عيون وآذان
جهاد الخازن
كل رسالة تلقيتها تعليقاً على رسالتي الى الدكتورة كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية، رأت مثل رأيي في السياسة الأميركية وموقف المواطن العربي منها ومن قضاياه.
كنتُ يوم وصول الوزيرة الى القاهرة كتبت منبّهاً، فقد سمعت أنها تريد حشد تأييد عربي ضد حماس بعد ان اتفقت الحكومتان الأميركية والاسرائيلية على تجويع الشعب الفلسطيني لأنه صدّق دعوات الديموقراطية وانتخب بحرّية، وقلت للوزيرة الزائرة ان الدول التي ستستضيفها لن تقاطع حماس.
طبعاً، الأميركيون والاسرائيليون لا يقولون انهم يريدون تجويع الفلسطينيين، ولا أعتقد ان الدكتورة رايس تقبل ذلك، غير ان الخطة تقوم على ضغوط وحصار وعقوبات نهايتها التجويع.
المهم من هذا انني كتبت ما يعرفه أي مراقب في مثل وضعي أو كاتب عربي يتابع أخبار بلاده. ولا افهم كيف استعدت الدكتورة رايس لرحلتها وهي تجهل شعور العرب إزاء القضية الفلسطينية وحماس. أقول لها بالموضوعية الممكنة أن ما سمعتْ هو نصف الحقيقة، فواجب المضيفين ان يجاملوا ضيفهم، وقد فعل القادة العرب والوزراء من دون ان يتخلوا عن موقفهم الاساس. الا انني أصرّ على ان الدكتورة رايس سمعت نسخة مخففة من هذا الموقف، وهي من الذكاء ان تقدر ان الموقف الرسمي أكثر تأييداً لحماس مما سمعت، وان الموقف الشعبي يزيد كثيراً على الموقف الرسمي المعلن والحقيقي. وأيضاً استعين بذكاء الوزيرة للفت نظرها الى انه خارج الاعتبارات القائمة كلها ازاء القضية الفلسطينية وأصحابها، فهناك اعتبار سياسي اضافي مهم، لأن حماس على علاقة وثيقة بطهران، ومصر والمملكة العربية السعودية وكل بلد عربي لا تقبل ان تترك حماس وحلفها الوحيد مع ايران، فهذا ليس من مصلحة العرب، وقطعاً ليس من مصلحة الولايات المتحدة.
ونقطة اضافية، ففي زيارة الدكتورة رايس الاخيرة للمنطقة السنة الماضية، طلبت من الدول العربية مساعدة السلطة الفلسطينية. وأشرفت هذه على انتخابات ديموقراطية بإجماع الآراء، فعادت الدكتورة رايس بموقف ضد فريق انتخب ديموقراطياً، مع انها لا تزال تحث كل بلد عربي على الانفتاح ديموقراطياً.
أشكر القراء أحمد بابانا العلوي وشامل طاووش وحسام الدين من فلسطين وبركة الشمري وبسام داغستاني ودريد مصلح، وأعد القراء الآخرين الذين علقوا على زيارة الوزيرة بردود شخصية مباشرة في الايام المقبلة.
وقد أرسلت ردوداً خاصة ايضاً الى قراء بعثوا اليّ برسائل الكترونية بالانكليزية عن مشكلات ادارة بوش، خصوصاً العجز القياسي في الموازنة والعجز القياسي الآخر في ميزان المدفوعات. وأشكر القراء هشام التقي والعقيد الركن المتقاعد مجاهد سمعان وباقي الرميح ورنا شاور وعبدو. أما منى التي تريد صورة معي فأقول انني أريد صورة معها.
القراء هؤلاء وآخرون عادوا الى موضوع laquo;خليك بالبيتraquo; وما قلت وما لم أقل. وإن كان من تعليق جديد فهو ان استمرار الرسائل يعكس شعبية برنامج زاهي وهبي، كما يعكس اهتمام قراء كثيرين بالمواضيع الخفيفة، اذ يبدو انهم لم يعودوا قادرين على تحمل البؤس اليومي لأخبارنا السياسية.
غير انني أتوقف عند رسالة من القارئة سعاد وصفي (أو واصفي) تتهمني بالجبن لأنني لم أقل رأيي في زملاء سألني زاهي عنهم.
الجبن تهمة كبيرة، وفي البرنامج هاجمت الارهابيين وقلت انهم ليسوا مسلمين، كما وصفت قتل مدنيين في العمليات العسكرية الاميركية في العراق بأنه ارهاب. والقارئة بالتالي تخلط بين اللباقة او الديبلوماسية والجبن عندما تحدثت عن الزملاء.
الواقع انني أستطيع ان أتحدث بحرية من دون أسماء، فهناك زميل صحافته سيئة، الا ان اخلاقه أسوأ، وهناك زميل اذا لم أعرف النوم قرأت له ونمت فوراً، وآخر يكذب في كل كلمة حتى laquo;الذيraquo; و laquo;التيraquo;، ومثله الذي صدق مرة واحدة عندما اعترف بأنه يكذب.
ما سبق مجرد هذر، ففي المقابل هناك صحافيون من أرقى مستوى ممكن، وبعضهم صديق شخصي. وكنت سئلت عن laquo;الشرق الاوسطraquo; وقول عثمان العمير انه أفضل رئيس تحرير عرفته. طبعاً هذا هذر، وفي القرآن الكريم laquo;فلا تزكّوا أنفسكمraquo;. وفي حين لا أزكي نفسي مع ان لي فضل السبق كأول رئيس تحرير، الا انني اذكر ان زمالتي مع عرفان نظام الدين الذي تبعني في رئاسة التحرير تعود الى ايام بيروت. ولكن اذا اضطررت الى الاختيار بين عثمان العمير وعبدالرحمن الراشد، فإنني اختار عبدالرحمن لأنه يكتب.
والنقطة الاخيرة مهمة، فأنا لا أتفق في الآراء السياسية مع أخي عبدالرحمن، الا انني لا أزعم ان رأيي أفضل، بل أصر على حقي في ابدائه حقه في ابداء رأيه، فهذا هو الاصول.
أرجو من الاخت سعاد ان تتهم بالجبن من هو جبان فعلاً، فقد لاحظت ان القارئ الذي يشتم ويهدد لا يسجل على الرسالة اسمه وعنوانه، وكيف لي ان أخاف من رجل يخاف ذكر اسمه.
امامي رسالة من laquo;دلال ابنة الباديةraquo;، وفوقها laquo;حرة عربية من ليبيا الأبيةraquo;، وأرجح ان القارئ أدرك ان الرسالة تهاجمني دفاعاً عن العقيد معمر القذافي، ثم أرجح ان كاتب الرسالة laquo;شهمraquo; يختبئ وراء تنورة، واذا كان حدسي صحيحاً، فإنني أقول لنفسي أبشر بطول سلامة يا مربع.












التعليقات