محمد عبدالخالق مساهل

قالت صحيفة laquo;واشنطن تايمز الأمريكيةraquo;، إن هناك ثلاث قوي تشكل الحياة العامة في مصر، تتمثل في الحزب الوطني الحاكم، بقيادة الرئيس مبارك، والإسلاميين الذين زاد نصيبهم من المقاعد البرلمانية من ٢% عام ١٩٨٤ إلي نحو ٢٠% حالياً، والديمقراطيين الذين يتعرضون للقهر علي يد الديكتاتوريين والمتشددين دينياً.

واعتبرت الصحيفة في تقرير نشرته أمس، أعده كل من نير بومس وبنيامين بالينت، أن الحزب الوطني الأكثر قوة ورسوخاً. وقالت: إن مبارك اتخذ خطوات لتأمين خلافة ابنه جمال له في الحكم، وهو ما اعتبرته laquo;خطوة قد يتم طرحها كإجراء مقصود لضمان استقرار مصرraquo;.

وقالت الصحيفة: إن برنامج الإسلاميين واضح ومفهوم نظرياً، كبرنامج الرئيس مبارك.

وجماعة الإخوان المسلمين التي مازالت تستجمع قوتها تحت شعار laquo;الإسلام هو الحلraquo;، ويعتبرها البعض المستفيد الحقيقي مما سمته الصحيفة laquo;ثورة الديمقراطيةraquo;، واعتبرت الصحيفة أن الإنجاز الانتخابي الذي حققته الجماعة، يعود إلي ٥٠٠ مليون جنيه أنفقتها علي توزيع البطاطين وشراء الأصوات خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

واعتبرت laquo;واشنطن تايمزraquo; أن هناك صعوبة كبيرة في فهم القوة الثالثة، وأضافت: هناك ٢٣ حزباً معارضاً علي الورق، ولكن هناك ثلاثة فقط لها وجود في الواقع، وهي حزب الوفد والحزب العربي الناصري وحزب التجمع اليساري. وتابعت الصحيفة:

هذه الأحزاب تؤيد كل بطريقته، الخطوات الرامية إلي تحقيق ديمقراطية حقيقية واستقلال القضاء، وحرية تأسيس الأحزاب السياسية والخصخصة وإلغاء حالة الطوارئ، لافتة إلي أن الإصلاحيين يسعون إلي تعديل المادة (٧٧) من الدستور، من أجل تحديد مدة حكم الرئيس بفترتين فقط.

وتابعت: إن هذه الأحزاب لا تهتم فقط بالفقر المدقع في مصر، ولكن أيضاً بفقدان مركزها علي الساحة الدولية، وجسورها المتداعية مع الغرب وحالة التدني التي وصل إليها التعليم في المدارس.

واستشهدت الصحيفة بتقرير للمجلس القومي للتعليم يقول: إن مصر تنفق ٧٤٣ دولاراً سنوياً علي كل طالب جامعي، أي ما يقرب من ١ علي ١٠ من نفقات التعليم في الدول النامية، وواحد علي خمسين مما تنفقه الدول المتقدمة.

وأشارت الصحيفة إلي أن الإصلاحيين المصريين والاستبداديين والمتشددين دينياً يتفقون في نقطة واحدة، هي الموقف الناقد جهود التحول الديمقراطي الأمريكي في الشرق الأوسط.