أطلق لائحتي quot; تيار المستقبل في دائرتي بيروت الثانية والثالثة
الحريري: لن نسقط في فخ الفتنة أو التخلي عن quot;الطائفquot;

quot;إيلافquot; من بيروت: أطلق رئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري لائحتي التيار في دائرتي بيروت الثانية والثالثة في احتفال مسائي في المكان الذي اغتيل فيه عضو الكتلة النائب وليد عيدو قرب الحمام العسكري عند واجهة بيروت البحرية. وتشكلت لائحة بيروت الثالثة من الحريري والوزيرين غازي العريضي وتمام سلام، والنواب محمد قباني، عاطف مجدلاني، عمار حوري، نبيل دو فريج، غازي يوسف وباسم الشاب، الى مرشح quot;الجماعة الإسلاميةquot; عماد الحوت. أما لائحة دائرة بيروت الثانية، التي تم الاتفاق في الدوحة على اقتسام مقاعدها بين قوى 8 و14 آذار/ فتشكلت من مرشح حزب quot;الهانشاقquot; الأرمني سيبوه قلبقيان، ومرشح تيار quot;المستقبلquot; الإعلامي والمستشار السابق للرئيس رفيق الحريري نهاد المشنوق.

كلمة الحريري

وألقى الحريري كلمة في المناسبة توجه فيها الى أهالي بيروت بالقول: quot;اليوم، هو الذكرى السنوية الأولى لذاك اليوم المشؤوم، الذي اعتقد فيه الجُنون أنَ بإمكانه أن يجتاح بيروت الصامدة العربية قبل أن تجتاحَه هي، بحلمها وحكمتها، بصبرها وانفتاحها وهدوئها ووطنيتها.. أردت لهذا اللقاء أن يحصل، في هذا المكان بالذات، على مقربة من المكانِ المشؤوم الذي سقط فيه أحد أبطال بيروت، أحد أبطال 14 آذار وثورة الأرز، النائب القاضي الشهيد وليد عيدو وإبنه الشهيد خالد. أردت هذا الزمان وهذا المكان، لا لِنبقى في الماضي، كما يَحلو للبعض أن يتهمنا ، بل لكيْ نتطلع إلى المستقبل، ونتكلمْ عن المستقبل، ونحلَم بالمستقبل، ونَنتَمي للمستقبل، ونحتفل بالمستقبل، ونتفاءل بالمستقبل، وننتصر للمستقبل، هذا الإسم السحري، المتألق، الواعد الذي أطلقه رفيق الحريري علينا، على تيارنا، على إعلامِنا وأجيالنا، حين كان الآخرون يطلقون النار والرصاص على كل لبنان وكل اللبنانيين.

عندما كان شبابنا غارقين في حمّى الفتنة والحرب الأهلية، إِنتشل رفيق الحريري شباب لبنان، وشاباته، من بيروت والمناطق، من كل المناطق والطوائف والمذاهب، وسلَّحهم بالسلاح الوحيد الذي تعرِفونه، أنتم، وتقبلون به أنتم، وتسلِّمون به أنتم، سلاح العلم، والتقدم، والحداثة، وقال لهم: لا يهم الحاضر،أُنظروا إلى المستقبل. وعندما كانت بيروت غارقة، تحت ركام الحروب، ونيران الفتن، إِنتشلها رفيق الحريري من الخراب، وداوى جراحها، وقال لكم: أُنظروا أبعد من الركام، وانظروا أعلى من النيران، وانظروا إلى ما بعد الجراح، أُنظروا إلى المستقبل. وعندما كان لبنان، كل لبنان، واقعا تحت الوصاية، مدمَّرا، من دون أي شرعية في العالم، متروكا على قارعة طريق الانسانية، وكان كل اللبنانيين وكل اللبنانيات، يائسين من أن تقوم لهم دولة، وجيش وأمن، وأن يقوم بينهم حوار، رسم رفيق الحريري خطط إعادة البناء، وخطط الإِعمار، وخطط الاقتصاد، وإنشاء المؤسسات، وإعادة الدولة، وخلق فرص العمل، وفرصة الأمل، وارتكز إلى الشباب المسلح بالعلم، والآباء المسلحين بالإرادة والأمهات المسلحات بالمحبة، ارتكز إلى شعب لبنان،وقال لكم كلكم: تعالوا معي جميعا، ننظر إلى ما بعد الوصاية، وإلى ما بعد الحروب، وما بعد اليأس، نطمح للمستقبل، ونحلم بالمستقبل، ونبني المستقبل، ونقرر بأيدينا، بإرادتنا، بعملنا وأخلاقنا ووطنيتنا، أيَّ مستقبل نريد لأبنائنا وللبنان. وخلال الأعوام التي عاشها معكم، كان رفيق الحريري، بعد كل نكسة، بعد كل أزمة، بعد كل اعتداء إسرائيلي، يُذكركم، بالأهم، بالمستقبل، ويطوف العالم بحثا عن الحلول، المالية والاقتصادية الدبلوماسية. وحين بدا أن الاحتلال الإسرائيلي في أوج غطرسته، نظر الرئيس الحريري إلى المستقبل وعمل لاختراع تفاهم نيسان/ أبريل 1996، الذي مهد بتشريع المقاومة على أي أرض محتلة من لبنان، لمستقبل تحقق في عام 2000، بجلاء الاحتلال الإسرائيلي.

