الإثنين: 2006.07.03


عائشة سلطان

أسباب عديدة ومختلفة جعلت بعض الأجانب (من مختلف الجنسيات) يعتقدون أو يصدقون بأن أهل الخليج ـ والإماراتيين على وجه التحديد ـ أناس من السهل الضحك عليهم واستغلالهم وبأبسط الطرق، ليست كل الأسباب صحيحة أو منطقية، لكن هناك أسباباً بالتأكيد وعلينا أن نعرفها ونعيها جيداً إذا أردنا أن نتحاشى ما ينجم عن هذه الاعتقادات الخاطئة.

يعتقد بعض الأفارقة مثلاً أن الإماراتيين يؤمنون بالخرافات والشعوذة وأعمال السحر، ولا أدري من أين كونوا هذا الاعتقاد، لكنهم ابتدعوا طرقاً لا حصر لها من النصب على هذا الأساس، فمضاعفة الأموال مثلاً لا يمكن أن تنطلي إلا على ساذج وبلا عقل، مع ذلك فهناك من يصدق أن رجلاً laquo;كحياناًraquo; كالإفريقي الواقف أمامه يستطيع أن يحول الألف دولار إلى 100 ألف على سبيل المثال!

ويعتقد بعض أصحاب المطاعم في بعض الدول العربية أن الخليجي الذي يجلس على الطاولة صيد سهل ومشروع مباح للنصب عليه، فتضاعف له الفاتورة بقدرة قادر فيضطر لدفع 200 دولار ثمن غداء له ولعائلته الصغيرة بينما يدفع الجالس إلى جواره من أبناء البلد العربي 30 دولاراً لا أكثر، لماذا؟ لأن السائح الخليجي وبحسب ما تكونت له من صورة نمطية في الأذهان هو رجل قادر على الدفع بدون مفاصلة،

وبدون أن ينظر حتى إلى الفاتورة التي دفع قيمتها ليتأكد فيما إذا كان ما دوّن فيها قد تم طلبه أم لا.. فأنا أتذكر أنني طلبت في أحد المقاهي فنجان قهوة وقطعة حلوى لصديقتي وعندما طلبت الفاتورة كان المبلغ المدوّن غير منطقي، لكنني حين نظرت فيها جيداً وجدت أنها قد احتوت طلبات لم أطلبها أصلاً فما كان من المقهى إلا أن اعتذر عن الخطأ، مع انني كنت متأكدة أنه لم يكن خطأ بل كان فعلاً مقصوداً!

ويعتقد بعض رجال الجمارك في بعض المطارات العربية أن الرجل الخليجي الواقف أمامهم رجل لا يمكنه تحمل البهدلة، وبأن مضايقته وتأخيره بشكل متعمد طريقة سهلة للحصول على رشوة محترمة توضع في اليد بشكل سريع لجعله يمر قبل الجميع.

ومنذ فترة استقبلت إحدى السيدات هنا في الإمارات اتصالين هاتفيين من السنغال من رجل سمى نفسه laquo;الشيخ محمدraquo; تحدث إليها طويلاً ليقنعها بأنها تحت وطأة سحر أسود قد عمله لها بعض الأشخاص، وبأنه يستطيع تخليصها منه لو أرسلت له المبلغ الفلاني على العنوان الفلاني!

أحياناً تتكون الأوهام في النفوس والعقول نتيجة مرض في الإنسان وانحراف في شخصيته ونواياه، وهنا لا نكون مسؤولين عن انحراف الناس، لكننا نصبح مسؤولين تماماً حين نعطي الآخرين الفرص الذهبية لتكوين المعتقدات الخاطئة عنا، ومن معاملتنا وابتزازنا وفق تلك المعتقدات.. لابد من العمل على إيقاف هذا النمط من المعتقدات لدى الآخرين، كما لابد من مراجعة أنماط سلوكنا الشخصي والجماعي للقضاء على الصورة النمطية السلبية التي يكونونها عنا!.