صنعاء - مصطفى نصر
يقف على عبدالله الحشيشي (50 عاما) في منطقة بني حشيش المشتهرة بزراعة العنب ldquo;الكرومrdquo; متأملا كيف تحولت الكيلومترات من أراضي منطقته الزراعية إلى أشجار باسقة من القات بعد أن كانت بساطاً أخضر من العنب اليمني الشهير. الكثير يسمون شجرة العنب بالشجرة التي تبيض ذهبا، إلا أن كثيراً من المواطنين في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء يبدون غير مكترثين بذلك، بعد أن تحول معظم المزارعين إلى زراعة القات الذي يدر على المزارع دخلا يوميا، كما يقول الحشيشي ل ldquo;الخليجrdquo;.
يكشف تقرير للجهاز المركزي للإحصاء حصلت ldquo;الخليجrdquo; على نسخة منه ldquo;عن تراجع في إنتاج العنب في اليمن إلى 1.83 ألف طن عام 2005 مقارنة ب 7.130 ألف طن عام ،2001 كما تراجعت المساحة المزروعة إلى 6.9 ألف هكتار من 4.18 ألف هكتار في عام 2001.
ويعزو المهندس حميد ناجي البشاري مدير إدارة ldquo;البستنةrdquo; في وزارة الزراعة التراجع في مساحة وإنتاج العنب إلى تزايد الزحف العمراني على الأراضي الزراعية الخاصة بزراعته، إضافة إلى الهجرة الداخلية من الريف إلى المدينة وزراعة القات.
ويؤكد المهندس الزراعي طلال محمود النهمي أن التوسع في زراعة شجرة القات وبشكل رئيسي أعاد تقسيم ورسم الخريطة الجغرافية في عدد من المناطق، بسبب استحداث أراض زراعية جديدة من أراض زراعية تتصف بالأزلية، وهذا بدوره ساهم في اثارة عدد من المشاكل القبلية والتي قد تتفاقم أحيانا واعتبره تهديداً خطيراً ومستمراً يواجهه أي محصول زراعي أو فاكهة أو حبوب كانت تشتهر بها هذه المنطقة التي تشهد توسعا في زراعة القات.
وتمتلئ أسواق المدن اليمنية ابتداء من يوليو/ تموز بأنواع كثيرة من العنب اليمني حلو المذاق الذي يعد الأجود على مستوى العالم، وتحتل محافظة صنعاء المرتبة الأولى حيث تصدر سنويا ما يقارب 80% من الإنتاج العام للأعناب في اليمن.
ويقول المهندس يحيى شجاع الدين: ldquo;رغم تقسيم العنب في اليمن من حيث اللون إلى ثلاثة أنواع هي العسلي اللون (الابيض)، الأحمر، والأسود، إلا انه يندرج تحت كل لون أسماء عدة.
ويشير إلى أن عدد أصناف العنب الذي يزرع في مناطق مختلفة من اليمن يصل وفقا للموسوعة اليمنية إلى ما يقارب ال 40 صنفا منها الرازقي، العاصمي، الأسود العادي، الحاتمي، الزيتوني، الجوفي، بياض عادي، قوارير، أطراف قريمي، بياض فشان، جبري، اسود حدرم، اسود الدوال، الحسيني، اسود عذاري وغيرها. ويوضح المهندس شجاع الدين ان ما يميز العنب المنتج في المحافظة هو عدم استخدام المزارعين للمبيدات الكيماوية في زراعته ldquo;إذ يستخدمون عوضا عنها الأتربة أي الطريقة المعروفة بالتعفير وهو ما يجعله ذا قيمة غذائية كبيرة ومطلوبا لدى المستهلكrdquo;.
وتستورد السعودية 1376 طناً تشكل نحو 99% من صادرات العنب اليمني عام ،2005 بقيمة إجمالية بلغت 265 مليون ريال، مقابل ألفي طن في 2004.
ويقول موظفو المنافذ الجمركية الجوية والبرية إن كميات من الزبيب اليمني خرجت إلى الدول الخليجية المجاورة كهدايا يقدمها المسافرون اليمنيون لأقاربهم وأصدقائهم في تلك الدول وتصل إلى ضعف ما يخرج على أنه للتجارة.
التعليقات