ولأنكم أهل رفيق الحريري، ولأنكم رفاق رفيق الحريري، أخلاقكم أخلاقه، طموحاتُكم طموحاته، صبركم من صبره، وإيمانكم ببلدكم، بعد الله سبحانه وتعالى، من إيمانه، جئتم جميعًا في 14 شباط/ فبراير 2005، في أبشع وأفظع وأكره يوم في حياتي، وقلتم لي: لا تياس يا سعد، نحن، هنا، انظر إلينا، نحن هنا، ونحن باقون: نحنُ المستقبل ولأنكم كذلك، لإنكم أنتم، المدرسة الحقيقية لرفيق الحريري كان قرارنا جميعا، في كل لحظة، وعند كل أزمة ومنعطَف، قرارا حاسِماً، نهائياً، لا يقبل الشك: نحن، تيار رفيق الحريري، تيار المستقبل، لن نسقط يوما، في فخ السلاح، في فخ الفتنة، في فخ الحرب الأهلية، وسنبقى على مسيرتنا، مسيرة الدولة، مسيرة الشرعية، مسيرة الطائف، مسيرة العدالة، مسيرة العلم، مسيرة الإِعتدال والبناء والانتاج، المسيرة التي أعادَت بجهدها لبنان إلى مكانِه بين الدول، وأعادت بتضحيتها، بدم رفيق الحريري الحرية والسيادة والاستقلال إلى لبنانquot;.

وتابع: quot;فهمنا جميعًا أن جنون العام الماضي كان فخًا لإيقاعنا في لعبة الدم، وفي الحرب الأهلية، تمهيداً لنقلنا إلى خارجِ الطائف، إلى الجمهورية الثالثة التي يخبِّئون وراءَها جمهوريةَ المثالثة المرفوضة، ونحن جمهور المناصفة، في جمهورية المناصفة الدائمة، جمهورية الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين، مهما كانت الأعداد والأحجام.

فكانَ صبركم وصمودكم وهدوؤكم ووطنيتكم السلاح الوحيد في بيروت، الذي أَفشل مخطط نسْف دستور الطائف وأَدّى إلى تسوية الدوحة الموقتة، التي أنهت فراغهم الرئاسي، بانتخاب فخامة الرئيس ميشال سليمان وأعادت الرئيس فؤاد السنيورة، ومهَّدت لاعتراف النظام السوري النهائي والثابت بسيادة لبنان، ولإِطلاق المحكمة الدولية هذا العامquot;.

المحكمة وقتلة الحريري
وتحدث الحريري عن المحكمة الخاصة بلبنان، قال: quot;لا تدعوا أحداً أو شيئاً يدخل الشك إلى قلوبكم: المحكمة قائمة والعدالة آتية، والمجرم لن يفلت من العقاب. يحاولون الانقلاب للمرةِ الألف على الدليلِ القاطع الذي قدمَته المحكمة بأنها غير مُسَيَّسة، بحجة أن التُّهمة موجهة سلفاً إلى النظامِ السوري، سائلين لماذا لم يضع التحقيق في حسابه أن اسرائيل قد تكون هي القاتل. وأنا سعد رفيق الحريري، سعد إبن شهيدِكم، إبن شهيد بيروت، إبن شهيد لبنان رفيق الحريري، أقول لهم إن التهمة الموجهة إلى النظام السوري، تهمة سياسية، وجَّهها الشعب اللبناني كله، في اللحظة الأولى لوقوع الجريمة، وأنتم أول من تعرفون أنها تهمة لم تأت من فراغ، أو من خيال: تعرفون أن رفيق الحريري قبل اغتياله جسدياً، تم تهديده من قبل أشخاص معروفين، على رأس هَرم نظام الوصاية السابق، وتمَّ تنظيم أبشع حملة تخوين وتشهير بحقه، وبحق مسيرته، من قبل أشخاصٍ معروفين، في النظام الأمني المشترك في حينه. أما في ما يخص إسرائيل، فلقد كرَّرت في كل مناسبة، أن أُمنيَتي هي أن يظهر التحقيق الدولي وأن تحكم المحكمة الدولية بأنها هي من اغتالت رجل العرب والعروبة في لبنان، لكن بالله عليكم، بالله عليكم، هل وفروا أو يوفرون فرصة واحدة لعرقلة التحقيق وإعاقة المحكمة؟ نحن نعتبر أن إسرائيل إِرتكبت ما هو أفظَع من اغتيال رفيق الحريري، وقبل وقت طويل من العام 2005، إسرائيل إِغتالت فلسطين أيها السادة، اسرائيل هي عدوُّنا في تيار المستقبل، لأنها عدو لبنان الأول وعدو العرب، ولا أحد يزايد علينا في هذا الموضوعquot;.

