الحريري يواجه بعزيمة العاصفة الجديدة التي أثارها عون

نائبان عوني ومستقبلي يتحدثان لـ إيلاف:
آلان عون ومحمد الحجار... الحكومة ليست أمام جدار

سلط موقف النائب الجنرال ميشال عون التصعيدي والمفاجىء في موضوع التشكيل الحكومي الضوء مجدداً على كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري حين عبّر ذات يوم quot; الاتصالات ماشية لكن الاتصالات مش ماشيةquot;. وبمجرد اطلالة لم تتجاوز النصف ساعة اعاد الجنرال عون المفاوضات الى نقطة الصفر متحدثاً quot; عن عدم استعداده للتخلي عن حقيبة من الحقائب المسندة اليه في حكومة تصريف الاعمالquot; مشدداً quot; على نيته أبقاء وزارة الاتصالات ضمن سلة حقائبه الوزارية زائد وزارة اخرىquot;.

بيروت: جاء حديث الجنرال بعد شيوع نبرة تفاؤلية استمرت اكثر من اسبوعين اظهرت نوعاً من الحرص quot;من طرفي الازمة وتحديداً الفريق المحيط بالرئيس المكلّف سعد الحريري والجنرال عون على ضخ المزيد من جرعات المورفين في جسم التأليف وذلك تحت هدف محدد وواضح الا وهو عدم تحمّل اي منهما تبعات الانهيار المدوي اذا ما حصل، وهو ما المح اليه عضو تكتل التغيير والاصلاح سليم سلهب بأن quot; الايام المقبلة ستكون حاسمة سلباً او ايجاباًquot;. غير ان كلام الجنرال لم يبدد الغيوم التفاؤلية التي تظهر في سماء قريطم وعين التينة والسراي الحكومي، فأجواء الرئيس بري ما تزال مفعمة بلمسات التفاؤل ومثله حال رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة الذي نقل احد زواره عنه quot; ان اقامته في السراي الحكومي لن تتجاوز العشرة ايامquot;.

وبالعودة الى واقع الاتصالات والمشاورات المكوكية التي اجراها الرئيس الحريري بين كل من الرابية، معراب وعين التينة. اشارت اوساط الحريري quot; الى ان الاخير يخرج بعد كل لقاء مع الجنرال عون بمعدلات كبيرة من التفاؤل والتفاهم حول التشكيل، اذ ان العقد الاساسية التي كانت قائمة مع تكتل التغيير والاصلاح تحل تباعاً وخاصة تلك المتعلقة بتوزير جبران باسيل، اذ ان الرئيس المكلف وافق على ذلك انطلاقاً من ان مصلحة لبنان تفترض ان يلجأ كل طرف من الاطراف الى تقديم تنازلات وتضحياتquot;. وتشدد الاوساط ذاتها quot; على ان الاهم في موقف الجنرال عون عدم تمسكه بأي تركيبة مسبقة فهو يؤكد خلال اي اجتماع مع الرئيس المكلّف بأنه منفتح على جميع الحلول ومستعد لمناقشة وداراسة اي تشكيلة حكومية تعرض عليه اذا ما كانت جدية وتهدف الى تسريع التأليف الحكوميquot;.

ورداً على سؤال حول ما اعلنه رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع من ان quot; وزارتي الداخلية والاتصالات لن تكونا من حصة حزب الله وحلفاءه، واذا ما كان هذا الكلام يمكن وضعه في اطار الحسم موقع هاتين الحقيبتين يعلق المصدر quot; ان الحريري وعون كانا قد اتفقا على ان تكون حقيبة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وهو حال حقيبة الدفاع اذ ان هاتين الحقيبتين طابعهما امني ممايفرض أن يكونا مع طرف حيادي وتوافقي هو رئيس الجمهورية. اما وزارة الاتصالات فهي من الوزارات التي لها طابع خاص، وحتى اللحظة ما تزال العقدة الوحيدة التي تقف امام تشكيل الحكومة، ولكن كلا الطرفين اي الحريري وعون يبديان نوايا ايجابية للوصول الى حل يرضيهما على قاعدة لا غالب ولا مغلوبquot;.

وتضيف اوساط قريطم انه quot; خلال الاجتماع الاخير بين عون والرئيس المكلف في بيت الوسط ابدى عون للمرة الاولى استعداده عن التنازل عن الاتصالات، في مقابل الحصول على اربعة حقائب خدماتية منها الاشغال والعدل او التربية والاشغال الى العمل والثقافة او quot; الشباب والرياضةquot;، اما الحقيبة الخامسة التي كانت مقررة لتكتل التغيير والاصلاح فهي وزارة دولة من حصة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي وافق خلال اجتماعه الاخير مع الحريري على هذه الحقيبة بعدما ردها مع الشكر خلال تشكيلة التكليف الاولquot;.

اما عن حقائب التي كان من المرجح ان يحصل عليها تيار المستقبل فهي الوزارات الخدماتيةquot; الاتصالات، المالية، الطاقةquot;. وتقول مصادر قريطم quot; ان الرئيس المكلّف كان قد وضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة بعدما قطع اكثر من 90% من الطريق الى السرايا الحكومي، وكانت ستكون حكومة وحدة وطنية بأمتيازquot;.

وترفض هذه الأوساط على رغم كل شيء الإعتراف بأن عملية تأليف عادت إلى النقطة الصفر، وتدعو إلى مزيد من الإنتظار لتظهر بوضوح الأسباب والخلفيات الحقيقية لموقف الجنرال عون المفاجىء.