أشرف أبوجلالة: بعد أن بات من السهل تغيير التركيب الجيني للكائنات الحية في أعقاب إطلاق نظام CRISPR/Cas9 الخاص بتعديل الجينات في العام 2012، بدأ ينظر بحيطة وحذر لتلك الخطط الأخيرة التي تهدف لاستخدام تلك النظم في عرقلة قدرات البعوض على نقل الأمراض، خشية أن تُستَخدَم تلك النظم في تطوير أسلحة بيولوجية.
وكشفت الآن وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (داربا) عن خطة جديدة تعني بتحديد "مسار آمن" لذلك المجال وتنطوي على برنامج اسمه "الجينات الآمنة" يهدف لدعم الابتكار الحيوي ومكافحة التهديدات البيولوجية.
ودشنت الوكالة ذلك البرنامج لمجموعة أسباب من بينها مواكبة التطورات الأخيرة التي طرأت على "آليات محرك الجين". وينطوي البرنامج على آلية تسمح لبعض الصفات المعدلة بأن تتوافر لدى فئة من الكائنات الحية خلال انتقالها للأجيال اللاحقة.
دعم البحوث
ونقلت في هذا السياق صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن رينيه ويغرزين، مدير البرامج لدى وكالة داربا، قوله " تَعِد عمليات التعديل الجيني بدفع العلوم البيولوجية إلى الأمام، لكن العوامل المسؤولة عن ذلك مُقيَّدَة في الوقت الراهن بعدد من الأشياء غير المعلومة وعدم وجود ضوابط. وتسعى داربا لتطوير ضوابط خاصة بعمليات التعديل الجيني والتكنولوجيات المشتقة لدعم البحوث المسؤولة والدفاع عنها ضد العوامل غير المسؤولة التي قد تفرز عن عمد كائنات حية معدلة".
ولفتت وكالة داربا إلى أن برنامج "الجينات الآمنة" يحظي بثلاثة أهداف رئيسية هي : تطوير بني وراثية للسيطرة المكانية، الزمنية وثنائية الوجه على نظم تعديل الجينوم في المنظومات الحية، تطوير تدابير مضادة على المستوى الجزيئي لمنع نظم تعديل الجينوم أو الحد منها في الكائنات الحية وحماية سلامة الجينوم وأخيراً تطوير طريقة للقضاء على الجينات غير المرغوب فيها وإعادة النظم إلى وضعيتها الأساسية.
وأوضحت الوكالة كذلك أن أهم ما يميز نظم التعديل الجيني هو انخفاض تكاليفها وتوافرها بكثرة، مع إمكانية استخدامها في عديد التطبيقات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وهو ما يعني سهولة الوصول إليها من قبل أناس لا ينتمون للمجتمع العلمي التقليدي.
التعليقات