علي سعد الموسى
أحترم في أستاذي الدكتور هاشم عبده هاشم سيرة ذاتية حافلة صاغها بالمنجز والمهنية والعصامية وهي جملة سيقولها كل من كان وراء ظهره في ذات الطابور أو في الصف المقابل مثلما هي حالتي المعلنة. شاهدته مساء الأربعاء تحت - إضاءات - تركي الدخيل فكان قامة من - الكاريزما - ووحيا من التاريخ. لكن الكرسي الكبير له ضريبته حين وقف يتلقى ثلاثين تهمة من سؤال وراء سؤال. عيب الإضاءات أنها تتوجه للسالب وعيب المثقف - البلدي - أنه ينكر التهمة ولهذا وقف أستاذنا الكبير يكرر كلمة - غير صحيح - مع كل جواب لسؤال من إعلامي كالدخيل: يأتيك من حيث لا تتوقع. لا يمكن لعشرين تهمة متتالية أن تكون غير صحيحة ومع هذا سنقبلها تقديرا لعين رؤساء التحرير.
في إضاءات تركي الدخيل مع صاحب الإشراقة الجميلة، وردت هذه - الوطن - ووحدها فقط -من بين كل الصحف فكانت مدخلا وصلبا للمقابلة ولولا أنني أعرف أسماء - الترويسة- لظننت أن المقابلة برمتها كانت حول هذه الشاغلة. وعلى أي حال فأستاذنا مع البرنامج في بالغ العذر لأن رؤساء التحرير الآخرين الذين جلسوا على كرسي - الإضاءات - مروا بذات التجربة. تحدثوا عن ذات الصحيفة وكلهم، مع بالغ العذر، ركبوا قاموس لغة المنافسة.
لبست حد الإعجاب جملة أستاذي الكبير وهو يتحدث عن quot;الوطنquot; بالقول: إنها كانت قوية في البداية. كان باستطاعته أن يفض الاشتباك بتحديد منهجية كل صحيفة على حدة. هنا كانت ستبرز الحقيقة وكان أستاذنا سيضيف رصيداً إلى مهنيته.
القارئ اليوم هو الفيصل والحكم. هو الذي يدفع بالريالين وهو الذي يعرف لأي هدف يدفع والمستقبل في الصحافة المكتوبة للرأي لا للخبر والحدث ولو أدرك أستاذنا الكبير هذا الأمر بإمكاناته وإمكانات صحيفته لحلق بعيدا.
نأتي إلى جوهر المقابلة حين يذكر عميد رؤساء التحرير أن quot;الوطنquot; لم تدرك طبيعة المتلقي ولا المحيط الذي صدرت فيه فكان من الصعب عليها أن تكون بتلك اللغة في البداية قابلة وقادرة على الاستمرار بذات القوة. هنا وقع أستاذنا في شراك الإدانة لأن السؤال الذي كان يجب أن يسأله الدخيل هو: من هو الذي صنع طبيعة المتلقي وبلور المحيط الذي كان قبل صدور quot;الوطنquot; مما يجعل لغتها غريبة على المحيط والمتلقي؟ أليست هي الصحف التي كانت قبل المولود الأخير وعلى رأسها رؤساء التحرير؟ أليسوا هم من رسم لنا الخطوط التي - اصفرّت - معها أوراق الصحف. أليست quot;الوطنquot; هي من رفع طبيعة المتلقي وسقف المحيط وأليست هي من جعل لكل الصحف لغة جديدة قابلة للاستمرار بذات القوة. quot;الوطنquot; لم تتغير، إنما الصحف هي التي تغيرت بعد هذا المولود وإذا أردنا أن نبحث أسباب التغيير فاسألوا عن السبب!
التعليقات