بيروت: أشار العلامة السيد محمد حسين فضل الله إلى quot;أن موازين القوى في العالم تخضع للقوة العلمية، وأن الدول باتت تصنف من خلال مخترعيها، وتطور الجانب العلمي فيها، إضافة إلى مكانتها السياسية ولكننا في العالم العربي مشغولون بخلافاتنا المذهبية، وبما يقدم إلينا من مادة سياسية مشتعلة نحركها في واقعنا، ونصنع من خلالها المشاكل لأمتنا، ونعمل على تقييد حركتنا، ونتلهّى بالعبث السياسي اليومي الذي كاد أن يأكل كل تطلعاتنا وطموحات أجيالناquot;.
أضاف وفدا طالبيا من كلية الصيدلة في الجامعة اللبنانية الدولية: quot;أليس من المخجل أن تعيش الجامعات في حمى المذهبية والطائفية والحساسيات السياسية القاتلة، فيتساءل المتسائلون: هل هذا سني، أم شيعي، هل هذا مسلم أم مسيحي، بعدما كنا في تاريخنا نستفيد من كل العناوين العرقية أو المذهبية أو الطائفية التي امتزجت في حضارة إسلامية وعربية قال عنها الكثيرون إنها أم الحضارات الحديثةquot;.
وأكد quot;أن على الشباب الجامعي ألا يكون حبيس الواقع المذهبي المغلق أو رهين الواقع السياسي المشرذم، وأن تكون آفاقه العلمية أرحب من الحسابات السياسية المحكمة الإغلاق، قائلا للطلاب: اندفعوا إلى العلم بروح تتطلع إلى التفوق وتنشد الإبداع، فالعلم هو في قلب المقاومة الحقيقية، وهو روحها ونبضها، والمقاومة ليست بندقية فحسب، بل حركة علمية وعملية تدرس الواقع الميداني والظروف المحيطة، وتعمل على تحرير البلد وحمايته من خلال رصدها للأوضاع والتطورات بعقلية علمية وذهنية معرفية منفتحة على الآفاقquot;.
وأكد quot;أن أول خدمة يمكن أن تقدمها الأجيال الصاعدة إلى البلد تتمثل في السعي لتحريره من الاحتلال الميداني والثقافي ومن الوصايات المتعددة، فكلما استغنى البلد عن الحاجات التي يقدمها الآخرون، تحرر أكثر، وسار في خط السيادة الحقيقية... لأننا في هذه الأيام، انتقلنا من مرحلة الوصاية المباشرة إلى مرحلة الوصايات المقنعة التي يعمل الفرقاء الخارجيون على الاستفادة من دورهم فيها، لإدخال لبنان في لعبة المقايضة على مستوى المنطقة، وليعمل كل واحد منهم على تحسين دوره على حساب الدور اللبناني، وليصبح لبنان في عهدة دول ومحاور بعدما كان في عهدة موقع واحد ومواقع هامشية إلى جانبهquot;.
واستقبل السيد فضل الله رئيس المجلس النيابي الاسبق حسين الحسيني، وجرى عرض للأوضاع العامة، وتقويم لمرحلة الانتخابات، ودور لبنان في المرحلة الراهنة على ضوء التطورات المستجدة في المنطقة.
التعليقات