افتتح مهرجان القرين الثقافي فعاليات السينما التي خصصت للأفلام السينمائية الإماراتية القصيرة مساء أمس الأول، بحضور رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان القرين الثقافي السادس عشر بدر الرفاعي والمدير التنفيذي للثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإمارات بلال البدور، ومدير مكتب وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دبي حكم الهاشمي، ومدير إدارة التراث والفنون بوزارة الثقافة الإماراتية وليد الزعابي، وغيرهم من حضور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

بدأ عرض الأفلام القصيرة بفيلم laquo;بابraquo; الذي كتبه أحمد سالمين وتولى الإخراج وليد الشحي، بمساندة المخرج المنفذ عبدالله حسن أحمد. ويمكن القول بأن الفيلم جمع الشعر والفن والفلسفة لتشكل ثقافة صورة راقية تتقن العمل، ومن المشهد الأول لـlaquo;البابraquo; وسط الصحراء تنفتح الأسئلة، ويفتح باب التأويل لذاكرة لا يمكنها لفظ تفاصيلها المتراكمة، ثم يتلوه مشهد الأطفال اللاهين

بقواربهم الماضية في تجمعات المطر، ورمزية باهرة يأتي الطفل الغريب ليشاركهم اللعب، ولكنه يسقط في مياه البرك الآسنة، لتتداخل الصور ما بين الأبواب والجدران والبيوت القديمة في حالة تذكارية موسيقاها الحزن، ويرجع نحو باب آخر، يجاوره بالهم والبكاء ليبدأ حوارا آخر مع نبتة صغيرة وتتوالى الأحداث مرورا بكلمات الجدة العميقة التي تتلمس حالة هذا الصغير... لتدفعها أيضا عبر الأبواب وسط الرموز والإيحاءات التي أتقن المخرج توليفها لتشكل مادة الفيلم.

الـ laquo;تنباكraquo;
أما فيلم laquo;تنباكraquo; الذي أنتجته laquo;فراديسraquo; وكتبه محمد حسن أحمد وأخرجه عبدالله حسن أحمد، وقام بأداء الأدوار فيه إبراهيم سالم، حبيب غلوم، عيد بتيجا، شجان وشيما؛ فأحداثه التي تجري في إحدى قرى الإمارات بين صديقين فرّق بينهما اللون؛ فالأبيض بائع للتبغ؛ بينما الأسود البشرة يعمل بائعا للفحم، ومن خلال هذه الثنائية تنطلق ثنائيات متناقضة أخرى بين الحب والكراهية والقهر والرغبة والإرادة والضعف، من خلال حكاية تبتدئ وتدخل في تشكلات ثلاثة تدور في أزمان مختلفة لتنتهي عند البداية حيث القصة التي تستمر بلا نهاية. والجدير بالذكر أن هذا الفيلم حاز جائزة التنويه الخاصة بمهرجان الفيلم العربي بسان فرانسيسكو، وجائزة البانوش الذهبي بمهرجان الريف بالبحرين.

بنت مريم
وأعقب ذلك عرض الفيلم الروائي القصير laquo;بنت مريمraquo;، الذي كتبه محمد حسن أحمد، وأخرجه سعيد سالمين المرّي، وأدى أدوار شخصياته: محمد اسماعيل، نيفين ماضي، حسين محمود، ورشا العبيدي.

ويستند الفيلم على معالجة قضية اجتماعية تتجلى من خلال laquo;بنت مريمraquo;، تلك الفتاة التي توفي عنها زوجها الكبير في السن؛ تاركا إياها مع حياة موغلة في الذكريات الحزينة والأليمة التي دمرت طفولتها، لتحاول النزوح عن هذه الذاكرة/المكان مع عم والدتها الضرير، فتدخل بيوتا عدة.. في كل منها laquo;بنت مريمraquo; أخرى!

والفيلم حائز على جوائز عدة منها: جائزة لجنة التحكيم عن أفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي، جائزة أفضل فيلم في مهرجان مسينا إيطاليا، جائزة البانوش البرونزي في مهرجان الريف السينمائي،الجائزة الفضية في مهرجان روتردام للفيلم العربي بهولندا، جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الأردن للفيلم القصير، الجائزة الثانية في مهرجان الخليج السينمائي الأول.

للقيظ.. عصافير!
ومن إنتاج فراديس أيضا؛ عُرض الفيلم الأخير للأمسية الذي حمل عنوان laquo;عصافير القيظraquo;، والذي كتبه وأخرجه عبدالله حسن أحمد، وقام ببطولته مجموعة أطفال، وهو فيلم يبعث في الروح نور الأمل من خلال علاقة حب جميلة بين طفل صغير وعصفور، تدور في عرض سينمائي ركز على مشاعر الطفولة وبراءة الكائنات ومدى تماهي الأرواح البريئة في بعضها.

وتلت العروض ندوة قدمها الكاتب محمد حسن أحمد والمخرج عبدالله حسن أحمد وأدارها مدير نادي السينما عماد النويري، ووجه المشاركان فيها الشكر والتقدير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي جعل محور مهرجان القرين الثقافي بدءا من فعالية السينما وانتهاء بالندوات والأنشطة الأخرى، وتحدث المشاركان عن النتاج الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة. حيث دارت عن واقع السينما في الإمارات، مركّزين على تطور نتاج الأفلام القصيرة وتقدم تقنيات إخراجها وارتباطها بالبيئة من حيث التراث والأصالة وجمالية التقاط مكونات البيئة وتوظيفها في الأعمال السينمائية.
وأكدا في حديثهما تميز التجربة الإماراتية ما أهّلها لأن تكون منافسا جيدا بين الزخم الكبير والمردود الوافر في إنتاج الأفلام السينمائية وخاصة الخليجية.

وفي الختام قام الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان القرين الثقافي بتكريم الكاتب محمد حسن أحمد والمخرج عبد الله حسن أحمد مثمنا جهودهما.

الجدير ذكره أن دولة الإمارات تشارك في فعاليات الدورة الـ 16 لمهرجان القرين الثقافي الذي يستمر يستمر حتى يوم 27 كانون الثاني (يناير) الجاري ..quot; باعتبارها ضيف شرف quot;.

وكان قد حضر إفتتاح المهرجان حسن سالم عبيد الخيال سفير الدولة لدى الكويت و بلال ربيع البدور المدير التنفيذي للشئون الثقافية والفنون في وزارة الثقافه والشباب وتنمية المجتمع ومحمد المر نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون والكاتب عبدالغفار حسين عضو مجلس إدارة الهيئة وحكم الهاشمي مدير مكتب وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دبي ونخبة من المثقفين والإعلاميين والفنانين والشعراء في البلدين الشقيقين .

من ناحيته هنأ عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافه واشباب وتنمية المجتمع المبدعين والمثقفين: quot;نحن نحاول أن نقدم من خلال الفعاليات المهرجان ما يختزل مشهد الحراك الثقافي بالإمارات التي اختارت الثقافه خيارا إستراتيجيا في دعم بنية التنمية وعنصرا هاما من عناصر البناء الحضاري وفق رؤية واضحه تؤمن بأهمية الريادة في تنمية المجتمع المثقف والشباب المبدع الذي يخلق مستقبلا طموحا يكفل للإمارات مركزا ثقافيا رئدا وعالميا يعتمد المحافظه على الهوية الوطنية ويعزيز الإنتماء والإستثمار الدائم للطاقات لرفع مستوى الوعي الثقافي إثراء للتواصل الحضاريquot;.