باريس: يطغى حضور المجموعات الفرنسية والصينية على معرض "لو مونديال دو لوتو" العالمي للسيارات الذي ينطلق في باريس الاثنين، إذ تغيب عنه شركات من مثل "جاغوار" و"لامبورغيني" و"بي إم دبليو"، مما يضع مستقبله على المحك.
درجت العادة على أن يطبع هذا الحدث شهر تشرين الأول/أكتوبر مرة كل سنتتين، وأن يستقطب نحو مليون من عشاق السيارات مدى أسبوعين إلى مركز المعارض في بورت دو فرساي بالعاصمة الفرنسية.
ولكن بعد صرف النظر عن إقامة "لو مونديال دو لوتو" في آذار/مارس 2020 بسبب الجائحة، وفي ظل ظروف صعبة لقطاع صناعة السيارات، تقلّص حجم الحدث هذه السنة، إذ يقام لأسبوع واحد فحسب، ويتوقع المنظمون أن يراوح عدد زواره بين 300 ألف و400 ألف.
ويعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة المعرض لوقت طويل خلال اليوم المخصص للصحافة الاثنين، قبل فتحه أمام الجمهور الثلاثاء. وأعلن قصر الإليزيه مساء الجمعة أن ماكرون سيعلن خلال هذه الزيارة عن توجه لجعل بدل استئجار سيارة كهربائية 100 يورو للأسر ذات الدخل المنخفض.
وستعلن شركة "رينو" الاثنين عن "رينو 4" الجديدة، سليلة 4L الشهيرة، وهي سيارة دفع رباعي كهربائية تنضمّ إلى "رينو 5" الجديدة العاملة هي الأخرى بالكهرباء. وضمن الفئة عينها، تطرح "داسيا" و"البين" مفاهيم مستقبلية.
أما في ما يتعلق بمجموعة "ستيلانتيس"، فتطرح "بيجو" و"جيب" بعض الموديلات الجديدة، فيما استبقت "سيتروين" المعرض بطرح مفهومها "أولي" (Oli) الذي يراعي معايير الاستدامة.
أما الشركات الأخرى التي يُتوقع أن تستقطب الاهتمام في المعرض بمنصاتها الكبيرة فهي "أورا" و"بي واي دي" الصينية و"فين فاست" الفيتنامية، وتسعى هذه السيارات الكهربائية الآسيوية إلى غزو الأسواق الأوروبية.
غياب
ولن تشارك في المعرض أي شركة ألمانية، إذ آثرت "بي إم دبليو" و"فولكسفاغن"، مع شركاتها الفرعية "ميني" و"سيات" و"بوغاتي" و"لامبورغيني" التغيب، بعدما استثمرتا الملايين في معرض ميونيخ في أيلول/سبتمبر 2021.
كذلك يسجّل غياب لافت لشركات صناعة السيارات اليابانية والكورية.
وسيعرض عدد من المصارف على غرار "بي إن بي" و"كريدي أغريكول" مركبات مخصصة للتأجير. كذلك تشارك "نتفليكس" و"ليغو".
وسعياً إلى جذب الزوار في ظل تحديد أسعار التذاكر بما بين 16 و30 يورو، خصص المعرض منصة كبيرة لصفحة "فيلبروكان" (Vilebrequin) الشهيرة لمقاطع الفيديو عن السيارات عبر شبكة "يوتيوب". وسيعرض معدّو هذه الصفحة عدداً من السيارات التاريخية خلال "المونديال".
وسيتسنى للفضوليين الاطلاع أيضاً على منتجات الشركات المبتكرة مثل "هوبيوم" (Hopium) و "نامكس" (NamX) اللتين تعوّلان على الهيدروجين، أو للشركات الفرنسية الصغيرة "دوفالييه" (Devalliet) و"بانتور" (Pantore).
ولكن، هل لا تزال المعارض التجارية تستقطب الاهتمام في وقت تواصل السيارات التسبب بالكثير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والوفيات على الطرق ، وسوى ذلك؟
ثمة انقسام عميق منذ نحو عشر سنوات بين الشركات العاملة في القطاع، وتتهافت العلامات التجارية على الإنترنت لبناء صورتها.
في العام 2021 ، أدّت احتجاجات بيئية واسعة إلى تعطيل معرض ميونيخ الذي كان يحاول الانفتاح على الدراجات الهوائية وغيرها من وسائل التنقل. وألغيَ معرض جنيف ثلاث مرات، ويخطط للانتقال إلى قطر.
وقال المدير العام لشركة "رينو" لوكا دو ميو في صحيفة "لو باريزيان" في نهاية أيلول/سبتمبر الفائت "أشارك في معرض السيارات لأنني أحب ذلك، لأنني أحب تقديم أفضل ما نصنعه". ورأى المدير الإيطالي الجنسية أن "معارض السيارات ستستمر في استقطاب الزوار".
أما نظيره كارلوس تافاريس من "ستيلانتيس" المنافسة فبدا أكثر واقعية بقوله "ننظر إلى المعارض كأداة تسويقية، نستخدمها في المنافسة مع غيرها من الوسائل، كالمشاركات الرياضية أو الإعلانات. وبالتالي، إذا كان لدينا ما نقوله ويمكننا لفت انتباه الزوار ووسائل الإعلام، نعتبر أن المشاركة في معرض ستكون مفيدة".
ويتحدث هذان المسؤولان الثلاثاء خلال قمة مخصصة للسيارات، بعد أن يكون مسؤولو الشركات التي تملك مصانع في فرنسا قد تناولوا العشاء مساء مع رئيس الجمهورية.
ورأى لوك شاتيل الذي شارك في تنظيم المعرض، أن "كل دورة يجب أن تبتكر صيغة جديدة". ولاحظ أن المعارض "انعكاس لما يحصل في القطاع" ، في ظل تحوّل تاريخي ومكلف جداً نحو المركبات الكهربائية.
أما شركة "هوبسكوتش" العملاقة للتواصل التي تتولى تنظيم "المونديال" هذه السنة، فشاءت أن تجعله فسحة للتلاقي مع الزبائن المستقبليين أكثر من كونه مكاناً ينبهر فيه الزائر بأحدث موديلات السيارات.
وقال لوك شاتيل "أبلغتنا الغالبية العظمى من الشركات المصنعة أنها لم تعد ترغب في المعارض". وأضاف "نعتقد أنه خطأ، سنحاول أن نظهر لها أنها كانت على خطأ".
التعليقات