ابراهيم عوض من بيروت: بعد انحسار عاصفة سياسية أثارها خبر زيارة سعد الحريري، الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، الى دمشق والإعلان بأنها ستتم بعد تأليف الحكومة، عاد الحديث لدى الأوساط السياسية والشعبية في لبنان ليتركز حول اللقاء المنتظر في دمشق بين خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، خصوصاً بعدما جرى الربط بين القمة السعودية ـ السورية وبين مجيء الحريري الى العاصمة السورية، كما أوردت معلومات صحفية ترددت قبل أسابيع وذهبت الى حد القول بأن قيادات 14 آذار والمعارضة ستلحق باللقاء لإتمام المصالحة بين القيادة السورية وخصومها من اللبنانيين بمباركة ورعاية سعودية، وحددت تلك المعلومات التاسع والعشرين من الشهر الماضي تاريخاً لهذا الحدث .
وتسأل الأوساط المشار اليها إذا ما كانت القمة السعودية ndash; السورية ستتم قبل تأليف الحكومة أو بعده، منطلقة في هذا التساؤل من قول وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بأن العلاقات السورية ndash; السعودية لا تمر عبر لبنان وإشارته الى أن موعد عقد القمة يجري تحديده وفق الأصول وعبر القنوات الدبلوماسية .
إلا أن كلاً من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، ألمحا صراحة أن زيارة العاهل السعودي الى دمشق تنتظر ولادة حكومة الحريري. فالأول أخبر النواب الذين إجتمع بهم الأربعاء الماضي أنه خلافاً لما يشاع بأن إنضاج الطبخة الحكومية مرهون بمدى تقدم التفاهم السوري - السعودي فإن quot;الأخوة في الرياض ودمشق يترقبون إنتهاء اللبنانيين من تأليف حكومتهمquot;، أما الثاني فكان أكثر وضوحاً إذ أكد في حديث صحافي أن الشيخ سعد الحريري سيتوجه الى دمشق بعد تشكيل الحكومة لملاقاة العاهل السعودي، مكرراً القول بأن مشكلته مع السوريين سيحلها على طريقته فيما زيارته العاصمة السورية واردة لكن بعد عودة الحريري منها .
إلى ذلك، ذكرت أوساط قريبة من جنبلاط إن خطابه الجديد المنفتح على سوريا ليس وليد الساعة، بل هو ثمرة المحادثات التي أجراها مع المسؤولين السعوديين إبان زيارته الأخيرة الى المملكة قبل الانتخابات النيابية بأكثر من شهر. يومها سمع الزعيم الدرزي كلاماً من وحي مبادرة المصالحة العربية الشاملة التي أطلقها العاهل السعودي في الكويت، ينصح فيه بضروره فتح صفحة جديدة مع سوريا، وإعادة العلاقات بينه وبين قيادتها الى مجراها الطبيعي. وقد أبدى جنبلاط تفهمه وتجاوبه مع هذا المطلب لكنه تمنى في المقابل أن يكون الحريري هو السباق في سلوك هذا الدرب، واعداً في الوقت نفسه بتقديم كل ما يسهل إزالة العراقيل من أمامه .
في دمشق تبدو الصورة مختلفة بعض الشيء، حيث اعتبر مصدر مسؤول أنه من غير اللائق أن تعمد جهات لبنانية الى تحديد موعد قدوم خادم الحرمين الشريفين الى دمشق في حين ان الأمر عائد إليه بالتأكيد، لافتاً في الوقت نفسه الى أن الجانب السوري تبلغ أن الحريري يؤثر زيارة دمشق في حضور الملك عبد الله بن عبد العزيز . وأشار المصدر الى أن التحضيرات لعقد القمة السورية السعودية ما تزال ناشطة بين الجانبين، موضحاً أن ثمة ملفات وقضايا عدة عربية وإقليمية ودولية مطروحة للبحث من بينها المسألة اللبنانية، ومن هنا يمكن القول بأن موعد حصول القمة سيحدد فور الإنتهاء من إعداد جدول أعمالها والتفاهم حول المواضيع التي ستتناولها .
وعلى الجانب السعودي، يرفض مصدر متابع للإتصالات الجارية بين الرياض ودمشق لعقد القمة المرتقبة التعليق على ما يصدر من لبنان لجهة إعلان مواعيد للقمة، مكتفياً بالقول، رداً على سؤال لـ quot;إيلافquot; بهذا الشأن، بأن الرياض تنتظر رداً من دمشق.
التعليقات