الإثنين:16. 01. 2006


رسالة فييناrlm; ـrlm; مصطفي عبدالله

أثار استئناف إيران أنشطة أبحاث نووية بعد فض الأختام في موقع ناتنز الذي تم تحت رقابة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردود فعل قلقة في الأوساط الدولية والغربية آخرها إعلان وزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا دعمها لإحالة الملف الإيراني الي مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات محتملة رغم أن إيران تؤيد الطرق السلمية لحل الأزمةrlm;.rlm;
لكن التهديدات الغربية قوبلت بتهديد من جانب إيران لوقف جميع أوجه التعاون مع الوكالةrlm;,rlm; وتحذير من إضاعة الفرصة وإجبار إيران علي وقف التعاون اذ أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضرورة أن تتعامل الدول الغربية من منطلق مبدأ المساواة بين الدولrlm;,rlm; ولا يجب علي الدول النووية احتكار القوة لتفرض حلولا بالسيوف علي الدول الأخريrlm;,rlm; بينما حاولت منظمة الأمم المتحدة ممثلة في أمينها العام كوفي أنان تهدئة التوتر بعرض الوساطة والاشارة الي أن الطرق الدبلوماسية لحل المسألة داخل الوكالة لم تستنفد بعدrlm;,rlm; في الوقت الذي يسعي فيه الأوروبيون الي الضغط لعقد اجتماع طاريء لمجلس الأمن ليبحث في الغالب عملية الإحالةrlm;.rlm;

وفي منظمة الأمم المتحدة بفيينا تعددت اتصالات الأمين العام كوفي أنان مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي للوقوف علي آخر تطورات وتداعيات إعلان طهران استئناف أنشطة تتعلق بتخصيب اليورانيومrlm;.rlm;
وأعرب أنان عن قلقه الشديد لاستئناف إيران انشطتها النووية في مواقع كانت قد علقت العمل فيها استجابة لمطالب دولية وحذر من أن قرار إيران استئناف الأبحاث في برنامجها النووي له تداعيات وأبعاد خطيرةrlm;,rlm; مشددا علي ضرورة اعطاء الحوار الحالي بين إيران ودول الترويكا الأوروبية ـ بالاضافة الي روسيا ـ فرصة للوصول الي حلrlm;,rlm; خاصة أن طهران اعربت له عن رغبتها الجدية في الاستمرار في التفاوضrlm;.rlm;

ورغم التهديد الغربي بإحالة الملف الإيراني الي مجلس الأمن الا أن تنفيذ ذلك مرهون باستمرار إيران في استئناف انشطتها النووية التي علقتها طوعاrlm;,rlm; مما يعني أن طهران مازال لديها فرصة بوقف هذه الأنشطة لتجنب إحالة الملفrlm;.rlm;
ويري المراقبون أن الدول الأوروبية لا تؤيد العمل العسكري الذي لم تستبعده واشنطن وإسرائيل ضد طهران لكنها تعتبر عزل نظامها السلاح الأكثر فعالية وهو الأمر الذي يحتاج الي حلفاء آخرينrlm;.rlm;

وقد قوبلت الخطوة الإيرانية بإدانة شديدة من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةrlm;,rlm; حيث اعتبرها المندوب الأمريكي لدي الوكالة جريجوري شالت تجاهلا من جانب إيران لحالة القلق الدولي ورفضا للعمل الدبلوماسي الدوليrlm;,rlm; في حين اعتبرها الغرب غاية في الخطورة وأنها تضع علامات استفهام كثيرة حول مستقبل المفاوضات بين طهران وأوروباrlm;,rlm; كما اعتبروا أن طهران تجاوزت الخطوط وانتهكت قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذريةrlm;.rlm;
وهذه الأنشطة تعد من وجهة النظر الغربية انتهاكا لمطالب الأمم المتحدة ولاسيما قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يدعو طهران لتعليق كافة الأنشطة المتعلقة بعمليات تخصيب اليورانيومrlm;.rlm;

