إقرأ المزيد:


رجال دين يحرّمون ذكر quot;حزب اللهquot; في قضية عز الدين

الإدعاء على صلاح عز الدين وآخرين بجرم الإختلاس الإحتيالي

تسجيل أربع دعاوى جديدة في قضية عز الدين

التحقيقات ذاهبة باتجاه الادعاء على عز الدين بالإفلاس الإحتيالي

حزب الله يحقق مع بعض كوادره في إفلاس عز الدين

عز الدين تصرف بمليار دولار اختفى من الخزينة الإيرانية

ميرزا: التحقيق بقضية عز الدين يحدد الإفلاس الإحتيالي أو التقصيري

اعداد عبد الاله مجيد: ادعى القضاء اللبناني يوم السبت الماضي على رجل الاعمال صلاح عز الدين بتهمة الاحتيال الاختلاسي في مشروع نصب يبلغ حجمه مليار دولار. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلا اخباريا من بلدة طورا جنوبي لبنان يتناول تداعيات القضية التي استأثرت باهتمام اللبنانيين. وجاء في التحليل:

أثارت ارقام الدولارات اهتماما يقل عما اثارته علاقات عز الدين الوثيقة بحزب الله. ويقول العديد من المستثمرين الذين غالبيتهم شيعة يعيشون في بيروت أو قرى جنوبية مثل طورا، ان هذه الارتباطات بالحزب هي السبب في اختيارهم المقامرة بمدخراتهم التي وفروها بعرق الجبين مع رجل كان يدفع ارباحا تصل الى 40 و50 في المئة لكنه لم يقدم ذات يوم مستندات مكتوبة.

الفضيحة احرجت الحزب الذي يفتخر بسمعته في الأمانة والايثار. كما انها أظهرت كيف ان شيعة لبنان، رغم صعودهم من فقر يكاد ينتمي الى عصور الاقطاع حتى عقود قليلة خلت، ما زالوا في بعض الأوجه يختلفون عن مكونات البلد الأخرى اختلافا كبيرا. ويبدو ايضا ان استمرار عدم ثقتهم بالمؤسسات اللبنانية السائدة، الذي أسهم في صعود حزب الله الى دولة داخل دولة من الناحية العملية، جعلهم مكشوفين لمكائد السيد عز الدين.

quot;تلقينا ضمانات أقوى من أي مصرفquot;، قال المستثمر الذي تحدث مشترطا عدم ذكر اسمه خوفا من التعرض الى اعمال انتقامية مثله مثل آخرين تعاملوا مع عز الدين. وحين سُئل إن كان يقصد بذلك حزب الله، امتنع عن الاجابة.

أمين حزب الله حسن نصر الله نفى في خطاب الاسبوع الماضي أي علاقة رسمية تربط الحزب بعز الدين. ولكن بعد ايام قليلة، خلال مأدبة افطار مع انصار حزب الله حيث ظهر عبر دائرة الفيديو، اعترف السيد نصر الله بأن المسؤولية ستُلقى عمليا على عاتق الحزب وقال انه قرر تشكيل خلية أزمة لتقييم الخسائر التي لحقت بكل مستثمر. فان مسؤولين عدة في حزب الله تكبدوا خسائر مالية وان واحدا منهم على الأقل رفع دعوى ضد السيد عز الدين.

انطلقت حتى دعوات الى قيام حزب الله بتعويض المستثمرين. وقال الحزب حتى الآن انه لن يفعل ذلك، لأسباب من السهل معرفتها. فان الخسائر بين الشيعة الجنوبيين وحدهم تصل الى مئات الملايين، وحزب الله ما زال يكافح لإعادة بناء المنازل التي دمرت خلال حربه الطاحنة على امتداد شهر مع اسرائيل في عام 2006.

يبقى السيد عز الدين شخصية غامضة. عُرف بكونه صاحب دار quot;الهاديquot; للنشر التي تخصصت بالكتب الدينية واتخذت من وسط الضاحية جنوبي بيروت مقرا لها. وفي وقت أقرب، عام 2007، بادر الى تأسيس شركة لاستثمار الأموال مقرها في بيروت. وكان معروفا بكونه رجلا متدينا محسنا صاحب موهبة في كسب ود الآخرين وصداقتهم.

ما زال من غير الواضح ما حدث للأموال، بحسب مسؤول قضائي مطلع على القضية طلب عدم ذكر اسمه.

ورغم ان من المستبعد ان تؤثر الفضيحة في الاقتصاد اللبناني عموما فانها يمكن ان تسبب مشاكل حقيقية في الوسط الشيعي حيث اقترض واستدان اصحاب عقارات ورجال اعمال كبار لتمويل استثماراتهم. ويبقى الحجم الكامل لعملية الاحتيال المفترضة غير معروف ولكن المسؤول القضائي قال ان الأموال المفقودة لا تقل عن 700 مليون دولار على ما يبدو، وقد تزيد على مليار دولار.

اللافت ان بعض المستثمرين ما زالوا يدافعون عن عز الدين. ويبدو ان قوة الولاء لحزب الله التي ربما أسهمت في حدوث الكارثة، تمنع ضحايا كثيرين من الشكوى ايضا.