مي الياس من بيروت: إشكالية العلاقة بين الصحفي والفنان تخضع لظروف وملابسات عديدة أهمها التواصل وأسلوب التعامل بينهما ، وغالباً ما يكون مدير الأعمال هو صلة الوصل التي علينا كصحفيين إذا إحترمناها ولم نتجاوزها ونتصل بالفنان بشكل مباشر، أن نتحمل مزاجية بعض مدراء الأعمال الذين يتصرفون بفوقية وعنجهية، تفوق تلك التي يتصرف بها الفنان نفسه.
وربما يحدث هذا لأن مدراء الأعمال في العالم العربي لا علاقة لهم بالإدارة كعلم لا من قريب ولا من بعيد، فأغلبهم حصل على موقعه كونه إما إبن أخ، أو إبن أخت، أو لأنه شقيق، أو أب، أو زوج الفنانة الفلانية أو الفنان العلاني.
ومن المفارقات التي حصلت معي مثلاً، أذكر عندما كنت أقيم في كندا وأعمل في إدارة تحرير إحدى الصحف العربية الكندية،إتصلت بمدير أعمال فنانة لبنانية كبيرة ودار بيننا الحديث التالي:
أنا: مرحبا أستاذ ....
مدير الأعمال: هلا
بعد أن عرفته بنفسي ومن أين أتصل سألته بأدب: أتمنى أن لا يكون إتصالي في وقت غير مناسب...
مدير الأعمال (بنشافة): لا أبداً تفضلي
ولأنني كنت قد قرأت بأن الفنانة على وشك إصدار البوم جديد والقيام بجولة في إحد دول الإغتراب سألته:
كنت أود أن آخذ بعض التفاصيل عن الألبوم الجديد...
قاطعني قائلاً: تفاصيل مثل شو؟
قلت له مستغربة سؤاله (الإستعباطي): يعني كم أغنية سيتضمن، مع من تتعاون فيه الخ ...
فأجابني بنفس الأسلوب الناشف الأهبل: تعاملت فيه مع من تتعامل معهم عادة.
رغم أن صبري بدأ ينفذ من فضاضة هذا الشخص الذي يجيبني بأسلوب خال من الكياسة وغير مقدر لكلفة الإتصال الدولي والجهد الذي نبذله لنتابع أخبار الفنانة التي يدير أعمالها .. الا أنني قررت أن أحاول معه مجدداً ربما آخذ منه (عقاد نافع) أي جواب مفيد بلغة أخواننا المصريين.
فسألته : ماذا عن جولتها الفنية المقبلة هل هناك تفاصيل عن عدد الحفلات وأسماء المدن، وتواريخ إقامة الحفلات، فأجابني بنفس طريقته الباردة: مش حافظن..!!!
فسألته هنا وقد نفذ صبري: الست في المكتب؟
فأجابني: نعم...
هنا شعرت بعدم جدوى إضاعة المزيد من الوقت معه .... فشكرته على المعلومات القيمة التي منحنا إياها وأغلقت الخط ولم اعاود الإتصال به مرة أخرى.
****
نموذج آخر من مدراء الأعمال الـ quot;فيديتاتquot; هو ذلك الذي يكون خطه مغلقاً 22 ساعة باليوم إن لم يكن 24 ... وأنت وحظك ... والمضحك أنه حال نشرنا خبراً سمعنا به من أحد المصادر... يسارع ليشكونا الى رئيس التحرير دون أن يكلف نفسه عناء الإتصال بنا أولاً...
وعندما نعاود الإتصال به لنفهم سبب الشكوى، يرد فوراً بقدرة قادر على إتصالنا وهو يصرخ: لماذا تنشرون أخباراً غير دقيقة دون الرجوع الينا....
وعندما نذكره بأن خطه مغلق بإستمرار وبأننا حاولنا أن نتصل لنؤكد أو ننفي الخبر، ولم نستطع...لأنه لم يكن متوفراً
هنا يجيبنا بإنفعال: خطي يعطي مغلق لكنني أرى رقم المتصل، وبصراحة quot;قرفت من الصحفي ابو الـ 10 الافquot; - في إشارة الى الصحفيين الصغار الذين يعملون بالقطعة ويتقاضون 10آلاف ليرة لبنانية على الخبر ndash; فهم لا يكفون عن الإتصال بي ليلاً نهاراً...
وهنا أسأله وهل نحن من هؤلاء؟ (رغم تحفضنا على أسلوبه ونظرته لهؤلاء الزملاء، وإحترامنا لكل شخص يقوم بعمله صغيراً كان أم كبيراً، فكلنا بدأنا بـ 10 الاف في يوم من الأيام).
ويجيبني: لا عفواً ... بالتأكيد لا ... ولكنني لا أعرف رقمك...
وهنا أضحك في سري: لأنه عندما كان يرد على هاتفه قبل أن يشبع، وتكبر الفنانة التي يمثلها ... كان يعرف رقمي جيداً... والدليل أنه رد على هذا الأتصال تحديداً بعد الشكوى لرئيس التحرير مباشرة لأنه كان يتوقعه...
وبعد أخذ ورد ... وبعد أن إكتشف بأن تقصيره في الرد على الصحافة هو أحد أسباب نشر أخبار غير دقيقة عن فنانته... أعطانا التصحيح... وتحولت نبرته الغاضبة الى نبرة مرحة، وبات يرد علينا كلما إتصلنا به ... ومن أول رنة ....
- آخر تحديث :
التعليقات