بكين: يرى رجل الأعمال الروسي مارات المقيم في شنغهاي أن العقوبات التي فرضت على على بلاده أفسحت المجال أمام فرص غير متوقعة في الصين في وقت تبذل الشركات جهودا مضنية لإبقاء سلاسل إمداداتها مفتوحة.

تلقى رجل الأعمال البالغ من العمر 42 عاما اتصالا في الأيام الماضية من شركة تواجه صعوبات بعدما عزلت عن مورديها المعتادين في أوروبا وأميركا الشمالية وتبحث عن شركاء في الصين.

وروى، "قالوا لي: استعد". والشركة المتصلة تنتج مكونات إلكترونية مقرها في بيلاروس وهي دولة مستهدفة أيضا بالعقوبات بسبب تعاونها مع روسيا في الهجوم على أوكرانيا.

يضيف مارات مفضلا عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع في الصين، الدولة الصديقة لروسيا والتي ترفض تصنيف العملية الروسية بانها "غزو"، "هذا يعني المزيد من العمل لكن أيضا أرباحا إضافية".

العقوبات

تشمل العقوبات تجميد أصول وحظر التصدير الى روسيا ومبادرات تهدف الى شل القطاع المصرفي وإغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام الشركات الروسية.

منذ أن أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومه على أوكرانيا في نهاية شباط/فبراير، فرض الغربيون عدة عقوبات جعلت روسيا على وشك التخلف عن سداد مستحقات ديونها.

لم تتبع الصين هذا النهج وتقدم نفسها على انها قوة محايدة.

لكن الدولة الآسيوية يمكن ان تشكل بالنسبة للشركات التي تطالها العقوبات، متنفسا لمنتجاتهم او مصدر إمداد للبضائع التي يعزف الغربيون الآن عن توريدها.

أول شريك تجاري

الصين هي أول شريك تجاري لروسيا. فقد بلغ حجم التبادل الثنائي بينهما السنة الماضية 147 مليار دولار بحسب الجمارك الصينية في ارتفاع نسبته 30% مقارنة مع العام 2019.

وقال رجل أعمال روسي آخر مقيم في بكين وقدم نفسه باسمه الأول فلاديمير، "هذه الأزمة تشكل فرصة للشركات الروسية في الصين".

وأضاف "الصين مفتوحة. يقولون لنا: إذا أردتم ن تشتروا، لدينا ما يلزم".

لكن الأسابيع الماضية كانت صعبة للشركات المرتبطة بالسوق الروسية.

قالت عدة شركات، من منتجي مستلزمات حيوانات الرفقة إلى مصنعي المبيدات، إن التقلبات في الروبل منعت العديد من الزبائن الروس من تقديم طلبيات.

نظام سويفت

استبعاد المصارف الروسية عن نظام سويفت منع من جانب آخر الشركات من القيام بمدفوعات بالدولار.

وتتمثل مشكلة أخرى في تأخير الشحنات لا سيما لأن شركات النقل الدولية ترفض الشحنات الموجهة الى البلد الذي يرأسه فلاديمير بوتين.

وقال فلاديمير "ننتظر اتضاح الرؤية أكثر ... الجميع يعتقدون ان العقوبات يمكن ان تلغى في حال انتهت الحرب سريعا".

عززت الصين وروسيا شراكتهما الدبلوماسية والاقتصادية في السنوات الماضية لكي تشكلا جبهة مشتركة في مواجهة الولايات المتحدة.

جاء بوتين الى بكين في مطلع شباط/فبراير لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية، في زيارة وصف خلالها البلدان صداقتهما بانها "بدون حدود" مع توقيع عدة اتفاقات.

وقال مارات إن الحرب والعقوبات ستترك تداعيات مختلفة بحسب القطاعات، معتبرا ان الصناعات الكبيرة مثل المواد الكيميائية ستصمد على الأرجح أكثر من مصنعي السلع الاستهلاكية المتدنية الكلفة.

فوائد للصين

بالنسبة لرؤساء الشركات الصينية، فان كثيرين يتوقعون انخفاضا قويا للقدرة الشرائية للروس.

ويرى آخرون أن الوضع سيفيد على المدى الطويل الصين، حين ستبدأ روسيا التي أضعفتها العقوبات في البحث عن شركاء اقتصاديين.

وقال شي داشواي "بالنسبة للصين، هو أمر جيد موضوعيا ان تكون روسيا مستهدفة بالعقوبات الغربية".

يبلغ داشواي 38 عاما ويعمل في موسكو لدى منصة تجارة إلكترونية متخصصة في بيع المنتجات الصينية.

وأضاف أن العديد من الشركات الصينية ستكون مستعدة لدخول روسيا إذا اعتمدت موسكو سياسة مناسبة.

وتابع "على المدى الطويل، ستكسب الصين من هذا الأمر أكثر مما ستخسر".