الخميس: 2006.03.023

توقيع

فاتح عبدالسلام

لا يمكن ضمان عدم ازدياد الأمور سوءاً الاّ اذا اقتنع السياسيون العراقيون بانه لا يجوز استملاك الوزارات التي يكلفون بها. حيث مازالوا غير قادرين علي استيعاب ان حصول حزب من أحزابهم علي وزارة انما هو تكليف حكومي يتطلب استحقاقات الواجب لخدمة العراقيين كافة، وان الجلسات الخاصة في غرف الوزراء يجب ان تنتهي لتفتح أبواب الوزير ومن هو أعلي منه لجميع الناس وليس حسب تزكية المواطنين من الحزب الذي ينتمي اليه المسؤول. مرة سمعت مسؤولاً يتكلم بحرقة عن قتل الامريكيين لعراقي كان النظام السابق قد أعدم اخوته الثلاثة من قبل وانه عاتب الأمريكيين علي فعلتهم التي جاءت بالخطأ.. لكنني اكتشفت ان المسؤول الرفيع يتحدث عن عائلة تمت بصلة قرابة الي زوجته. ويبدو ان درجة العناية الخاصة بالعراقيين لا تعدو خارج دائرة تلك القرابات.
الكارتلات مازالت تشكل مراكز القوي داخل الوزارات وربّما يكون الوزير جزءاً منها أو مركز قوة مستقلاً عنها. لقد كانت تجربة قاسية غير مشرفة تماماً في الأداء الحكومي تجعل العراقيين غير مطمئنين أبداً الي المستقبل الذي ينتظرهم.
نجاح اي سياسي في عمل التنظيم الحزبي لا يعني مطلقاً انه قادر علي النجاح في المسلك الوظيفي الوزاري فقد تكون مهاراته تنفع للعمل تحت الطاولة في حين يحتاج العراق مسؤولين يعملون فوق الطاولة. وكان في الأقل ان يفيد الديمقراطيون (الجدد) من الديكتاتوريين (القدماء) فلا يكرروا تجاربهم التي ارهقت الادارات الحكومية. ودون ذلك فان أحداً لم يتعلم الدرس.. وان العراقي سيبقي ساخطاً علي اداء مسؤولين لا يخدمون أكثر من دائرة ضيقة تحيط بهم ومن ثم يكونون صيداً سهلاً للوقوع تحت تأثير الهيمنة.

[email protected]