حذر باحثون من ان الأطباء كثيرا ما يتجاهلون شكوى المرضى من أوجاع الرأس ودعوا الى التعامل مع هذه المشكلة بقدر أكبر من الجدية لما يمكن ان تسببه من غيابات عن العمل والمدرسة.

قال الباحثون من المعهد الوطني البريطاني للصحة والامتياز السريري ان الأشخاص الذين يعانون من أوجاع الرأس والشقيقة قد لا تُشخص حالتهم تشخيصا دقيقا ومبكرا في العيادات الطبية أو حين يزورون طبيب العائلة. وأصدر المعهد تعليمات بهذا الشأن هي الأولى التي تقدم لطبيب العائلة معلومات عن طريقة تشخيص وعلاج ثلاثة انواع شائعة من أوجاع الرأس هي الصداع النصفي (الشقيقة) والصداع التوتري والصداع العنقودي.
ويعاني من أوجاع الرأس نحو عشرة ملايين شخص في بريطانيا وبذلك يكون الصداع على اختلاف أنواعه من أكثر المشاكل الصحية انتشارا في البلد. وقال البروفيسور مارك بيكر مدير مركز الممارسة السريرية في المعهد الوطني للصحة والامتياز السريري ان اوجاع الرأس أكثر المشاكل العصبية التي تواجه الأطباء العموميين وأطباء الأعصاب شيوعا ولكن كثيرا من الذين يشكون منها لا تُشخص حالتهم تشخيصا دقيقا ومبكرا.
ودعا البروفيسور بيكر الى الاهتمام ايضا بالأسباب التي تكمن وراء هذه المشكلة لتفادي اجراء فحوص غير لازمة وما قد تسببه من تأخير في تقديم العلاج الشافي لحالة يمكن ان تسبب إعاقة شديدة لمن يعاني منها. وأعرب البروفيسور بيكر عن الأمل بأن تساعد التعليمات الجديدة في تشخيص أكثر انواع الصداع انتشارا وطمأنة المريض الى استبعاد أي أسباب أخرى قد تثير قلقه.
وجاء في التعليمات الجديدة ان الأطباء العموميين يجب ان يدركوا ان الصداع اضطراب صحي مشروع يمكن ان يكون بالغ الأثر على حياة المريض وأسرته. ونبهت التعليمات الى ان الافراط في تناول الأدوية قد يسبب أوجاعا في الرأس للأشخاص الذي أُصيبوا بالصداع أو تفاقم الصداع الذي يشكون منه حين كانوا يتناولون عقاقير معينة.
وأكثر أنواع الصداع انتشارا هما الصداع التوتري والصداع النصفي اللذان يمكن علاجهما بأدوية لا تحتاج الى وصفة مثل الاسبرين وباراسيتامول أو العقاقير المضادة للالتهابات والخالية من الستيرويد. وتشير تقاير الى ان 25 في المئة من النساء ونحو 9 في المئة من الرجال في بريطانيا يعانون من الصداع النصفي أو الشقيقة.