رحب نشطاء في مجال حماية الخصوصية بقرار شركة غوغل المتعلق بوقف فحص رسائل البريد الإلكتروني لمستخدمي خدمتها (جيميل) لاستهدافهم بإعلانات مصممة خصيصا لتلائمهم.
وكشفت شركة غوغل عن هذا التغيير في مدونة في نهاية الأسبوع الماضي. وتعهدت غوغل باتخاذ هذه الخطوة قبل نهاية العام لجعل نسخة المستهلك من البريد الإلكتروني تتماشى مع النسخة التجارية.
وواجهت الشركة الكثير من الانتقادات على مر السنين بسبب عمليات فحص رسائل البريد الإلكتروني.
رجل الجيميل
وقد ساعد هذا الإجراء على تبرير تكلفة تقديم سعة تخزينية "مجانية" من البريد الإلكتروني تصل إلى غيغابايت لكل مستخدم في عام 2004، وهو عرض كان أكبر بكثير مما يعرضه المنافسون لدرجة أن الكثيرين اعتقدوا أنه مزحة.
ومع ذلك، حاولت مجموعة بريفاسي إنترناشيونال، التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، حجب عمليات الفحص بمجرد أن أصبح واضحا أنها كانت تكلفة الاشتراك في الخدمة. فقد حاولت المنظمة وفشلت في دفع مشرع خصوصية البيانات في البلاد للتدخل.
وبعد عقد من الزمان، طرحت مايكروسوفت سلسلة من الإعلانات صورت لأول مرة شخصية "رجل الجيميل" وهو يفحص رسائل الناس الإلكترونية.
وقال الدكتور غوس حسين المدير التنفيذي لبريفاسي إنترناشيونال لبي بي سي "عندما طرحوا لأول مرة تلك الفكرة الخطرة حول استثمار محتوى اتصالاتنا، حذرت بريفاسي إنترناشيونال غوغل من القيام بسابقة كسر سرية الرسائل من أجل الحصول على دخل إضافي".
وأضاف "بالطبع يمكنهم الآن اتخاذ هذا القرار بعد أن عززوا موقفهم في السوق باعتبارهم الحائز تقريبا على جميع البيانات حول استخدام الإنترنت بجانب العملاق الآخر فيسبوك. الواقع هو أن ما تقوله عبر البريد الإلكتروني ليس بنفس درجة أهمية بياناتك التي لا سيطرة لك عليها، والتي يمكن الحصول عليها عن طريق تتبعك عبر الإنترنت وعبر نظام تشغيل المحمول الخاص بهم، ومحرك البحث الخاص بهم، وتطبيقاتهم، والأجهزة الذكية الخاصة بهم، وعلى الأرجح ذات يوم قريبا، سيارتهم، وذلك من بين عدد لا يحصى من الخدمات الأخرى التي يهيمنون عليها من خلال استغلال بياناتنا".
وتنوه مدونة غوغل إلى أنه يمكن للمستخدمين تعطيل مشاهدة الإعلانات على أي من خدماتها من خلال تغيير إعدادات الحساب. وكانت هيئة أخرى للحقوق الرقمية وهي "بيغ براذر ووتش" أكثر إيجابية قليلا.
وقال رينات سامسون رئيسها التنفيذي "لا شك أن نهاية عملية التطفل الصريح ستكون موضع تقدير من قبل العديد من مستخدمي جيميل. وإذا كانت هذه فرصة لشركات التكنولوجيا لوقف التطفل لأغراض الدعاية، فإنه يجب في الوقت نفسه على المواطنين عدم الاشتراك في الخدمات التي تشارك المعلومات الشخصية الخاصة بك مع أطراف ثالثة لأغراض الدعاية أو التسويق. وتحرك غوغل خطوة يمثل في الاتجاه الصحيح، دعونا نأمل أن تشجع الآخرين على أن يحذو حذوها".
وفي الوقت الذي ستتوقف عمليات الفحص بغرض إعلاني قريبا، فإن موقع الأخبار "إيه آر إس تيكنيكا" أبرز أن شركة غوغل ستظل تفحص رسائل البريد الإلكتروني من أجل توفير "ردود ذكية"، وللحماية من البرامج الضارة، والفرز من أجل استعلامات البحث.
التعليقات