الحزب في لبنان مطمئن إلى ثبات النظام الإيراني ودعم خامنئي
14 آذار تفضل موسوي وحزب الله يرغب بنجاد
إيلي الحاج من بيروت: تتابع النخب الفكرية والسياسية في لبنان تطورات المعركة الرئاسية في إيران من زاوية انقساماتها الداخلية وحسابات انعكاسات فوز هذا المرشح أو ذاك على السياسات الإيرانية في لبنان والمنطقة العربية . ويسود أوساط النخب المؤيدة لقوى الغالبية أو 14 آذار/ مارس جو تعكسه مقالات وتحليلات في الصحف والمجالس فحواه أن وصول مير حسين موسوي إلى منصب الرئاسة سيؤدي إلى فتح أبواب الحوار الموصدة حاليًا بين طهران من جهة وبين واشنطن وعواصم الغرب والعرب من جهة وستكون لهذا الإنفتاح ولاريب ترددات في لبنان حيث تعتبر هذه القوى quot;حزب اللهquot; قوة ذات إرتباط شديد بإيران، ومثله حركةquot;حماسquot; في الأراضي الفلسطينية، مما يعرض هذين الحزب والحركة لاحتمال ضرورة إعادة النظر في مواقفهما المتشددة حيال بعض القضايا الداخلية ، فضلاً عن التعديل لفظيًا أقله في بعض المواقف الخارجية.
وتذكر هذه الأوساط في مقالاتها وتحليلاتها أن أداء quot;حزب اللهquot; اللبناني كان مختلفًا إلى حد ما على المستوى الداخلي أيام الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي انعكاسًا لتراجع بقدر ما لموقع quot;حزب اللهquot; الإيراني في بلاده، أما في عصر الرئيس أحمدي نجاد فذهب الحزب في إيران إلى القبض على كل مفاصل السلطة ولم يترك ثغرة فيها لمن لا يشاطره نظرته ويواليه في شكل مطلق ، وكانت ترجمة ذلك بالعربية في لبنان توجه quot;حزب اللهquot; المحلي إلى التعامل بشدة لا بل بعصبية عند بعض المفاصل الحساسة مع من لا يشاطرونه الرأي والنظرة إلى الأمور .
في المقابل لا تخفي النخب التي تدور في فلك قوى 8 آذار/ مارس ، ولا سيما منها quot;حزب اللهquot; إهتمام هذا الحزب قيادة ونخبًا وقاعدة بالإنتخابات الإيرانية، وإن كانت مطمئنة تمام الإطمئنان إلى أن النتيجة أيًا يكن الفائز لا تحمل تغييرًا في النظام الإيراني الداعم عقائدياً لـquot;حزب اللهquot; اللبناني ومشروعه، غير المنفصل في سقوفه العليا عن نظرة إيران وتوجهاتها على صعيد العالم الإسلامي والشرق الأوسط ككل.
فالأهم، ليس اسم الرئيس المقبل أو سياسته المعلنة، بل موقف المرشد الأعلى السيد خامنئي لأنه رئيس الرؤساء في إيران.
ولأنه صانع السياسة، أما الرئيس فينفذها، والمرشد الخامنئي هو الذي يقرر مشروع التسلح النووي أو سياسة التمدد الإقليمي، وبالتالي المفاتيح في يده وسياسة إيران لن تتغير إلا إذا قرر ذلك ، والسلطة في طهران ليست في يد رئيس الجمهورية بل في يدمراكز قوى، أبرزها المرشد ولي الفقيه،الذي لا يتغيرمن خلال انتخابات وكلمته هي الأخيرة، وهو عمليًا الحاكم الفعلي للسياسات العليا. وquot;حزب اللهquot; اللبناني يحظى بمساندة المرشد خامنئي، ولن يتغير هذا الوضع سواء أكان الرئيس أحمدي نجاد أم مير حسن موسوي، لكن الوضع يتعلق بالأداء الذي ستكون عليه إيران والسياسة التي ستسلكها والتي لا بد أن ينضبط في إطارها quot;الحزبquot; لبنانيًا. فلا يمكنه إذا كانت طهران تخوض حوارات ومفاوضات جدية تعلق عليها طهران آمالاً كبيرة لمصالحها العليا أن يسلك الحزب في لبنان منحى يعرقل ما تكون قررته من خلال المغالاة في التحدي مثلاً، أو رفع وتيرة الخطاب فوق ما تتحمل أجواء المحادثات وخلافاً لموجبات إبداء حسن النية الإيرانية.
وبمعنى آخر ، لبنان معني مباشرة من السياسة الإيرانية بشق نشر فكر الثورة الخمينية في لبنان والمنطقة، فضلاً عن شق ما يعتبره الغرب quot;دعم النظام الإيراني للجماعات الإسلامية المتطرفةquot; التي يوضع quot;حزب اللهquot; في خانتها- عن خطأ أو عن صواب ، تلك مسألة أخرى- وهذان الموضوعان لا شك أنهما سيكونان في جدول أعمال أي محادثات تجريها إيران مع عواصم الغرب والعرب، وبالطبع بعد بند السلاح النووي الذي لا يختلف الموقف من ضرورةحيازته بين أحمد نجاد ومير حسن موسوي ، والذي يثير قلق العالم أجمع ، ولا سيما الدول العربية المجاورة لإيران، فضلاً عن إسرائيل المستنفرة دومًا بسبب هذا الموضوع الذي يشكل لها كابوساً حقيقيا، خصوصا أن أحمدي نجاد لا يخفي بين وقت وآخر رغبته في إزالة إسرائيل من الخريطة، وفي هذه الحال سيكون طرح السؤال مبرراً : هل من سبيل لنجاة لبنان ؟ ماذا سيحل باللبنانيين وقبلهم بالفلسطينيين في أراضيهم وفي إسرائيل؟
التعليقات