إيلاف من سان فرانسيسكو: “تخيل هذا المسكين… قرأت قصته اليوم!” هكذا تبدأ إذا أردت أن تشد انتباه أبنائك المراهقين أو والديك كبار السن، خاصة في هذا العصر المليء بالمسلّيات والتقنيات التي تشغلهم عن الإصغاء لأي محاضرة طويلة.
بدلًا من أن تقول لهم مباشرة: “لا تضغط” أو “لا تفعل” أو أن تلقي عليهم قائمة من 10 نصائح في جلسة واحدة، جرّب أن توزع النصائح على مواقف حياتية ممتعة ومريحة.
خبراء التربية يؤكدون أن التعلم من القصة أعمق أثرًا من التلقي المباشر، خاصة عند المراهقين وكبار السن. فالقصة تحفز المخ على تخزين المعلومة كـ تجربة وليست كـ تعليمات، مما يزيد احتمال تذكرها عند مواجهة موقف مشابه.
على سبيل المثال:
- في طاولة الطعام، اسرد لهم قصة شاب فقد حسابه لأنه ضغط على رابط في رسالة “مسابقة”، ثم اختم بعبارة بسيطة: تعلمت ألا أفتح أي رابط إلا إذا تأكدت من المرسل.
- في الطريق إلى نزهة، احكِ قصة سيدة فتحت مرفقًا مجهولًا فتعطل جهازها، واتركهم يستنتجون الدرس بأنفسهم قبل أن تضيف: الأفضل دائمًا تجاهل الملفات التي لا أعرف مصدرها.
- على جلسة حلى وقهوة عربية، وفي الوقت الذي تحلو فيه "السواليف"، احكِ عن رجل تلقى مكالمة من البنك وأعطى بياناته البنكية بالكامل، ثم ابتسم وأضف بهدوء: تعلمت ألا أشارك بياناتي البنكية حتى لو بدا المتصل رسميًا.
اختيار الوقت مهم جدًا، فتجنب اللحظات الضيقة أو المرهقة مثل الطريق إلى المدرسة، أو زيارة الطبيب، أو أثناء المرض. فالعقل في تلك اللحظات مشغول، ولن يلتقط المعلومة كما تريد.
وبمرور الوقت، ستتمكن من تمرير " 10 نصائح أساسية للأمان الرقمي" تبقيك بعيدًا عن الاختراق دون أن يشعروا أنهم في حصة توعية:
1. التحقق من الروابط قبل فتحها.
2. التأكد من هوية المرسل أو المتصل.
3. كلمات مرور قوية وفريدة.
4. تفعيل التحقق بخطوتين.
5. تحديث الأجهزة بانتظام.
6. الحذر من الغرباء على الإنترنت.
7. تجنب شبكات الواي فاي العامة.
8. تحميل التطبيقات من مصادر موثوقة.
9. عدم نشر بيانات شخصية علنًا.
10. الإبلاغ فورًا عن أي نشاط مشبوه.
بهذه الطريقة، ستغرس الحذر الرقمي في عقولهم دون مقاومة أو ملل، وستبقى القصص محفورة في ذاكرتهم، ترافقهم في كل مرة يفتحون فيها رسالة أو يتلقون اتصالًا غير متوقع.
كن الأب الرقمي الذكي… الذي يعرف كيف يحكي قصة، فيغرس نصيحة، ويترك أثرًا لا ينسى.















التعليقات