ايلاف من لندن: وقع العراق والسعودية الثلاثاء مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع للربط الكهرائي بينهما ينتهي انجازه خلال عامين.
ووقع العراق والسعودية في الرياض اليوم رسمياً مذكرة تفاهم للربط الكهربائي بينهما سيؤدي الى دخول 500 ميغا واط من الطاقة الى العراق في مرحلته الاولى وهو ما يمثل قرابة 50% من الطاقة الكهربائية التي تصدرها ايران للعراق والبالغة 1100ميغا واط.
ووقع مذكرة التفاهم عن الجانب العراقي وزير الكهرباء عادل كريم وعن الجانب السعودي وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود.
وأكد وزير الكهرباء العراقي كريم ان السوق العراقية مفتوحة أمام الشركات السعودية منوها الى أن هذا الربط الكهربائي سينجز خلال عامين. وأشار كريم الى أن "هذا المشروع هو الخطوة الأولى لتعاون أوسع وستكون هذه المرحلة هي الأولى لمجموعة من المشاريع الاخرى".
وجاء توقيع مذكرة التفاهم على هامش مؤتمر رجال الاعمال العراقيين والسعوديين المنعقد في الرياض حاليا.
الأمير عبد العزيز: دخول الطاقة المتجددة
من جانبه قال الأمير عبد العزيز بن سلمان إن"ما يربط السعودية بالعراق أكبر من الكهرباء وهناك دم وروابط اجتماعية وتاريخ مشترك وتواجد مشترك سواء بين الأسر العراقية والسعودية".. مضيفاً أنه "من العيب أن لا نذكر تعاون الحكومة العراقية في ما يتعلق بالتعاون النفطي والغاز تاريخيا وهو الأنجح تاريخيا" كما نقلت عنه الوكالة العراقية الرسمية من الرياض في تقرير تابعته "ايلاف".
وأشار الى أن "هذه المذكرة جاءت وفق دراسة كاملة بين البلدين لمشروع الربط الكهربائي من اجل تحقيق مردودات اقتصادية ودخول الطاقة المتجددة إضافة الى ما يجنيه البلدان من تعزيز سوق لانشاء الكهرباء بين البلدين".
أمين مجلس الوزراء العراقي: مردودات اقتصادية
ومن جانبه اكد الامين العام لمجلس الوزراء العراقي حميد الغزي ان الربط الكهربائي مع السعودية فيه مردودات اقتصادية ستكون ملموسة للمواطنين.
وأشار الى ان "العراق بامس الحاجة الى الكهرباء وهذا الربط يضيف الى الطاقة الكهربائية بالشراكة مع المملكة".. مبينا ان "الجهود بين الفرق الفنية للبلدين قد افضت الى توقيع مذكرة التفاهم مما يحقق مردودات اقتصادية فضلا عن خلق تنافس يين الدول الاخرى لتعدد الطاقة".
واوضح ان "نهج الحكومة العراقية يهدف الى تعدد الطاقة فمنذ عام 2020 حددت اولوياتها في مجالات متعددة ومن ضمنها الربط الكهربائي والاتجاه العالمي نحو الطاقة وضرورة الربط يين دول المنطقة العربية والاقليمية".
الربط الكهربائي يجعل السعودية والعراق بلداً واحداً
ومن جهته قال رئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية عجلان عبد العزيز العجلان ان هناك اتجاها لفتح المزيد من المنافذ الحدودية مع العراق وفرص استثمارية في 7 قطاعات.. مشيرا الى ان الربط الكهربائي بين البلدين سيجعل البلدين بلدا واحدا.
وقال العجلان في تصريح صحافي تابعته "ايلاف" إن "القطاع الخاص السعودي متفائل وكله ثقة بالدعم الكبير للقيادات السياسية العراقية - السعودية لتطوير ودعم الاقتصاد والاستثمار وهناك رغبة مؤكدة بين القطاعين الخاصين في البلدين".. منوها إلى أن "هناك فرصا هائلة موجودة في العراق والسعودية ومصلحة مشتركة للبلدين لتطوير هذه العلاقات".
واضاف ان "وزير التجارة السعودي أكد أن ولي العهد الامير محمد بن سلمان أبلغه بأن يكون مسؤولا عن ملف التعاون مع الجانب العراقي وهذا أسعدنا ونؤكد أنه مهما كانت المعوقات فإن الإرادة سوف تحلها وهذا يعطي إيمانا بأن هناك فرصا هائلة يجب أن يستفيد منها العراق والسعودية".
واكد أن "هناك استثمارات في كل المجالات منها سبعة في المياه والطاقة والغذاء والتصنيع والتجارة والترفيه والسياحة.. معتبرا أن الربط الكهربائي قريبا سيجعل العراق والسعودية بلدا واحدا".. لافتا إلى أن "العراق أمامه مجالات للنمو والنجاح والجذب للشركات العالمية لأنه بلد صاحب خيرات كبيرة إضافة الى أن هناك روابط مشتركة بين البلدين".
يشار الى ان العراق ينتج حاليا 15 ألف ميغاواط من الكهرباء أي أقلّ بكثير من الـ30 ألف ميغاواط التي يحتاج إليها لتلبية احتياجاته في فترة الذروة خلال الصيف كل عام.
ويملك العراق احتياطيات هائلة من النفط والغاز وهو ثاني أكبر منتج في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) لكنّه يواجه أزمة طاقة حادّة بفعل عقود من الحروب والفساد وتدهور البنى التحتية ويعاني تقنينا في التيار الكهربائي الأمر الذي يزيد من الاستياء الشعبي في البلاد.
ويعتمد العراق البالغ عدد سكانه 40 مليونا على إيران للتزود بنحو ثلث إمدادات الغاز والكهرباء، اذ يمنعه تراجع بناه التحتية من تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة. ويدين العراق لإيران لقاء تزويده بالغاز بأربعة مليارات دولار.
التعليقات