تبين أن مستخدمي موقع التدوين المصغر quot;تويترquot; يبعثون ما يقرب من 500 مليون تغريدة يومياً، وهو سيل كبير من المعلومات يتعلق بالطريقة التي يشعر من خلالها الأشخاص وما الذي يقومون به وكذلك ما يعرفونه والأماكن التي يتواجدون فيها.


أوضح أخصائيو علم الأوبئة ومسؤولو الصحة العامة أن موقع تويتر ربما يمثل منجماً ذهبياً للبيانات، باعتباره طريقة ممكنة لتقفي أماكن اندلاع الأمراض وطريقة انتشارها، وكذلك أفضل الطرق التي يمكن الارتكاز عليها للمساعدة، وإن كان الأمر سيتطلب جهداً كبيراً. وقال مارك دريدزي أستاذ علوم الحاسب المساعد لدى جامعة جونز هوبكينز وسبق له أن درس اللغويات الحاسوبية quot;السؤال هو : كيف لك أن تتعامل مع تلك الرسائل التي تقدر بالمليارات، وكيف تجد المعلومات المفيدة، وأن توصلها للأشخاص الذين يمكنهم أن يردوا؟quot;.

ورغم ميل كثير من الباحثين للابتعاد عن فكرة استخدام البيانات الخاصة بموقع تويتر، باعتبارها فوضوية وغير منضبطة تماماً مقارنةً بطرق تجميع بيانات الصحة التقليدية، إلا أن آخرين أوضحوا أن الفوضى التامة الحاصلة في الموقع ستكون سبباً وراء جعله مصدراً ثميناً. وقال كريستوف غيرود كارير وهو أستاذ مشاركة في علم الحاسوب بجامعة بريغهام يونغ :quot; يعمل الموقع كمقياس لنبض العالم، لأن الناس سيبعثون بالتغريدات أينما كانوا ووقتما كانواquot;.

وعاود دريدزي ليقول إن استخدام بيانات تويتر سيحظى بمميزات أخرى. فهو طريقة أسرع للمبتدئين، لأن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها قد تستغرق حوالي أسبوعين لكي تقوم بنشر النتائج. كما يمكن أن تتعطل تلك الأرقام نتيجة عدم ظهور المرض في الإحصاءات إلى أن يذهب الشخص للمستشفى أو يقوم بثمة شيء آخر يتسبب في تحديد المرض. بينما قد يظهر تويتر، على صعيد آخر، أن ثمة شخص مصاب بالتهاب في الحلق بمجرد استيقاظه. وأكد هنا طه كاس هوت مدير قسم العمليات والحلول المعلوماتية بمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن السرعة قد تكون ميزة كبرى حين يتعلق الأمر بتتبع الأوبئة
والأمراض الناشئة. وأكمل هوت حديثه quot; وقد يصلك مرض ناشئ في جنوب شرق آسيا في غضون 12 إلى 14 أو ربما 24 ساعة. لذا أنت مطالب باحترام ذلكquot;.

كما يمكن لتويتر أن يقدم صورة أكثر تفصيلاً لمكان اندلاع المرض، خاصة وأن كثير من التغريدات تُحَدّد بالأماكن التي ترسل منها. كما يستخدم الموقع على نطاق واسع، بما في ذلك داخل الدول، التي لا يوجد بها وكالات فعالة لتتبع الصحة العامة. كما يمكن استخدام الموقع في فهم والتعامل مع السلوكيات المرتبطة بالصحة على نحو أفضل.