أوضحت مستشارة الرئيس السوري أن اللقاء بين الحريري والأسد بدد ذيول المرحلة السابقة،كما أشارت إلى أن الاجتماع بين الرئيسين استمر أكثر من 3 ساعات وكان جوه صريحا ووديا.
دمشق: اكدت المستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان السبت ان اللقاء بين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في دمشق quot;بدد ذيول المرحلة السابقةquot;، لافتة الى ان الزيارة ستتبعها زيارات اخرى بهدف quot;تفعيل العلاقات المؤسساتية بين البلدينquot;.
وقالت شعبان في تصريحات للصحافيين اثر اللقاء بين الاسد والحريري الذي استمر ثلاث ساعات وربع الساعة ان quot;ذيول المرحلة السابقة بددت والضمانات بان لا تتكرر (المرحلة) هي ارادة الرئيس (بشار) الاسد والرئيس (سعد) الحريري على بناء هذه العلاقة الايجابية والبناءةquot;.
واضافت quot;كان جو اللقاء صريحا وايجابيا ووديا، تم التركيز في هذا الحوار على العلاقات المستقبلية بين البلدين وعلى تفعيل المؤسساتquot;، موضحة ان quot;هذه الزيارة ستتبعها زيارات مستقبلية يقوم بها المعنيون والفنيون لوضع الاسس لتفعيل العلاقات المؤسساتية بين البلدين الشقيقينquot;.
وقالت ردا على سؤال quot;بدون شك تم كسر الجليد بين الطرفين، واقامة الرئيس الحريري في قصر الضيافة (قصر تشرين) هو كسر للبروتوكول لان قصر الضيافة يقيم فيه الرؤساء والملوك. الرئيس الحريري حل ضيفا على الرئيس الاسد وفي هذا تعبير عن حرارة ومودة خاصةquot;.
واضافت quot;نوقش ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وسوف تتخذ خطوات بالشكل المناسب وفي الوقت المناسبquot;. وكان الحريري وصل بعد ظهر السبت الى دمشق في اول زيارة يقوم بها للعاصمة السورية منذ دخوله حلبة العمل السياسي في 2005 بعد مقتل والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وعقد الحريري فور وصوله لقاء ثنائيا مع الرئيس السوري بشار الاسد في قصر تشرين.
وتابعت شعبان ان الاسد والحريري ناقشا quot;الوضع العربي في المنطقة والتحديات التي تواجه سوريا ولبنان جراء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، واهمية التنسيق بين سوريا ولبنان واهمية التضامن العربيquot;. وقالت quot;لا شك ان هذه العلاقة ستنعكس ايجابا على علاقات عربية اخرىquot;.
وردا على سؤال عن احتمال زيارة الاسد للبنان قالت شعبان quot;سوف تكون هناك زيارات متبادلةquot; مشيرة الى ان quot;جو الاجتماع والنقاش ومن نتائج الاجتماع المهم والمطول، يتبين ان الزيارات سوف تكون متبادلة وقريبة ومتسارعة وسوف تركز على ربط علاقات مؤسساتية بين الوزارات والمؤسساتquot;.
وترتدي هذه الزيارة اهمية كبرى بعد مرحلة التوتر الشديد الذي شاب العلاقات بين المسؤولين السوريين والاكثرية النيابية في لبنان التي يعتبر الحريري ابرز اركانها، وذلك على خلفية الاتهامات التي وجهتها هذه الاكثرية الى دمشق بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.
الاتفاق على تعزيز العلاقات
اتفق الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري السبت على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا).
واكد الاسد quot;ان سوريا كانت ولا تزال حريصة على اقامة افضل العلاقات مع لبنان انطلاقا من قناعتها ومواقفها المبدئية التي تعتبر ان العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين تحمي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والعرب جميعاquot; بحسب الوكالة.
وكان الاسد استقبل الحريري الذي وصل الى قصر تشرين بمفرده بعد ظهر السبت quot;بحرارةquot; قبل ان يعقدا جلسة مباحثات ثنائية استمرت لثلاثة ساعات. كما نقلت الوكالة عن الاسد تاكيده على ان quot;أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سوريا والعكس صحيحquot; مشددا على ان سوريا quot;لن تدخر اي جهد يسهم فى توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز امنه واستقرارهquot;.
من جانبه اكد الحريري، بحسب الوكالة quot;تطلع حكومته الى اقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع سوريا تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين ومصالحهماquot;. وتابع الحريري quot;ان العلاقات الطيبة والمتميزة بين سوريا ولبنان تعزز موقف البلدين وقوتهما وتسهم في حماية لبنان والعروبة ووحدة الصف العربي في مواجهة السياسات الاسرائيلية المستمرة بانتهاكها للحقوق العربيةquot;.
ومن المقرر ان يجري الاسد والحريري جلسة مباحثات ثانية غدا الاحد حسب الوكالة التي اوضحت ان اللقاء تناول quot;استعراض التطورات الايجابية السائدة في لبنان وسوريا وتاريخ العلاقات السورية اللبنانية وكيفية تجاوز الاثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينةquot;.
كما تناول اللقاء quot;المستجدات على الساحتين العربية والدولية واهمية التنسيق وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشتركquot;. وكان الحريري وصل بعد ظهر السبت الى مطار دمشق الدولي في زيارة الى سوريا تستمر يومين، حيث كان في استقباله وزير شؤون رئاسة الجمهورية السوري منصور عزام والسفير اللبناني في سوريا ميشال الخوري.
وهذه الزيارة هي الاولى التي يقوم بها الحريري لدمشق منذ تسلمه مهماته، وسيبحث خلالها مع الاسد العلاقات بين البلدين. ولم يضم الوفد المرافق للحريري ايا من الاشخاص الذين وردت اسماؤهم في الاستنابات القضائية التي نصت على دعوة شخصيات للاستماع اليها في قضية مرفوعة امام القضاء السوري تتصل باغتيال الحريري.
وتأتي هذه الاستدعاءات في اطار شكوى تقدم بها المدير العام السابق للامن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد ضد quot;خمسة شهود زورquot; سوريين وquot;شركائهم اللبنانيينquot;، محملا اياهم مسؤولية اعتقاله لمدة تناهز اربع سنوات في قضية اغتيال الحريري.
وقال مسؤول في المكتب الاعلامي للحريري ان الرئيس السوري سيقيم مأدبة عشاء على شرف رئيس الحكومة اللبناني مساء اليوم (السبت). ومنذ دخوله الحياة السياسية بعد اغتيال والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، لم يجر سعد الحريري اي اتصالات رسمية مع سوريا.
وسبق ان اتهم سعد الحريري وقوى 14 آذار/مارس التي يعتبر ابرز اركانها، سوريا بالوقوف وراء حادث اغتيال والده الذي وقع في بيروت ابان الوصاية السورية على لبنان. وبعيد تشكيل الحكومة الجديدة، تلقى الحريري برقية تهنئة من نظيره السوري محمد ناجي عطري.
وفي لقاءاته الضيقة، يدرج الحريري زيارته لدمشق في اطار quot;واجباته كرئيس حكومة لكل لبنان والتي تحتم عليه عدم التوقف عند الاعتبارات الشخصيةquot;.