المفكر اللبناني رضوان السيد:
لا يمكن للجنرال عون وحزب الله الحصول على الأكثرية

د.رضوان السيد

محمد الحمامصي-إيلاف: كشف، د.رضوان السيد المفكر اللبناني، وأحد الكتاب المتابعين عن قرب لمجريات الأحداث علي الساحة اللبنانية، عن الأسباب التي أدت إلي توترات مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية، وعن توقعاته لهذه الانتخابات، هل سيتمكن طرف دون آخر من الحصول على الأكثرية ومن ثم يستطيع وحده تشكيل حكومة؟ حيث رأى صعوبة حصول أي الأطراف على هذه الأكثرية التي تمكنه من تشكل حكومة بمفرده، وأن الأمر في النهاية سيظل على ما هو عليه. وفي لقائنا القصير نتعرف على هذا الجانب من رؤيته المتعلقة بالانتخابات النيابية اللبنانية.

** كيف ترى لحركة الانتخابات النيابية اللبنانية وما تشهده من توترات بين الأطراف الرئيسية علي الساحة اللبنانية؟
** المعركة الانتخابية اللبنانية في الأصل مثل كل معركة ديمقراطية يكثر فيها الجدال وترتفع الأصوات، وبخاصة بأن الانتخابات حرة عندنا، عندنا أحزاب وأصوات، وجبهات متواجهة، وعندنا عدة لاعبين إقليميين متواجدين علي الساحة، يستحثون هذا الطرف ويشجعون ذاك الطرف ويدعون إلي هذا الطرف، ويدفعون فلوسا لهذا أو ذلك، إنما أرى في كل هذا أره أمرا طبيعيا، إنما حدثت أمور أخرى أدت إلى هذا التوتر، يعني مثلا من المصادفة، أنه خلال الشهرين الماضيين كشفت أربع شبكات إسرائيلية للتجسس في لبنان، بعضها تجسس ضد حزب الله، وليس من المصادفة أنه أن يصدر المدعي العام قاضي الإجراءات التمهيدية بالمحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، أصدر القاضي قرارا بإطلاق سراح الضباط الأربعة الذين كانوا مشتبها بهم في هذه القضية، ولم يعد في السجن أحد الآن، لا في سجن لبنان ولا في سجن المحكمة الدولية، وإذا كانت الشبكات الإسرائيلية قد أدت إلى مخاوف شديدة من أن تكون الساحة اللبنانية مخترقة اختراقا كبيرا، وأن تكون عند إسرائيل مقاصد خفية أنه لماذا أثارت خلاياها كلها الآن بحيث تثني كشفها، هل تريد القيام بعمل أمني كبير وعسكري، أم تخشى عملا أمنيا كبيرا ضدها؟ ومن جهة التوتر الذي أثاره إطلاق الضباط، غضب الضباط أنفسهم، وأدلوا بتصريحات نارية، وخصوصا جميل السيد، للإعلام، ثم إن أكثر نواب حزب الله تحيزوا لجميل السيد، ويسيرون معه هذه الأيام، ويصرحون تصريحات تهديدية، يهددون القضايا اللبنانية، ويهددون الجبهة المخاصمة لهم 14 أزار، ويدعون للويل والثبور وعظائم الأمور، والآخرون لا يقصرون في الرد.

إنما حالة الغضب هذه ما كنا ننتظرها لأنه عندما تكون أنت مسجون وتطلق، وتطلقك محكمة، من المفترض أن هذه المحكمة عادلة ونزيهة وإلا لم أطلقتك، فتكون النتيجة أن quot;تهيجquot; على تلك المحكمة وتريد إلغاءها، مع أن هذه المحكمة ليست هي التي قبضت عليك، قبض عليك المحققون الدوليون، وقدموك للمحكمة والمحكمة قامت فورا بإطلاق سراحك، فالمفروض أن تقول ما هذه المحكمة العظيمة، أما الآن فالسيد حسن نصر الله والآخرون يدعون إلي إلغاء المحكمة، وغاضبون غضبا شديدا.

المفتي قباني: مستقبل البلاد أمانة لدى الجميع

'جينة' الكرسي النيابي... بالدم وخاتم الزواج

سوريا تسلم لبنان مشتبها به في الاعتداء على الجيش

كل هذا أعطي للانتخابات النيابية طابعا أكثر توترا ورفع الأصوات أكثر، إنما حتى الآن أجد أن الأمور لا تزال تحت السقف، وأنه خلال شهر تقريبا ستحدث الانتخابات، ولتكن نتائجها ما تكون. وأعتقد أنه من أسباب quot;الهياجquot; ليس فقط الجاسوسية الإسرائيلية، وإطلاق سراح الضباب، بل أيضا اقتراب موعد الانتخابات الذي يتنافس فيه المرشحون المنافسة الأخيرة.

** هل تعقد أن ما حدث في مصر من إلقاء القبض علي شبكة تنتمي لحزب الله ألقى بظلاله علي الناخب اللبناني فيما يتعلق بحزب الله؟
** لا .. حزب الله أنصاره من الشيعة لم يتأثروا، هم متحزبون له وسيظلون متحزبين، والآخرون خصوم حزب الله سيظلون خصوما له، فقط استخدم الأمر في جدال، فإذا كنا نحن quot;زعلانينquot; من تنظيم حزب الله العسكري في لبنان، يعمل تنظيمات مشابهة في الدول العربية، فإذن الحقيقية فهو يشتغل لإيران، لماذا يشتغل في مصر أو البحرين أو الكويت أو ما شابه. لقد ازداد الحملة عليه من خصومه علي أساس أنه صار لديهم دليل جديد علي أنه لا يجوز أن يظل حزب الله في مواجهة الدولة في لبنان، لكن من ناحية الشعبية، فشعبيته لم تزد ولم تقل.

** هل تعتقد أن حزب الله سيكتسح هذه الانتخابات أو علي الأقل سيأتي بما أتي به من قبل؟
** في رأيي أنه سيظل نوابه كما كانوا من قبل، أما الحكم في أن تحدث عنده أكثرية أو يظل أقلية كما كان من قبل، فيحددها حليفه المسيحي الجنرال عون، وكم يكسب من المسيحيين، في المرة الماضية الجنرال عون كان عنده 22 نائبا، وعندما تحالف مع حزب الله صارت المسألة كبيرة، أصبح هناك طائفتان لبنانيتان كبيرتان وإن كانتا لم تبلغا الأكثرية، هذه المرة خصوم الجنرال عون يقولون إنه سينهار، وهو يقول أنه سيجمع 35 نائبا مسيحيا، فإذا نزل تحت العشرين نائبا يكون يكون خسر، ولا يمكن لحزب الله أن يحصل علي الأكثرية هو والجنرال عون، عدد نواب الشيعة 27 ، حتى لو أخذتهم كلهم لن تحصل على الأكثرية، لازم تكون عندك أكثرية 70 نائبا، وإذا اجتمع كل الموارنة وكل الشيعة لن يعملوا 70 نائبا، فلابد أن يكون هناك نواب آخرون، لابد أن يكون هناك نواب أوسع، ثم لابد أن يفوز الجنرال عون في كل المواقع المسيحية، ولذلك الذي أظنه أنه سيعود توازن، أي يكون عند كل طرف 64 نائبا من 128 ، يزيد نائبا أو يقل نائبا أو نائبين، أي تصبح الأمور متأرجحة، بحيث يضطرون إلي إقامة حكومة وحدة وطنية يتاعيشون فيها، لأنه لا يملك أحد منهم أكثرية واضحة تتيح له أن يشكل الحكومة بمفرده .