عقلية الصفيح : إلتهام الجغرافيا.. وإنكار التاريخ!

بقلم راجح الخوري:
أسقط بنيامين نتنياهو ثلاثة أمور أساسية بضربة واحدة :


* التسوية السلمية في الشرق الأوسط .


* مخطط الرئيس باراك أوباما لحلول تمتد من فلسطين إلى إيران وصولاً إلى أفغانستان.


* المفهوم التاريخي لقيام الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين وبهذا يكون قد وضع الجلاد في موقع الضحية.


- في ما يتعلق بالتسوية السلمية فإن الشروط التي وضعها لقيام الدولة الفلسطينية تجعل منها مجرد معتقل كبير . أو بالأحرى كانتون من الصفيح منزوع السلاح ويخضع لمراقبة دائمة وعليه فوق هذا أن يستوعب اللاجئين الفلسطينيين في الشتات والمهجرين الذين سيبعدون من أراضي 1984 لأنه يُطالب بيهودية الدولة وبضم القدس نهائياً.


- في ما يتعلق بمخطط أوباما فإنه تلقى صفعة قوية على الأقل لأنه راهن على التسوية على أساس مبدأ الدولتين، معتبراً أنها تخدم المصلحة القومية العليا لأميركا في المنطقة والتوازن الدولي. ولكن لا يكفي أن يلفظ نتنياهو quot;الكلمة السحريةquot; أي الدولة الفلسطينية كي تفتح أبواب الحلول.


- في ما يتعلق بتزوير وهو الأخطر في كلام نتنياهو حاول إسقاط حقيقة أن إسرائيل قامت على أرض فلسطين، بالقول إن إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي منذ 3500 سنة .وإن قيامها ليس نتيجة تعرض اليهود للإضطهاد وخصوصا الهولوكوست كما سبق أن ألمح أوباما في تل أبيب : quot;هناك من يقول لو لم تقم المحرقة لما قامت إسرائيل . أنا أقول لو قامت إسرائيل في الوقت المناسب لما وقعت المحرقةquot;.


هذا إنكار لتاريخية فلسطين وتزوير للحقائق التاريخية يتجاوز ما سبق أن قاله ديفيد بن غوريون وحتى تيودورهرتزل . إذاً لا دولة فلسطينية . بل غيتو من الصفيح والبؤس .وهذه هي عقلية الصفيح التي تتساقط فوقها الآن أوهام أوباما .