دrlm;.rlm; حسن أبوطالب


قبل أن تنتهي زيارة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلي الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضيrlm;,rlm; وفي الوقت الذي يجري فيه أعضاء مجلس الأمن الدائمين مشاوراتهم لإصدار قرار جديد يتضمن عقوبات إضافية علي إيرانrlm;,rlm; اتخذ الكونجرس الأمريكي قرارا بعدم فرض قيود أمام صلاحيات الرئيس بوش لشن حرب ضد إيران إذا كان ذلك في صالح أمن إسرائيلrlm;.rlm; في الوقت نفسه بررت نانسي بيلوسي رئيسة الكونجرس هذا التراجع برغبة الأعضاء من الديمقراطيين والجمهوريين عدم اتخاذ أي موقف يوحي بوجود تغيير في الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيرانrlm;.rlm; وفي مناسبة أخري ذكرت بيلوسي أنها تعتقد أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإنما بسبب عدم الاعتقاد بحق إسرائيل في الوجود ووجود جهات ومنظمات تريد تدميرهاrlm;.rlm; هكذا قالت رئيسة الكونجرس مرددة الدعاية الصهيونية دون أدني تفكير أو حتي ذرة من منطقrlm;.rlm;

ومثل هذه التطورات والتصريحات ليست جديدة في حد ذاتهاrlm;,rlm; فهي استمرار للسياسة الأمريكية المعروفة بانحيازها الأعمي لإسرائيل سواء كان الامر بيد الديمقراطيين أو الجمهوريينrlm;,rlm; لكن عنصر التوقيت المرافق لزيارة ليفني وطريقة الإخراج والسبب المعلن لتغيير الديمقراطيين مواقفهم بشأن تورط بلادهم في مغامرة عسكرية جديدة ضد إيران هذه المرةrlm;,rlm; في وقت لم تبرأ فيه بعد قواتهم من ورطة العراقrlm;,rlm; فضلا عن التقارير العديدة التي تتسرب عن عمد بين الحين والأخر من دوائر وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض حول تصورات مختلفة لتوجيه ضربة عسكرية لإيرانrlm;,rlm; كلها عوامل ترجح احتمال اندلاع حرب جديدة في المنطقة في غضون شهور قليلةrlm;.rlm; وكل ذلك بسبب أسطورة أمن إسرائيلrlm;,rlm; ولتذهب مصالح المنطقة والعالم معا إلي الجحيمrlm;.rlm;

هذه الحرب المنتظرة ستكون حربا اكثر دموية مما يجري في العراقrlm;,rlm; وستشمل أطرافا عدة حتي تلك التي تصر علي رفض مثل هذه المغامرات العسكرية الأمريكيةrlm;,rlm; ونشير هنا إلي التصريح الواضح لوزير الخارجية القطري فيrlm;14rlm; مارس الجاري بأن بلاده لن تشارك في أي عمل عسكري ضد إيرانrlm;,rlm; في موقف يعكس التحسب الشديد لما قد يغامر به الأمريكيونrlm;.rlm; والمتصور أن النتائج المنتظرة لأي مغامرة عسكرية أمريكية علي الاقتصاد الدولي ستكون اكثر تدميرا وتخريبا مما يتم الاستهانة به فقط من أجل هيمنة إسرائيل وتفوقهاrlm;,rlm; بل أن إسرائيل لن تعفي من نتائجها كما يتصور البعض في البيت الأبيضrlm;,rlm; وربما دفعت ثمنا غاليا جدا لم يخطر علي بال قياداتهاrlm;.rlm;

ومما تسرب من قبل هناك ثلاثة تصورات لهذه الحربrlm;,rlm; إما عمل عسكري واسع المدي تشترك فيه قوات بريةrlm;,rlm; وهو سيناريو ذو حظوظ محدودة نسبياrlm;,rlm; وإما القيام بحملة جوية واسعة المدي تهدف ليس فقط إلي الإضرار بالمنشآت النووية الإيرانيةrlm;,rlm; بل أيضا بالقدرات العسكرية الإيرانية لاسيما نظم القيادة والتحكم والقدرات الصاروخية والطيران والقدرات البحريةrlm;,rlm; وهذه تعد بمثابة خطط طموحة نسبيا نظرا لمحدودية الاستعدادات الأمريكية العسكرية حول إيران ـ علي الأقل حتي اللحظة الجارية ـ ومن ثم فهو مشهد مستبعد عملياrlm;,rlm; ما لم تتغير الاستعدادات الأمريكية حجما ونوعاrlm;.rlm;

أما المشهد الثالث فهو توجيه ضربة تسمي جراحية للمنشآت النوويةrlm;,rlm; علي أن تحدث في غضون أيام قليلة وبكثافة نيرانية هائلة تحول دون قيام إيران بأي رد عسكري مضادrlm;,rlm; وبما يقنع القيادة الإيرانية بقبول الهزيمة وتجرع عناصرها علي مضض دون القيام بأي رد واسع المدي أو يضر القدرات العسكرية الأمريكية في المنطقةrlm;.rlm; بل أن بعض التقارير تتحدث عن استخدام الولايات المتحدة لقنابل نووية تكتيكية تحقيقا لنصر سريعrlm;.rlm; وهو المشهد الذي يبدو اكثر جاذبية من غيره للمخططين الأمريكيينrlm;,rlm; واكثر منطقية وفقا للطريقة التي تحشد بها الولايات المتحدة قواتها في الخليجrlm;.rlm; وهنا يجب التذكير بما نشرته الصحافة البريطانية قبل شهر عن تدريبات مكثفة يقوم بها سلاح الطيران الاسرائيلي في صحراء النقب لضرب المنشآت النووية الإيرانيةrlm;.rlm;

