تمكن علماء في اليابان من تطوير طريقة سهلة لتصنيع خلايا يمكن ان تنمو الى أي نسيج في الجسم.


قال باحثون مطلعون على عمل العلماء اليابانيين انه اختراق كبير وإذا امكن تكراره في النسيج البشري فانه يمكن ان يؤدي الى عمليات زهيدة الكلفة وبسيطة لبناء خلايا جذعية يتقلبها جسم المريض لترميم أعضاء تالفة أو معتلة في جسمه.

وأظهر العلماء في سلسلة من التجارب ان بالامكان تحويل خلايا مأخوذة من حيوانات الى خلايا اساسية كلية القدرة على التحول الى أي نسيج بمجرد غمرها في محلول حامضي خفيف لمدة نصف ساعة.

ولإظهار قدرات هذه الخلايا حقنها العلماء في أجنة فئران حيث نمت الى أنسجة وأعضاء في كل أجسامها. وقالت هاروكو اوباكاتا من مختبر رايكن في مدينة كوبي اليابانية لصحيفة الغارديان انها وفريقها تمكنوا من تخليق عشرات الفئران التي نمت انسجتها من هذه الخلايا وانهم راقبوا حالتها الصحية لمدة عام الى عامين. واضافت quot;حتى الآن تبدو الفئران متعافية وخصبة وطبيعيةquot;.

تخليق أجنة وتدميرها

وأذهل الاختراق العديد من الباحثين نظرا للمصاعب التي اعترت المحاولات السابقة لتصنيع خلايا جذعية في السابق. وكان الاستنساخ احدى هذه الطرق لكنها طريقة مثيرة للجدل لأنها تشتمل على تخليق أجنة وتدميرها. وتوصل العلماء الى طريقة احدث باستخدام التعديل الوراثي لتحويل خلايا بالغة الى حالة غير ناضجة تتسم بقدر أكبر من المرونة.

وقال العالم المختص بالخلايا الجذعية دوسكو ايليتش من كلية كنغ في لندن ان عمل العلماء اليابانيين الذي نُشرت نتائجه في مجلة نيتشر quot;اكتشاف علمي كبير سيدشن حقبة جديدة في بيولوجيا الخلايا الجذعيةquot;. وشاركه تحمسه الخبير بالخلايا الجذعية في كلية لندن الجامعية كريس مايسون الذي قال ان تطبيق هذه الطريقة بنجاح على البشر سيتيح طائفة واسعة من العلاجات الخلوية باستخدام خلايا المريض نفسه quot;مادة البدايةquot;.

وكانت اوباكاتا بدأت العمل لتطوير هذه الطريقة قبل خمس سنوات في كلية الطب بجامعة هارفرد الاميركية. وخطرت لها الفكرة بعد ان لاحظت بالصدفة ان تمرير خلايا عبر انبوب شعيري أدى الى انكماشها لتصبح بحجم الخلايا الجذعية. وشرعت تدرس بدقة تأثير انواع مختلفة من الضغط على الخلايا مثل الحرارة والتجويع والظروف الحامضية.

وبعد سنوات من التجارب أظهرت العالمة اليابانية انها تستطيع ان تحول كريات بيضاء مأخذوة من دم فئران حديثة الولادة الى خلايا تتصرف تصرف الخلايا الجذعية عمليا. وقالت quot;كانت مفاجأة كبيرة ان نرى ان مثل هذا التحول اللافت يمكن ان يحدث بتأثير محفز من الخارجquot;.

ولاقت اوباكاتا صعوبة في اقناع العلماء الآخرين ورُفض بحثها عدة مرات. وفي النهاية انجزت ما يكفي من عمليات التحقق باستخدام طرق وتجارب مختلفة لاقناع الباحثين بأن النتائج التي توصلت اليها نتائج حقيقية.

وإذا تمكن العلماء من تطبيق هذه الطريقة على البشر فانها يمكن ان تذلل موانع وقيودا قانونية أعاقت تطوير علاجات تستند الى استخدام خلايا جذعية اصطناعية. وتواجه العلاجات التي تستند الى مثل هذه الخلايا تحفظات لأن جينات تُضاف الى اليها لتحويلها الى خلايا جذعية. ويتعين في الغالب إزالة هذه الجينات قبل ان يتسنى استخدامها في المريض.

أسئلة لم تجد إجابة

وقالت اوباكاتا ان العمل جار لتكرار تجاربها مع أنسجة بشرية ولكنها لم تسفر عن نتائج حتى الآن. ومن الأسئلة التي ما زالت بلا إجابة لماذا لا تتحول خلايا الجسم باستمرار الى خلايا جذعية عندما تتعرض الى حامض ، كما في حالة حرقة المعدة أو لدى تناول عصير الفواكه. ويُعتقد ان قدرة الخلايا على التحول الى خلايا جذعية تتعطل حين تكون في الجسم.

واعربت اوباكاتا عن اقتناعها بأن استعمالات طريقتها الجديدة يمكن ان تتعدى اعادة بناء اعضاء تالفة في الجسم بتسليط الضوء على عملية اندثار الخلايا مع تقدم العمر وفهم آليتها.