حزب الحكيم ينفي نية التكتل الجديد إطاحة الحكومة ...


بغداد - الحياة

تتخوف أوساط حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي من جبهة داخلية مدعومة اميركياً بدأت تأخذ شكل تكتل جديد لاطاحتها، فيما يسرع المالكي الذي استقبل أمس وفداً من الكونغرس الاميركي خطواته لاجراء تعديل وزاري يشمل 12 وزارة ومنصب نائبه.

وكانت أحزاب بينها الحزب laquo;الاسلاميraquo; (سني) و laquo;المجلس الاعلى للثورة الاسلاميةraquo; (شيعي) والحزبان الكرديان أعلنت تشكيل تكتل جديد يعيد رسم الخريطة السياسية، بعد استبعاد التيار الصدري واعضاء الحكومة الحالية، تداركاً لانقلاب واسع متوقع في السياسة الاميركية، فيما أشارت المصادر الى دخول حزب laquo;الدعوةraquo; بزعامة رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري الموجود في دمشق التكتل الجديد، بالاضافة الى جهود لإشراك laquo;المؤتمر الوطنيraquo; بزعامة احمد الجلبي الذي زار دمشق ايضاً.

لكن القيادي في laquo;المجلس الاعلىraquo; جلال الدين نفى نية المجلس والقوى التي يضمها التكتل الجديد الانقلاب على الحكومة. وقال في بيان ان الاتفاق laquo;يهدف إلى تحصين الوحدة الوطنية وتعزيز السلم الأهلي ودعم العملية السياسية ولا علاقة له بالبرلمان ولا بتكتلاته، وهو يسعى ليشكل قاعدة لضم كل الراغبين في الانضواء فيهraquo;. وسخر من الأقوال التي صورت الاتفاق انقلاباً في التحالفات.

واذا كان laquo;المجلس الأعلىraquo; ينفي أن يكون التكتل الجديد يهدف الى اسقاط حكومة المالكي فإن الناطق باسم جبهة laquo;التوافقraquo; السنية سليم عبدالله يؤكد هذا المسعى ويقول ان laquo;احتمال سقوط الحكومة بشكل دستوري ضعيف لأن ذلك يحتاج الى موافقة البرلمان. لكن التكتل الجديد يمكن ان يعطي أملاً بإسقاطها سياسياًraquo;.

في هذه الاجواء يخوض المالكي معركة الاحتفاظ بمنصبه. وقد استقبل امس وفداً من الكونغرس يرأسه السناتور الجمهوري جون ماكين ويضم في عضويته النائب المستقل جوزف ليبرمان. وأفاد بيان رسمي بأن المالكي سيعلن laquo;اجراءات أمنية جديدة في الايام المقبلةraquo;، وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ لـ laquo;الحياةraquo; ان الوفد الاميركي laquo;جاء لدراسة ما تحقق خلال الفترة الماضية في الجانب الامنيraquo; ونفى أي علاقة للزيارة بالمشروع الذي يحمله نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الى واشنطن. كما نفى تناول توصيات لجنة بيكر - هاملتون خلال اللقاء.

وقال الهاشمي ان محادثاته مع الرئيس جورج بوش laquo;كانت ايجابية وصريحة وحقيقية، لقد تحدثنا عن المسائل الرئيسية وسأغادر الولايات المتحدة بأمل عظيم وكبير بأن أصدقاءنا في واشنطن مهتمون جداً بمساعدتنا في هذه الأوقات الصعبة جداًraquo; وأعربت مصادر حكومية عن تخوفها من laquo;طبخةraquo; سياسية يعد لها لاجراء laquo;انقلابraquo; سياسي في العراق يتضمن تغيير الحكومة الحالية.

مصدر برلماني موثوق ومقرب من المالكي فضل عدم ذكر اسمه اكد لـ laquo;الحياةraquo; وجود laquo;أجندةraquo; عند بعض الأطراف المشاركة في العملية السياسية لايجاد تحالف بديل، بمشاركة تمكن له تجاوز عقبة التيار الصدري، المؤيد للمالكي وترشيح بديل عنه لرئاسة الحكومة.

واكد المصدر ان الموضوع laquo;لم يثر قلق الحكومة، والبرلمان، في البداية لأنها اعتقدت أن التحركات تهدف الى تشكيل جبهة سياسية تتجاوز بمكوناتها الحواجز الطائفية والحزبية والقوميةraquo; الا ان الحديث عن خمسة احزاب كشف وجود مشروعين: احدهما معلن والآخر laquo;يهدف الى تشكيل تحالف او تكتل برلماني جديد بديل عن كتلة الائتلاف يؤمن للقائمين عليه تشكيل حكومة جديدة وتغيير رئيسهاraquo;. وأكد المصدر ان مصالح الاكراد التقت مع مصالح laquo;المجلس الاعلىraquo; و laquo;الحزب الاسلاميraquo; ما ولد فكرة تشكل هذا التكتل، ولفت الى ان رئيس الحكومة الجديدة سيكون من المجلس (لم يذكر اسمه) باعتباره يمثل الغالبية فيما سيظل جلال طالباني رئيساً للجمهورية وطارق الهاشمي نائباً له.

أمنياً قتل نحو 40 شخصاً وأصيب 60 آخرون وخمسة جنود أميركيين في أعمال عنف في انحاء متفرقة من العراق، بينها انفجار أربع سيارات مفخخة في احياء بغداد الجديدة وثلاث سيارات أخرى في كركوك فيما جرح نحو 13 شخصاً في قصف بقذائف الهاون على حي العدل غرب العاصمة. وعثرت الشرطة على نحو 13 جثة مجهولة الهوية.