دائرة كبيرة مختلطة لم تكشف لوائحها الإنتخابية بعد
ألان عون لإيلاف: لا عقد في بعبدا والمقعد الشيعي بين خيارين

مرشح دائرة بعبدا ألان عون

تريسي أبي أنطون من بيروت: يعيش قضاء بعبدا لأحد أقضية الإنتخابات في لبنان حالة من الترقب والإنتظار، فيما لم تعلن أي من اللائحتين مرشّحيها، مع العلم أن الأسماء باتت حاضرة في دهاليز الفريقين. ويبعث هذا التريّث شكوكا لدى المواطن بأن الإنتخابات لن تكون رحلة عبور سهلة إلى البرلمان في ساحة النجمة، لا سيّما أن هذه الدائرة تكتسب أهميّتها من تاريخها وموقعها الجغرافيّ والموزاييك الطائفي الذي يجعل تظهير اللوائح أكثر من عمليّة إختيار بين فيض من الأسماء.

وإذا كانت لائحة قوى 14 آذار/ مارس قد إكتملت معالمها بتثبيت المرشحين الموارنة الثلاثة، النائب السابق صلاح حنين وإلياس أبو عاصي وإدمون غاريوس، إلى جانب النائب أيمن شقير عن المقعد المخصص للدروز والنائب باسم السبع وصلاح الحركة للمقدين الشيعيين، بإنتظار اللحظة المؤاتية لإعلانها، فإن جبهة المعارضة لا تزال عالقة عند حدود المقعد الشيعيّ الثاني، بعدما حسم الأوّل لمصلحة مرشّح quot;حزب اللهquot; النائب علي عمار.

وفي هذا الاطار، اوضح مرشّح quot;التيار الوطني الحرّquot; عن المقعد الماروني في بعبدا آلان عون في حديث لموقع quot;ايلافquot; ان quot;البحث ما زال جاريا عن حلول بشأن المقعد الشيعيّ الثاني، والمناقشات تركز على إختيار مرشّح بين اثنينquot;. وفيما اكّد ان الاوّل هو مرشّح quot;التيارquot; رمزي كنج، رفض الافصاح عن الاسم الثاني المتداول، مع العلم ان اوساط المعارضة كانت قد تناولت مطوّلا اسم مرشّح حركة quot;املquot; طلال حاطوم، كخيار محتمل عن هذا المقعد. ويشغل المرشح آلان عون موقعاً قيادياً بارزاً في quot;التيار الوطني الحرquot;، وهو ابن شقيقة زعيم هذا التيار النائب الجنرال ميشال عون، ومنطقة بعبدا كانت المنطلق للجنرال عون وتياره وهي مسقط رأسه ، علماً أنه يترشح في دائرة كسروان للمرة الثانية.

وعما اذا كان الحسم النهائي للأسماء في بعبدا مرتبطاً بدوائر تشهد جدليّة بين اطراف المعارضة وبالتحديد في قضاء جزين، قال آلان عون: quot; المعايير ستكون شبيهة بتلك التي تتّبع في قضاء جزينquot;، مؤكدا ان quot;مسألة المرشّح حاطوم ليس لها علاقة باقضية اخرى وهي امرّ يخصّ حزب الله وحركة املquot;.

وبانتظار ان تنقشع الرؤيا وتتظهّر هويّة quot;الفائزquot; بالمقعد الشيعيّ الثاني، يشدّد عون على ان quot;دائرة بعبدا خالية من العقد وليست كما يعتقد البعض، وايّ خيار سيتّخذ سيكون خيار الجميعquot;، مؤكدا ان quot;القرارات النهائية ستتخذ بالتوافق بين الفريقين ومهما كانت لن تغيّر شيئا في واقع وحدة المعارضة لا انتخابيّا ولا سياسيّا، وهي متمسّكة بخوض الانتخابات موحّدةquot;.

بدوره يشهد المقعد الدرزي نوعا من الغموض حول هويّة مرشّحه الاوفر حظا بين ثلاثة من عائلة آل الاعور، فادي الاعور وعمر الاعور ونديم الاعور، غير ان عون اكّد لـ quot;إيلافquot; ان الاسم حسم في صفوف المعارضة لكنّ الكشف عنه سيرحّل الى تاريخ اعلان لائحة القضاء. وبالنسبة إلى المشهد المسيحي المعارض، اكّد عون تثبيت إسمه على اللائحة الى جانب المرشّحَين حكمت ديب وناجي غاريوس بعدما تمّ استبعاد المرشّح شكيب قرطباوي. والمعروف ان بعبدا كقضاء لطالما تميّزت بغياب الإقطاع السياسي في حياتها، بحيث تحوز كلّ عائلة فيها أهميّتها وحيثيّتها، بعيداً عن الأحزاب. وهنا يفرض النائب بيار دكاش نفسه رقما صعبا في مواجهة كلا الطرفين، مستمرّا بترشّحه منفردا عن دائرة بعبدا، وهو الذي حلّ عليها نائبا توافقيّا حينما غيّب الموت النائب عضو كتلة quot;القوات اللبنانيةquot; ادمون نعيم. ويعتمد دكاش على قاعدة شعبيّة وازنة تتميّز بتلوين طائفيّ كرّسته خدماته الطبيّة وغيرها في هذه المنطقة.

وفي السياق يقول عون: quot;نحن مثل كلّ المرشحين، سنخوض الانتخابات بروح رياضية وتنافسية ديمقراطيّة، والناس سوف تقوم بخياراتها. نحن قمنا بخياراتنا وحسمنا مرشحينا وسنخوض الانتخابات على اساس العناوين التي نؤمن بها واستنادا الى تجربتنا السياسيّة الطويلةquot;.

وعن حظوظ المعارضة في دائرة بعبدا واسهم الفوز بالنواب الستة اكّد عون quot;إننا نتعامل مع كل المعارك بجدية، ورغم ثقتنا بالفور الا ان ذلك لا يجعلنا نستخفّ بأي معركةquot;. واضاف: quot;نحن جزء من مشروع لا يقتصر على حدود هذا القضاء انما يمتدّ الى خارجه ايضا. ونخوض هذه المعركة كتكتّل نيابي كبير سيكون قادرا على تصحيح الخلل في المجلس النيابي، وبالتالي قادرا على احداث تغييرquot;. ويبقى الاكيد ان حال بعبدا، كدائرة انتخابيّة، لا تخرج عن اطار الحماوة التي تلهب سائر الاقضية المسيحيّة، خصوصا انها ستشهد في دورة 2009 تظهيرا حقيقيّا لاتجاهات المسيحيين بعد فكّ ارتباطها بقضاء عاليه.