الجزائرـبوعلام غمراسة

قتل مفتي أبرز تنظيم مسلح بالجزائر بعد وقوعه في كمين لقوات الأمن، حسبما أفادت مصادر امنية. ويتعلق الأمر بأحمد زرابيب (أحمد أبو البراء) القيادي في laquo;الجماعة السلفية للدعوة والقتالraquo; والذي يطلق عليه أفراد هذا التنظيم اسم laquo;الضابط الشرعي بالجماعةraquo;.
وذكرت نفس المصدر لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; أن زرابيب سقط في كمين نصبته له فرقة من الجيش، في منطقة أكفادو الجبلية التابعة لولاية بجاية (280 كلم شرق العاصمة). وتمت العملية، حسب نفس المصادر، قبل أربعة أيام وكان زرابيب حينها برفقة أربعة مسلحين، اصيب اثنان منهم بجروح. وعجزت المصادر عن تأكيد ما إذا كان الجريحان على قيد الحياة الآن، لكن الأكيد أنهما نجيا من الكمين الذي نُفذ بعد تحريات أجرتها مصالح الأمن حول نشاط زرابيب بناء على معلومات، استقتها من laquo;مسلحين تائبينraquo; ومدنيين يتعاونون مع الجماعة السلفية.

وأوضحت المصادر، أن الوحدة الأمنية المتمرسة على تقفي آثار الجماعة السلفية ظلت ترصد تحركات زرابيب لمدة طويلة، إلى أن أوقعت به في موقع يتردد عليه أفراد الجماعة، يبعد حوالي أربعة كيلومترات عن المكان الذي سقط فيه الزعيم السابق للجماعة نبيل صحراوي (مصطفى أبو إبراهيم) وعبد العزيز عبي (عكاشة البارا) في يونيو (حزيران) 2004.

وتابعت المصادر أن زرابيب كان ملتحيا ويرتدي لباسا عسكريا أفغانيا لحظة الإيقاع به في الكمين، ولم يتسن التأكد مما إذا كان الجيش أحضر أفراد عائلته للتعرف على جثته، كما كان الأمر عند مقتل نبيل صحراوي.

ويعد أحمد زرابيب، 39 سنة، واحداً من 19 شخصا أسسوا الجماعة السلفية للدعوة والقتال عام 1998، ويتحدر من منطقة بودواو (40 كلم شرق العاصمة)، وكان أحد أئمة مساجدها.

وبرز زرابيب بنشاطه مع laquo;الجبهة الإسلامية للإنقاذraquo; بعد ظهورها أواخر الثمانينات، ثم دخل السجن عام 1992 بعد تدخل تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية الذي فازت فيها الجبهة في 26 ديسمبر (كانون الأول) 1991. والتحق بالجماعة الإسلامية المسلحة بعد خروجه من السجن عام 1994، وعينه القائد العام آنذاك شريف قوسمي عضوا بالهيئة الشرعية بالمنطقة الثانية (شرق العاصمة) حيث اهتم بالإفتاء. وعندما انشق فريق من الجماعة عنها بسبب استهداف المدنيين، في فترة المجازر الجماعية الرهيبة، التحق زرابيب بالنواة المؤسسة للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي بررت خروجها عن الجماعة المسلحة بـlaquo;زيغها عن الجهاد المشروعraquo;.

وكان واحداً من laquo;قاضيين شرعيينraquo; في التنظيم الجديد، رفقه عبد المجيد ديشو لكن أقل أهمية منه. وبعد مقتل الأخير على أيدي أفراد التنظيم عام 1999، أصبح زرابيب laquo;مفتي الجماعة الرئيسيraquo;. ومن بين ما ينسب إليه، أنه أفتى بجواز قتل إمام مسجد يدعى أبو حفص اشتهر بمحاولاته في إقناع أفراد التنظيم بالتخلي عن السلاح بالتنسيق مع مصالح الأمن. وتعرض الإمام للتصفية الجسدية عام 2003. وكان حسان حطاب الزعيم السابق للجماعة السلفية قد اتهم في حوار مع laquo;الشرق الأوسطraquo; نشر في أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي قيادة التنظيم بتصفية أبو حفص.

وتعيش الجماعة السلفية منذ عام نزيفا على مستوى القيادات، ويعتبر أحمد زرابيب، بحسب مصادر على صلة بالملف، آخر المؤسسين بعد أن سلم اثنان منهم نفسيهما لقوات الأمن نهاية العام المنصرم، هما أبو عمر عبد البر رئيس قسم الإعلام في الجماعة وبلال الولباني مسؤول العلاقات الخارجية بالجماعة. ومن أبرز مؤسسي الجماعة السلفية حسان حطاب الذي تخلى عن القيادة في 2003 وأعلن وقف نشاطه في الخريف الماضي، إضافة إلى صايفي عماري (عبد الرزاق البارا) المعتقل لدى مصالح الأمن، وآخرون بعضهم قتل في عمليات عسكرية، وبعضهم تعرض للتصفية في خلافات داخلية.