بيروت: إستبعد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة حربًا إسرائيلية قريبة على لبنان، مؤكدًا أن حزبه اليوم quot;في وضع محلي وإقليمي ودولي أفضلquot; مما كان عليه في حرب تموز/يوليو 2006. وتحدث نصرالله في احتفال في quot;مهرجان الانتصارquot; الذي اقامه حزب الله لإحياء الذكرى الثالثة لانتهاء حرب تموز/يوليو في الضاحية الجنوبية لبيروت، طويلاً عن التهديدات الاسرائيلية خلال الفترة الاخيرة، وقال quot;لا نعتقد أن هذه التهديدات وكل هذا الضجيج يؤشر أو يدل على حرب اسرائيلية قريبة على لبنانquot;.

أكد الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله مجددًا أن الحزب سيضرب تل أبيب إذا قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر المقر الرئيس للحزب خارج المناطق الجنوبية، ملوحًا بتدمير الفرق العسكرية الإسرائيلية وسلاح المدرعات والدبابات إن وقعت حرب جديدة بين الحزب وإسرائيل.

واستبعد نصرالله وقوع مواجهة قريبة في الجنوب، غير أنه دعا إلى الاستعداد لكل الفرضيات من خلال تعزيز القدرات السياسية والعسكرية في لبنان من امتلاك القوة الأمنية الرادعة وتعزيز التضامن الداخلي وتوجيه ضربة قوية لشبكات التجسس الموجودة في البلاد، معلنًا امتلاك حزبه القدرة على ضرب أي نقطة في إسرائيل.

نصر الله، قال إن تهديدات تل أبيب التي تكررت مؤخرًا للبنان والحزب ليست مجرد حرب نفسية، بل لديها أهداف أخرى. وذكر نصرالله، الذي تحدث من خلال شاشة عملاقة خاطب عبرها الآلاف من انصاره الذين احتشدوا في ضاحية بيروت الجنوبية أن بين أهداف التهديدات الإسرائيلية الضغط على حزب الله لمنعه من المشاركة في الحكومة اللبنانية الجديدة، إلى جانب الدفع من أجل تعديل مهمة قوات حفظ السلام الدولية العاملة بجنوبي لبنان، وتابع: quot;الرد هو بالمسارعة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومشاركة حزب الله بفعالية في هذه الحكومة، لإسقاط هدف إسرائيلquot;.

وخاطب نصرالله اللبنانيين قائلاً: quot;يا شعبنا العزيز الغالي وفي جوار هذا العدو وأطماعه وتهديداته وفي عالم تحكمه شريعة الغاب وليس القانون الدولي لا بقاء إلا للشعب القوي والوطن القوي والأمة القوية،quot; وطالب quot;بالاستفادة من تجارب التاريخ حتى لا يباع (الشعب) في سوق النخاسة الدوليةquot;.

وتطرق نصرالله إلى نتائج معارك 2006، فقال إن بين أبرز ما نتج عنها سقوط الجزء الأكبر مما وصفه بـquot;المشروع الأميركي الصهيونيquot; ونظرية quot;الشرق الأوسط الجديدquot; وانتهاء مقولة quot;إسرائيل التي لا تُقهرquot;، وعن التهديدات الإسرائيلية بحرب جديدة على لبنان قال نصرالله: quot; لا أرى حربًا في الفترة الحالية ومن يتكلم كثيرًا لا يخيفناquot;.

ولكن الأمين العام لحزب الله حذّر من أن أحداً لا يسعه أن يضمن عدم قيام إسرائيل بحرب في أي وقت بالمستقبل، داعياً اللبنانيين إلى التصدي لهذا الخطر بالاستعداد عسكرياً وسياسياً، وتوجه نصرالله إلى الإسرائيليين بلهجة حازمة قائلاً: quot;إذا قُصفت ضاحية بيروت سنقصف تل أبيب.. ستسحق دباباتكم وتدمر في ودياننا وجبالنا وقرانا.. نحن قادرون على ضرب أي نقطة في إسرائيلquot;، وسخر نصرالله من قيام إسرائيل بتزويد دباباتها بأنظمة تحصين جديدة ضد الصواريخ المضادة للدروع، واعدًا بحدوث ما أسماها بـquot;المفاجآتquot; في أي مواجهة مقبلة بين حزبه وإسرائيل.

تهديدات اسرائيلية

يأتي خطاب نصر الله بعد اربعة أيام من كلمة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حمل خلالها الحكومة اللبنانية مسؤولية أي هجوم يشنه حزب الله على اسرائيل، كما حذر نتنياهو لبنان من السماح لحزب الله بالاشتراك في الحكومة القادمة، مضيفا أن الحكومة اللبنانية لا يمكن أن تتجاهل انشطة الحزب، بينما يشارك نوابه في البرلمان.

وفي تصريح أكثر حدة قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاسبوع الماضي إنه في حال وقوع اعمال عدائية جديدة، فان اسرائيل quot;لن تلاحق حزب الله فحسب، ولكن كل الدولة البنانيةquot;.

يذكر أن نصرالله كان قد هدد عام 2006 بقصف تل أبيب إذا قامت إسرائيل بضرب بيروت، غير أن الأخيرة امتنعت عن ضرب العاصمة اللبنانية، وسط حديث عن وجود ضمانات دولية فرضتها الولايات المتحدة.

الا انه قصف ميناء حيفا وأجزاء أخرى من شمال اسرائيل خلال حربه ضد إسرائيل في صيف عام 2006، والتي اندلعت بعد أن أسر مقاتلوه جنديين إسرائيليين في غارة شنوها عبر الحدود وشنت اسرائيل على إثر ذلك حربا على لبنان، كما قصفت اسرائيل خلال تلك الحرب الضاحية الجنوبية لبيروت بما في ذلك مكتب نصر الله ومبنى رئاسة حزب الله.

وقد قتل نتيجة تلك الحرب 1200 لبناني معظمهم من المدنيين كما قتل 160 اسرائيليًا معظمهم من العسكريين، ودمرت الجسور والطرق وكثير من المرافق الأخرى نتيجة الغارات الإسرائيلية، وقام مقاتلو حزب الله بقصف مدن إسرائيلية بالصواريخ مما أدى الى تدمير 2000 منزل وبناية، ولكن لم تستهدف الصواريخ تل أبيب، وكان حزب الله اعتبر نتيجة تلك الحرب quot;نصرًاquot; بالنسبة إليه.