الشمسية زاد إنتاج الطاقة .
عبد القادر أبو شمالة في الحادي والثلاثين من عمره والأب لأربعة أطفال عمل مدرساً للفيزياء لمدة أربع سنوات في مدارس غزة، ثم انتقل لمركز مصادر التعلم والإنتاج بوزارة التربية والتعليم وشارك بالكثير من المشاريع هناك ، ومنها مشاريع تتعلق بالطاقة البديلة فقد أنتج مزرعة رياح ولدت كهرباء، وأيضاً تمكن من تحضير غاز الميثان بواسطة معالجة النفايات إلى جانب الديزل الحيوي أو السيرج أي زيت القلي ومعالجته بواسطة وضع الكحول عليه للتخفيف من المشاكل البيئية التي يحدثها هذا الزيت، وهوالزيت الذي أستخدم لتسيير المركبات في غزة في ظل أزمة الوقود.
بالنسبة لفكرة مشروعه الذي شارك به في مهرجان مؤسسة النيزك للإبداع العلمي والذي أقامته لتشجيع المخترعين الفلسطينين، فيقول عبد القادر هذه الفكرة منتشرة في العالم لكن لدينا هنا في فلسطين لا أحد ينفذها فلقد توصلنا لنفس النتائج في وزارة التربية والتعليم، والجامعة الإسلامية في عام 2004 لكن أنا قمت بالتطوير هذا المشروع فالفكرة أن الخلية الشمسية تقوم على مواد أشباه موصلات (التركيز عليها في التكنولوجيا)
وأشباه الموصلات كما يقول أبو شمالة في الأساس لها شقين فهي موصلة للحرارة وعازلة للحرارة ففي الوضع الطبيعي هي عازلة للحرارة لكن في وضع المؤثرات الخارجية تكون موصلة وهذه المؤثرات مثل إشعاع الشمس أو جهد كهربائي عالي خلخلة الهواء، بالإضافة للطرق والحرارة.
وبالنسبة لأشباه الموصلات الأساسية والمفروض أن نستخدمها هي السيليكون والجرمانيوم لكنها غالية الثمن وغير متوفرة في غزة, ولهذا السبب تولدت عندي الفكرة وهي استخراج مادة تضاهي السيليكون والجيرمانيوم, وتوصلت للمادة شبه الموصلة مثل مبيض الحمض ومادة التيتانيوم (يوضع على ماء مقطر وبتركيز معين وبتبخير محلول التيتانيوم)
وبعد ذلك نقوم بسكب المحلول على شريحة زجاجية نظيفة ويوجد بداخلها شبكة توصيل شبكة رفيعة ومن ثم نعرض التيتانيوم للحرارة, ونعرضها للهب بنزن وهو غاز صغير يعمل على تجفيف المحلول على الشريحة والذي تم تغطيته بعصير نباتي له صبغات وهي القطب الموجب.
ونضع مثلها لكن بجرافيت أو كربون على الشريحة والذي يعمل دور القطب السالب وهكذا نكون قد صنعنا الخلية الشمسية والتي تمدنا بطاقة تصل لنص فولت وان أردنا زيادة هذه الطاقة فنقوم بتوصيل الخلايا الشمسية على التوازي والتوالي, ويستدرك عبد القادر موضحاً أن الشمس هي طاقة متجددة لا تفنى ولا يستطيع أي بشر أن يمنعها عنها, فقد يمنع اليهود عنا الكهرباء لكنه لن يستطيع منع الشمس عنا.
ويتحدث عبد القادر عن فكرة جديدة وهي وضع هذه المواد أشباه الموصلات وخلطها مع مواد زينة وأصباغ يتم دهن المنزل بها من الخارج فتقوم بدورين الأول وهو تزيين البيت والثاني والأهم هو تجميع الطاقة الشمسية وإنتاجها مما يعمل على أن يكون المنزل لديه اكتفاء ذاتي بالطاقة وقد قام عبد القادر بتطبيق هذه الفكرة في مطبخ منزله.
ويتحدث عبد القادر أبو شمالة عن آخر تطور في اختراعه وهو استغلال الطاقة الشمسية في إنتاج طاقة مهمة من خلال صناعة الفيولسل (خلية الوقود) ولها تركيبة خاصة وهي طرق لفصل الهيدروجين, ويعمل عبد القادر بطريقة ستانلس ماير وأنتج منها غاز وهو مزيج من الهيدروجين ويسميه غاز HHO فهو يقوم بتحويل المياه من الحالة السائلة للحالة الغازية ومن ثم يقوم بتوصيل التيار الذي أنتجه من الخلية للبطارية ويعالجه من خلال دائرة الكترونية مما يعمل على تحويل الماء وإنتاج الهيدروجين من الطاقة الشمسية.
يقول عبد القادر انه استخدم مواد تقريبية وليست المواد المطلوبة لان الأخيرة غالية الثمن وغير موجودة في غزة بسبب الحصار، إلى جانب عدم وجود مختبر مجهز بالأدوات اللازمة والمعدات وعدم وجود مساعد تقني أو فني.