وركز الحريري على quot;أن أهمية الانتخابات في 7 حزيران/ يونيو، أنها ستقرر الإتجاه الذي سيسلكه لبنان لسنواتٍ وسنواتٍ قادمة، كما أنها ستعلن قراركم أنتم، قرار اللبنانيين جميعاً، في كل المناطق، وكل الطوائف، وكل القطاعات، لمن ستعطون الشرعية الدستورية ومن ستكلفون بإدارة اقتصادكم وشؤونكم اليومية والحياتيةquot;. وأضاف: quot;إنكم تشاهدونهم يومياً، يأتون إليكم طالبين موافقتكم ومباركتكم، لما فعلوه لتعطيل المحكمة، وما فعلوه لوسط بيروت، وما فعلوه للإقتصاد الوطني، وما فعلوه من فراغ في رئاسة الجمهورية، والأهم الأهم، يريدون موافقتكم في 7 حزيران على ما افتعلوه من جنون في العام الماضي. وفي النهاية، ستكون الانتخابات، وستعطون كلمتكم، بكل ديمقراطية، وسنعود جميعا، في اليوم التالي، إلى حياتنا وأشغالنا ومشاغلنا.عندها يصبح السؤال: بمن تثقون؟ بمن تثقون؟ بمن تثقون؟ هم يحاولون الإيحاء أنهم قادرون، لا بل أن التغيير بات واجبا، لأن الأعوام الماضية كانت مليئة بالفساد والسرقة والأزمات الاجتماعية. وأنتم، أنتم اللبنانيون الشرفاء، العاملون بصمت وباجتهاد وصبر من أجل تحسين اقتصادكم وبلدكم، لا حاجة أن يّدلَّكم أحد على عناوين الفساد والسرقة الحقيقية تعرفونهم واحداً واحداً، وإِسماً إِسماً. أما نحن، في تيار المستقبل، نحن نفتخر بإرث رفيق الحريري وما فعله لبلدنا واقتصادنا. نفتخر بأن لبنان عاش وما زال يعيش 17 عاماً من استقرار الليرة اللبنانية وأننا نكاد نكون البلد الوحيد في العالم الذي لم يتأثر بأكبر أزمة مالية واقتصادية تضرب أكبر الدول وأكثرها تقدماً.

ونفتَخر، أن لبنان رغم الأزمات والحروب، رغم التعطيل والتفجير والاغتيالات، لديهِ اقتصادٌ قائم، واقتصادٌ واعد. نحن نقولها على راس السطح.نحن في تيار المستقبل لدينا برنامج اقتصادي اجتماعي متكامل لكل لبنان وكل اللبنانيين وهو ليس برنامجاً نظرياً، بل عملياً، ليس برنامج شعارات بل خطوات. نحن نعرف ما يجب أن نفعله، وقد أثبتنا ذلك مرارا وتكراراً. نعرف كيف نوجد فرص العمل، نعرف كيف نعيد موقع لبنان، نعرف أن المواطن اللبناني و تحسين أوضاعه الاجتماعية هو الهدف الأسمى لأي عمل سياسي، نحن نعرف كيف نجد التمويل اللازم للإصلاحات اللازمة ومؤتمرات باريس 1 و2 و3 شاهدةquot;.

وختم: quot;الأهم الأهم، نحن في المستقبل، على خُطى رفيق الحريري، الذي كان يفي بكل ما يعد به، ولن نختلف عنه في ذلك بشيءquot;.