الثلاثاء 19 ديسمبر2006

فؤاد الهاشم


.. كنت قد نشرت طرفة وراءها مغزى قبل حوالي ست سنوات - وربما أكثر - نعيد نشرها اليوم لأن أحداث الماضي تكررت في.. الحاضر! الطرفة تقول: ان طائرة كانت محملة بالحيوانات والطيور، على مقاعد الدرجة الاولى جلس laquo;حمار ونسرraquo;، وما ان أقلعت حتى بادر النسر لضغط زر جرس مناداة المضيفة، فلما جاءت قال لها - ضاحكا - laquo;انه كان.. يمزحraquo;!! أخذ الحمار يقلد النسر ويضغط على الجرس فتأتي المضيفة فيضحك ثم.. ينهق قائلا لها.. laquo;إنه يمزحraquo;! تكررت الحكاية لمرات ومرات حتى ضاق صدر المضيفة فتوجهت إلى قائد الطائرة لتشتكي فأجابها الطيار.. laquo;اذا فعلها هذان الحيوانان مرة أخرى، فافتحي باب الطائرة واقذفي بهما إلى.. الخارجraquo;! بعد دقائق، دق النسر الجرس ثم تبعه الحمار فجاءت المضيفة وامسكت بالنسر من رأسه والحمار من رقبته وفتحت الباب وألقت بهما.. خارجا!! في تلك اللحظة، فتح النسر جناحيه العظيمين استعدادا للطيران بينما كان الحمار يهوي إلى القاع وهو يصرخ مستنجدا بالنسر الذي بادره بالقول.. laquo;لقد فعلت ما فعلت من معاكسات داخل الطائرة لأنني laquo;كنت معتمدا على هذين الجناحين العملاقين، لكن سؤالي اليك - أيها الحمار الذكي - على ماذا كنت تعتمد انتraquo;؟! عاد رئيس الوزراء الفلسطيني laquo;اسماعيل هنيةraquo; من جولة عربية وإسلامية شملت إيران التي وصفها بأنها.. laquo;عمقه الاستراتيجيraquo; ومعه حقيبة بها 250 مليون دولار أعطته إياها طهران من أموال الشعب الإيراني laquo;الحافيraquo; - والذي يعيش أغلبه - على أقل من مائة دولار في الشهر!! هذه الأموال موجودة حاليا في حساب وزارة المالية الإسرائيلية حين صادرها الجيش العبري من على معبر الحدود، فأصبحت أموال الجمهورية الإسلامية لدى laquo;أبناء العمraquo;.. اليهود!! لا أستطيع أن أخفي شماتتي - وربما سعادتي - بهذا الاقتتال laquo;الفلسطيني - الفلسطينيraquo; وأكاد أخفيهما. ربما لأن جرح الغزو العراقي للكويت والتأييد الفلسطيني له ما زال مفتوحا حتى هذه اللحظة، لكنني واجهت مشكلة الضحك المتواصل الذي استبد بي وأنا أستمع إلى خطاب رئيس الوزراء - والذي يصلح لأن يكون خطيبا في مسجد أكثر منه رجل سياسة - وهو يقول لتلك الحشود المغيبة عن وعيها وتهتف له.. laquo;إيران أعطتنا مائة مليون للرواتب، وخمسين مليونا للأسرى، وعشرة ملايين لبناء المنازل وثمانين مليونا لشراء زيت الزيتون و.. و..raquo; و.. الأموال خرجت من حوزته وأصبحت في حوزة الإسرائيليين!! الرئيس laquo;أبو مازنraquo; يتمتع بشرعية دستورية ودعم عربي وإسلامي وأوروبي وأمريكي وحتى إسرائيلي، وlaquo;هنيةraquo; ليس له إلا الإيرانيون وخبراء صواريخ laquo;المواسيرraquo; وفتاوى التكفير وبأنه laquo;رئيس حكومة جاءت بأمر إلهيraquo; - مثل زميله صاحب النصر الإلهي - وبالتالي، لم يعد صعبا معرفة من هو laquo;النسرraquo; ومن هو.. laquo;الحمارraquo; ومن الذي يقود.. الطائرة!!