quot;إيلاف quot; ترصد حركة الواصلين إلى بيروت في quot;مطار رفيق الحريريquot;
مغتربون لبنانيون يتدفقون على نفقة أحزابهم للإقتراع

هيثم الخوند من بيروت: قبل ساعات من افتتاح صناديق الإقتراع إيذانا ببدء المعركة الانتخابية في لبنان، تجمع المؤشرات والدراسات على ان السلاح الأمضى في المعركة سيكون على متن الطائرات الآتية إلى بيروت.

فقوافل المغتربين الذين يعدّون بالآلاف، تحط رحالها في quot;مطار الرئيس رفيق الحريري الدوليquot; تمهيدا لخروجها منه أصواتا انتخابية تتوزع على المناطق وفقا لحساباتها الخاصة وحسابات من استقدمها إلى لبنان. فلا يخفى على احد أن الاحزاب والقوى السياسية المتنافسة في الانتخابات تتنافس ايضًا على جلب العدد الاكبر من المغتربين والعاملين في الخارج على نفقتها للتصويت لمصلحةمرشحيها، وذلك رغم إحجام غالبية من صادفناهم في المطار عن اعطاء اي تفاصيل تذكر عن هذه العملية وتأكيدهم انهم اتوا إلى لبنان ليمارسوا واجبهم بالانتخاب إنما على نفقتهم الخاصة، وذلك لأن اي اعتراف حزبي بهذا الامر سيحسب في اطار الانفاق الانتخابي الذي يحاسب عليه القانون اللبناني.

وتتعذر معرفة اعداد الآتين من الخارج إلى لبنان بدقة خلال الأيام القليلة التي تسبق الإنتخابات والوجهة التي يصلون منها والمناطق التي ينتخبون فيها والأحزاب والتيارات السياسية التي ينتمون إليها، علماً أن السلطات كانت قد أعلنت عن وصول 19 ألف شخص إلى لبنان خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين .

ومع صعوبة انتزاع اي اقرار صريح من محازبين مستفيدين من quot;العروض الحزبية الموسميةquot; كشف احد الآتين من الكويت ، quot;بعيدا عن الكاميرا ومسجلة الصوتquot; ومشترطاً على quot;إيلافquot; عدم ذكر إسمه، انه أتى على نفقة أحد المتمولين اللبنانيين الكبار ممن يعملون في الكويت، من آل عبسي ، وفي طائرته الخاصة التي تتسع تحديداً لـ 91 راكباً ، وقد وضعها في خدمة quot;التيار العونيquot; مجانا إلى بيروت.

وأكد المواطن اللبناني quot;الزحلاويquot; اللكنة ، نسبة إلى مدينة زحلة في البقاع، أن اهتمام العونيين وكذلك بقية الأحزاب منصب على الشبان العاملين في دول الخليج العربي ، وذلك بسبب قربها من لبنان وانخفاض تكلفة الرحلة منها واليها، مضيفاً أن معظم الذي رافقهم في الطائرة الخاصة هم من منطقتي زحلة والمتن الشمالي.
غير أن زينة، الفخورة بانتمائها إلى quot;تيار المستقبلquot;، وصلت ظهر الجمعة إلى بيروت من الشارقة quot; على حساب quot;الحريريquot; ولا ترى عيباquot; في ما تقوم به الاحزاب من جلب مناصريها الذين لا يستطيعون القدوم على حسابهم quot;لألف سبب وسببquot; كما تؤكد.

واقع التكتم لا يشذ عنهسوى حزب الطاشناق ومناصريه الذين يجاهرون بأن حزبهم امن لهم تذكرة السفر والاقامة في لبنان خلال الاسبوع المقبل. ففيكين ساهيجيان مثلا، المقيم في اوتاوا منذ أكثر من خمسة عشر عاما أكد لـ quot;إيلافquot; أن هيئة quot;الطاشناقquot; في كندا اتصلت به عارضة عليه السفر إلى بيروت للتصويت في منطقته الرميل (دائرة بيروت الاولى) ، وأضاف أنه تجاوب مع العرض فوراً واستغل الفرصة quot;لتمضية اجازة مدفوعة التكاليف والقيام بواجبه الوطني في الوقت نفس quot;.
وتشير تقديرات إلى ان مغتربين ارمن يصلون إلى لبنان بمعدل 500 شخص يوميا منذ نحو أسبوع.

المطار بدا مجهزا لوجيستيا لاستيعاب الاعداد الغفيرة من الآتين التي تدفقت عليه خلال الايام الماضية وإن ضاقت بهم الممرات. فالاستعدادات quot;منجزة منذ وقت بعيد والاجتماعات بهذا الخصوص كثيفة ومعقودة على مدار الساعةquot;، على ما يؤكد لـ quot;إيلافquot; رئيس quot;مطار رفيق الحريري الدوليquot; دانيال الهيبي . ويوضح الهيبي أن زحمة الركاب التي شهدها المطار quot;طبيعية على ابواب الصيف، ونحن معتادون عليهاquot;. لكنه يلاحظ ان الزحمة quot;زادت بلا شك عن الحجم الذي كنا نتوقعه، بمعدل زيادة تبلغ ألفين أو ثلاثة آلاف شخص يوميا وهؤلاء نعتبرهم زيادة انتخابية لتصل حصيلة الوافدين يوميا إلى لبنان إلى حدود 8000 راكبquot;. كما لاحظ رئيس المطار زيادة في معدل الرحلات القادمة إلى بيروت وهي بلغت تقريبا 40 رحلة إضافية هذا الاسبوع بينها عدد من الرحلات الخاصة التي quot;اعطيناها اذونات للهبوط على ارض المطارquot;، وهذا رقم يضاف إلى الـ75 رحلة نظامية التي كانت مقررة مسبقا quot;واستطيع القول ان هذه الاضافات جميعها رحلات انتخابيةquot;.

أما عن البلدان التي يأتي منها الركاب، فيقول الهيبي أن دول الخليج تحتل quot;موقع الصدارةquot; بالاضافة إلى أوستراليا وكندا وأميركا وفرنسا وبريطانيا والسويد والبرازيل وفنزويلا والدانمارك وألمانيا. وفي الحصيلة وصل اكثر من عشرين الف لبناني الى quot;مطار رفيق الحريري الدوليquot; في الايام الثلاثة الماضية، وسيحدد رسميا عدد الذينأتوا من الخارج للإقتراع بعد الاستحقاق الانتخابي مباشرة.