لكن إيران تعتبرها من الأنشطة التي تم تعليقها طواعية دون التزام قانونيrlm;,rlm; وكان هدفها بناء الثقة مع المجتمع الدولي الذي ساورته الشكوك حول البرنامج الإيرانيrlm;,rlm; وبالتالي فإن اعادة استئنافها لا يعتبر مخالفة قانونية تستوجب إحالة الملف الإيراني الي مجلس الأمن الدولي وفرض عقوبات ضد طهرانrlm;,rlm; ولاسيما أن هذه الأنشطة تتم الآن تحت رقابة واشراف خبراء الوكالة وليس بعيدا عن أعينهاrlm;.rlm;
ويري بعض المراقبين أن تهديد دول الترويكا بالاحالة ليس الا ضغطا علي طهران لوقف هذه الأنشطة لكن موقفها الحقيقي سيكون مرهونا بمدي تعاون إيران مع الوكالة التي طلبت منها الدول الأوروبية تقييم النشاطات النووية الإيرانية لكي تتمكن من اتخاذ قرار حول جدوي مواصلة المحادثات مع إيرانrlm;,rlm; أي أن الموقف الأوربي ليس نهائيا بعدrlm;.rlm;

لذلك يتوقع المراقبون أن تكتفي دول الترويكا بتعليق المفاوضات مع إيران لأن الأخيرة لم تنتهك معاهدة منع الانتشار النووي وسمحت لمفتشي الوكالة بزيارة مواقعها النوويةrlm;,rlm; كما أنها تجري الأنشطة البحثية تحت رقابة الوكالةrlm;,rlm; وبالاضافة الي ذلك فإن برنامج إيران النوويrlm;,rlm; لم يثبت حتي الآن أنه مخصص للأغراض العسكرية وتصنيع سلاح نوويrlm;.rlm;
الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ناحيتها تطالب علي لسان المدير العام الدكتور محمد البرادعي إيران بضرورة تلبية مطالب الوكالة وتسوية جميع المسائل العالقة المتصلة بطبيعة برنامجها النووي حتي تتمكن من كسب ثقة المجتمع الدولي والوكالة وبما يسهم في اتاحة الفرصة لاستئناف الحوار مع جميع الأطراف المعنيةrlm;,rlm; كما تطالبها بضرورة تعليق الأنشطة المتصلة بتخصيب اليورانيومrlm;.rlm; لكن ذلك لم يمنع المدير العام من اقرار حق إيران والدول الاعضاء في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية والتنموية عملا بمباديء وأحكام معاهدة منع الانتشار النوويrlm;.rlm;

وتستند الوكالة في انتقادها للخطوة الإيرانية علي بنود وتوصيات القرارات التي تبناها مجلس المحافظين في اجتماعه الأخير في شهر سبتمبر الماضي والتي أكدت ضرورة استمرار طهران في تجميد جميع أنشطتها النوويةrlm;.rlm;
ويريد المدير العام أن ينهي الملف الإيراني بحلول شهر مارس المقبل الذي سيعقد فيه مجلس المحافظين اجتماعه العادي وهو ما يتطلب تعاونا أكثر من جانب إيرانrlm;,rlm; وخاصة ان المجتمع الدولي يرغب في نظام مراقبة تضمن من خلاله المجموعة الدولية أن البرنامج النووي الإيراني مخصص فقط للأغراض السلميةrlm;.rlm;

وحول مستقبل الملف النووي الإيراني اعتبر المدير العام في تلميح له الي مخاطر العمل العسكري أن الملف الإيراني رغم جديته يظل ملفا من ملفات عديدة أخريrlm;,rlm; مؤكدا أن العالم في غني عن مواجهة جديدةrlm;,rlm; محذرا من خطورة المواجهة في اشارة واضحة الي التهديد الأمريكي أحيانا بأن خيار القوة غير مستبعد مع إيرانrlm;.rlm; كما أن الوكالة تري أن استئناف إيران أنشطتها النووية يعكر أجواء الحوار مع المنظمة الدولية وكذلك مع الأوروبيينrlm;.rlm;
وقد أوضحت الوكالة في تقرير لها أن استئناف عمليات التخصيب سيتم علي أجهزة الطرد المركزي التي تنقي اليورانيوم لاستخدامه كوقود لمفاعلات الطاقة أو في صنع أسلحة حيث يعتزم الايرانيون في هذا المجال تغذية أجهزة الطرد المركزي بكمية صغيرة من غاز سداسي فلوريد اليورانيوم للأغراض البحثيةrlm;.rlm;

