سما حسن ndash; بيرزيت: quot;حكايات عبر الزمنquot; هي المكتبة الأدبية الصوتية الجديدة التي انطلقت من حاجة المجتمع وخاصة الأطفال بجميع فئاتهم العمرية إلى زيادة حصيلتهم من القصة التي تعتبر النافذة الأولى للطفل على العالم بحلوه ومره، خاصة أن المكتبة الصوتية تستطيع أن تخدم فئة المكفوفين من الأطفال.
فقد أعلن مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت كبرى جامعات فلسطين عن انطلاق المكتبة الأدبية الصوتية، وذلك بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
نبال ثوابتة مديرة مركز تطوير الإعلام في الجامعة أثنت على المشروع قائلة: إن هذا المشروع والذي بذل فيه جهودا كبيرة ومشتركة يهدف إلى تعزيز علاقة الأطفال بالثقافة الشعبية وتطويرها، إضافة إلى أنه يفتح الطريق أمام تبادل الخبرات والثقافات كونه يضم مجموعة من القصص والحكايات المحلية والعربية والدولية، مع ملاحظة أن القصة هي القصة مهما كان مصدرها فهي تجذب الطفل وتفتح الأبواب أمام خياله النشط وتغذي حصيلته اللغوية والمعرفية.
وشرحت ثوابتة عن فكرة المشروع التي بدأت مرحلة الإعداد لها في خريف عام 2008، حيث تم تشكيل هيئة استشارية متخصصة لها اهتماماتها في الموضوع، وعملت على تحديد الفئات العمرية المستهدفة من هذا المشروع، وتم اختيار النصوص الأدبية من قصص وروايات نثرية فصيحة.
وأوضحت أن القصص قسمت إلى ثلاثة أقسام فلسطينية، وعربية، وعالمية، كما تنوعت النصوص زمنيا فمنها القديمة، والتراثية، والحديثة، وتم اختيار أشخاص للتسجيل يتناسبون صوتا ولغة وأداء مع روح وأهداف المشروع، فكل فئة عمرية من الأطفال هي بحاجة لدرجة من الصوت وطريقة الأداء تختلف عن الفئة الأخرى وهكذا، وقد شارك عدد من الأطفال في التسجيل لإضفاء الواقعية والعفوية في أداء القصص مما ساعد في إنجاح العمل.
ثم انطلقت مرحلة التنفيذ والتسجيل الصوتي في استوديوهات المركز، وهي المرحلة التي استنفذت الجهد الأكبر من العمل، وكانت تخضع للتقييم بين أسبوع وآخر، كما كانت عملية المونتاج جارية بموازاة التسجيل، فما كادت هذه المرحلة تنتهي حتى كان المشروع كاملا قد قارب على الاكتمال بـ 55 ساعة صوتية من أدب الأطفال النثري.واحتفظ المركز بحقوق النشر وتمت معالجتها قبل تسجيل أي قصة لأي دار نشر، وسيتم توزيع المجموعة في أقراص مدمجة على الإذاعات المحلية والمكتبات العامة والمدارس، إضافة للتخطيط لتوزيعها مجانًا عربيًّا وعالميًّا.
وتؤكد نبال ثوابتة على أن المكتبة الصوتية بهدفها المجمل تسعى لإعطاء فرصة للأطفال، للإبداع والتخيل، فالطفل إن لم يستطع أن ينجز فهو يستطيع أن يتخيل ويجب أن نمنحه نحن الكبار هذه الفرصة ليفعل ذلك.
وعبرت نبال ثوابتة نيابة عن مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت، عن أملها في أن يحظى هذا المشروع بإعجاب المستمعين من مختلف الفئات، وأن يحقق الأهداف المرجوة منه، وكذلك أعربت عن أملها في أن يصل لقطاع غزة لتستفيد منه أكبر قاعدة من الأطفال، كما أن النية تتجه نحو توزيع هذه المكتبة الصوتية الثرية على الدول العربية بما يساهم في تعزيز ثقافة الحكايات الشعبية لدى الأطفال.