البترون دائرة صغيرة ومعركة كبيرة
الرجل الثاني في quot;التيّار العونيquot; يقاتل على جبهتين


معركة كسر عظم في المتن الشمالي والأرمن quot;بيضة قبانquot;


quot;الفيس بوكquot; أوّل ضحايا الانتخابات

عروس الشلال حائرة بين بري وعون


أبو جمرا لإيلاف: نهج نايلة تويني ونديم الجميّل لا يخدم الأشرفية

جهاد جرجس من بيروت: لم تأخذ معركة البترون يوماً هذا البعد السياسي الذي يعكس الصراع على مستوى لبنان كله، وذلك لأسباب عدة:

- أحد أبرز المرشحين، ليس فقط في دائرة البترون الانتخابية بل في كل لبنان، هو وزير الاتصالات جبران باسيل المعروف بأنه الرجل الثاني في quot;التيار الوطني الحرquot; وخليفة النائب الجنرال ميشال عون، وفي حال خسر معركته الانتخابية سيستقوي عليه خصومه الكثر في داخل التيّار.

- أحد المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية والمنافسين للجنرال عون على كرسي الرئاسة هو الأوفر حظاً للفوز بأحد المقعدين المخصصين للدائرة وهو النائب الحالي والوزير السابق على مدى عقود بطرس حرب.

وهنا لا يمكن نسيان مقولة المتحمسين لعون رئيسا للجمهورية حين ردَّدوا بعيد فوزهم في انتخابات المتن الشمالي وكسروان-جبيل وقبيل انتخابات الشمال عام 2005: quot; أسقطنا نسيب لحود وفارس سعيد ويبقى بطرس حربquot;.

- في دائرة البترون تدور مواجهة مباشرة بين الجنرال ميشال عون وحزبي الكتائب اللبنانية وquot;القوات اللبنانيةquot; اللّذين اتفقا على ترشيح النائب أنطوان زهرا quot;القواتيquot; بعدما اتفق الحزبان على ترشيح سامر سعادة نجل جورج سعادة رئيس الكتائب الراحل في طرابلس بعد استبعاد الوزير السابق جان عبيد وquot;نعيquot; رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ضمّ عبيد الى لائحة قوى 14 آذار/مارس هناك بقوله إنه وزعيم quot;تيّار المستقبلquot; سعد الحريري لم يتمكنا من إبقائه على الّلائحة.

- دائرة البترون الانتخابية ذات الغالبية المارونية الساحقة ككسروان وبشرّي وزغرتا هي ساحة اثبات وجود للعماد ميشال عون الذي تحاول قوى 14 آذار تذكير الناخبين بأنه الغطاء الوحيد المتبقي لسلاح quot;حزب اللهquot;، وبسقوطه يقوم خيار الدولة وحصرية السلاح بيد الجيش والأجهزة الأمنية الرسميّة.

الوضع الانتخابي

مرشح للانتخابات البرلمانية بيار الحشاش في مدينة البترون
مرشح للانتخابات البرلمانية بيار الحشاش في مدينة البترون

بدأت معركة قوى 14 آذار في المنطقة متعثرة بسبب تسابق مرشحي quot;القواتquot; والكتائب أنطوان زهرا وسامر سعادة على المقعد الثاني، بعد حسم هذه القوىالمقعد الأول للنائب بطرس حرب، وقد راهن العونيون كثيراً على استمرار ترشيح الاثنين لأن القاعدة الشعبية للحزبين متداخلة كثيراً وتكاد تكون واحدة وأي خلاف يعني بالتأكيد فوز المرشّح جبران باسيل. حتى أن الكثير من ناخبي القوات والكتائب أكدوا علناً أنهم لن يقترعوا إذا لم يتفق الحزبان على مرشّح واحد.

ومنذ يومين بدأت الاجتماعات التنسيقية بين الماكينات الانتخابية لكل من الكتائب وquot;القواتquot; وبطرس حرب وبقية مكوّنات 14 آذار في دائرة البترون الانتخابية وكان اتفاق على تنسيق شديد يصل في بعض المناطق الى حد توحيد الماكينات ومزجها، وأوّل الغيث سيكون إعلان لائحة quot; 14 آذارquot; بعد ظهر السبت المقبل في البترون في حضور النائبين بطرس حرب وأنطوان زهرا والمرشّح الكتائبي عن المقعد الماروني في طرابلس سامر سعادة للتأكيد على التزام سعادة التحالف بين quot;القواتquot; والكتائب في البترون.

مأزق الحكيّم

حلّ مسألة زهرا وسعادة لا يعني نهاية مشاكل لائحة قوى 14 آذار نهائيّاً. فترشّح الدكتور نبيل الحكيّم المنفرد يهدد بحرمان المرشّح القواتي أنطوان زهرا من أصوات ثمينة خصوصا في مدينة البترون، نقطة ضعف زهرا الأساسيّة.

لائحة عون

نعم إنها لائحة العماد ميشال عون بامتياز مؤلّفة في البترون من الوزير جبران باسيل ونقيب الأطباء السابق الدكتور فائق يونس بعدما اعتذر شقيقه نزار حليف باسيل في الانتخابات السابقة. فقرار العماد عون التحالف مع يونس جاء بعد مخاض طويل وتردّد بين يونس وشقيقه عصام، نقيب المحامين السابق، وجرّاح العظم الدكتور جورج مراد. وبما أنها معركة كسر عظم (إشارة الى أن المسؤول عن quot;القوات اللبنانيةquot; في البترون الدكتور فادي سعد هو أيضاً جرّاح عظم) فوجئ كثيرون بهذا الخيار العوني لأنه لا يزيد الكثير الى رصيد الوزير باسيل الذي تردد أنه فكّر أيضاً بالترشّح منفرداً. فباسيل يتفوّق في مدينة البترون ومعركته متوازنة في قرى الوسط وضعيفة نسبيّاً في تنورين، حيث التفوّق واضح لخصمه بطرس حرب، ولا يستطيع المرشحون التنانرة (من تنورين) مجتمعين حيازة عدد الأصوات التي يحظى بها بطرس حرب منفرداً، خصوصاً أن أبناء عائلة مراد يميلون الآن الى التصويت لابن العائلة فقط.

وما يزيد طين عون بلّة صراعه مع زعيم quot;تيار المردةquot; سليمان فرنجية الذي أغلق لائحته في زغرتا منذ أشهر ولم يكن العوني العميد المتقاعد فايز كرم من عدادها. صحيح أن عون تنصّل على الملأ من ترشّح كرم منفرداً، لكن التطورات في الأيام الأخيرة أظهرت أن عون لم يسامح فرنجية، فقرّر التحالف مع فائق يونس الّذي يفوق المرشّحين الآخرين بُعداً عن الزعيم الزغرتاوي الّذي يتمتّع بقدرة تجييريّة لا يمكن تجاهلها في البترون، ويذهب بعضهم الى حد الحديث عن تبادل الطعنات الانتخابية بين الزعيمين تحت الطاولة. معركة البترون تكاد تكون على المقعد الثاني وحده . فبطرس حرب يبدو واثقا من الفوز، أما المقعد الثاني فسيكون إما لأنطوان زهرا وإما لجبران باسيل، والفارق سيكون مئات الأصوات فقط مع أرجحيّة للأوّل.