والايرانيون من جانبهم أكدوا أن ما تستأنفه طهران هو نشاط البحث فقطrlm;,rlm; لأن هناك فرقا بين البحث في مجال تقنية انتاج الوقود النووي وبين عملية انتاجهrlm;.rlm; ويوضح الإيرانيون أن التعليق الذي يخضع له انتاج الوقود النووي أولي مراحل التخصيب مازال ساري المفعولrlm;.rlm;
وأشاروا في هذا الصدد الي وجود اتفاق بين طهران والوكالة حول طبيعة الأبحاث التي تم استئنافها لكن دون أن يعلنوا تفاصيلهاrlm;.rlm;

واعتبروا أن القرار بتعليق هذه الأبحاث في السابق كان قرارا خاطئا وغير عقلاني وأن استئنافه أمر لم يعد قابلا للنقاشrlm;.rlm;
ففي بياناتها المتعاقبة أكدت النمسا أن استئناف إيران أنشطة أبحاث نووية جاء في وقت أصبحت فيه ثقة المجموعة الدولية فيه أضعف ما تكون بنوايا إيران النوويةrlm;,rlm; معتبرة أن ذلك أمر يدعو للدهشة والاستياء معا لاسيما أن الإعلان جاء في وقت يستعد فيه الطرفان الإيراني والأوروبي لاستئناف محادثاتهما في الثامن عشر من الشهر الحالي لدراسة جملة من التحفيزات الأوروبيةrlm;,rlm; مطالبة إيران بتعليق أنشطتها النوويةrlm;.rlm;

وتطالب النمسا بضرورة تنفيذ قرارات مجلس محافظي الوكالة بشأن تعليق إيران انشطتها النووية من أجل بناء الثقة مع المجتمع الدولي الذي تساوره الشكوك حول طبيعة البرنامج النووي الإيرانrlm;.rlm;
ومن جانبه حذر المستشار النمساوي فولفجانج شوسل إيران من اللعب بالجانب العسكري للطاقة الذرية باعتباره سلاحا فتاكا يثير مخاوف العالم معتبرا أن استئناف العمل فيها لا يمثل اجراء لبناء الثقةrlm;,rlm; مؤكدا في الوقت نفسه دعم الاتحاد الأوروبي للمبادرة الايجابية التي شرعت بها فرنسا وبريطانيا وألمانيا لتخلي إيران عن أنشطتها النووية الحساسةrlm;.rlm; كما اعتبر أن فرض عقوبات علي طهران بسبب هذه الأنشطة يظل خيارا قائما اتفقت عليه الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبيrlm;,rlm; مشددا علي القول بأنه يظل الخيار الوحيد اذا فشلت المساعي الدبلوماسيةrlm;.rlm; وناشد في هذا الصدد ما وصفه بالقوي العقلانية داخل إيران بالتحرك من أجل تخفيف حدة التوتر بين بلادهم من جهة والمجتمع الدولي من جهة أخري والابتعاد عن سياسة المواجهةrlm;.rlm;

وأشارت النمسا الي أن الاتحاد اتفق في اجتماعه الأخير في شهر ديسمبر الماضي علي الحاجة الي ابقاء الخيارات الدبلوماسية فيما يخص الملف النووي الإيراني مع مراجعة وتقييم الموقف الأوروبي وفقا للقرارات التي ستتخذها طهران في هذا الملفrlm;.rlm;

ويري المراقبون أن استئناف إيران أنشطة نووية معلقة بعد استئناف تحويل اليورانيوم في مفاعل أصفهان في شهر أغسطس الماضي سيهدد جهود ايجاد حل دبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيرانيrlm;,rlm; وقد تزيد الدعوات لاحالة ملف طهران لمجلس الأمن الدولي أو علي أقل تقدير يعقد جولة المفاوضات المقرر عقدها في الثامن عشر من شهر يناير الحالي بفيينا بين إيران ودول الترويكا الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانياrlm;.rlm;

وبذلك تكون طهران أنهت عامين من الترقبrlm;,rlm; في وقت جدد فيه الغرب تهديده بإحالة الملف الإيراني لمجلس الأمن الدولي حيث قد ينتهي الأمر بفرض عقوبات لكن البعض يري أن الخطوة الإيرانية قد تسرع من الخطي نحو إيجاد حل دبلوماسي عن طريق المفاوضاتrlm;.rlm;