هذه التطورات مجتمعة تقود إلي الاستنتاج بأن زيارة ليفني للولايات المتحدة ليست سوي خطوة من عملية التنسيق عالي المستوي بين إسرائيل والولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لإيرانrlm;,rlm; خاصة وأن المسئولة الإسرائيلية قد ذهبت في تحريضها للأمريكيين إلي حد المطالبة بطرد إيران من الأمم المتحدة وتشديد العزلة عليها والتعامل معها بكل فظاظة وتشددrlm;.rlm; وبما يجعل المشهد الأكثر ترجيحا في غضون الصيف المقبل هو أن تبدأ إسرائيل ضربتها الجوية للمنشآت الإيرانيةrlm;,rlm; ثم تستكمل القوات الأمريكية الموجودة في الخليج مهمة الإجهاز علي ما يمكن الوصول إليه وحماية طرق النفط في الخليج من أي رد فعل إيرانيrlm;.rlm;

وبالقطع فإن البحث عن ذريعة أو استفزاز لإيران ليست مهمة مستحيلةrlm;,rlm; ونشير هنا إلي ما ذكره ماكس بوت المحلل السياسي في لوس انجلوس تايمز والواشنطن بوستrlm;,rlm; فيrlm;12rlm; مارس الحاليrlm;,rlm; وهو وثيق الصلة بدوائر البيت الأبيضrlm;,rlm; بأن المسئولين الأمريكيين عن السياسات منهمكون في البحث عن موقف أو ذريعة لاستفزاز إيرانrlm;,rlm; وتكون بمثابة مبرر للبدء في الهجوم عليهاrlm;.rlm;

وفي كل هذه المشاهد هناك استجابات إيرانية متصورةrlm;,rlm; لكن المخططين الأمريكيين يفترضون أن قدرة إيران علي الرد ستكون محدودةrlm;,rlm; ولن تحول دون استكمال مهمة تدمير وتخريب منشأتها النووية علي الأقل لمدة عقد كاملrlm;.rlm; بل ينتظرون أيضا أن تؤدي هذه الهزيمة في المجال النووي إلي انتكاسة كبري في النظام السياسي الإيراني تؤدي إلي فقدان مساحة واسعة من الشرعية الشعبيةrlm;,rlm; وبما يغري عناصر مختلفة في الداخل إلي الانقلاب علي النظام كحد أقصيrlm;,rlm; أو القيام بعمليات تمرد متكررة كحد أدنيrlm;,rlm; وفي كل الأحوال ـ وحسب التمنيات الأمريكية الإسرائيلية ـ سيدخل النظام الإيراني في دوامة سياسية تجعله منكفئا علي ذاتهrlm;,rlm; ومن ثم تتحقق المكاسب الإسرائيلية بصورة صافية لعدة عقود مقبلةrlm;.rlm;

وبعيدا عن نمط التفكير بالتمني الذي يبرع فيه الأمريكيون ويزينه لهم الإسرائيليون الخبثاءrlm;,rlm; ثم يثبت فشله علي ارض الواقعrlm;,rlm; فإن تصور أن إيران ليست قادرة علي الرد الانتقامي تبدو ساذجة وبعيدة عن أي تخطيط كفؤrlm;.rlm; فالرد الإيراني أيا كانت العقبات المتوقعة لا يمكن تجاهلهrlm;,rlm; وحتي لو كان في حدود دنيا فسيكون له نتائجه الخطيرة عسكريا واقتصاديا علي مجمل المنطقةrlm;.rlm; وبدون تجاهل الأبعاد المعنوية والدعائية التي تدفع بالقيادة الإيرانية للقيام بمناورات عسكرية واسعة المدي بين الحين والآخرrlm;,rlm; ويستخدم فيها نظم أسلحة متنوعة برا وجوا وبحراrlm;,rlm; فإن الرسالة التي تقدمها هذه المناورات أن إيران مستعدة لمواجهة أي اعتداء عليها برد مناسبrlm;.rlm;

ويظل في النهاية احتمال أن التمسك بخيار الضربة العسكرية الذي توحي به حتي الآن المواقف الرسمية الأمريكيةrlm;,rlm; هو جزء من عملية كبري للضغط السياسي والنفسي علي إيرانrlm;,rlm; والتي ترافق خطوات تصعيد العقوبات الاقتصادية الدولية لغرض حمل طهران علي الإذعان للمطالب الأمريكية والأوروبية بوقف دورة تخصيب اليورانيومrlm;,rlm; أو بعبارة أخري التلويح بضغط عسكري لغرض الانتصار دبلوماسياrlm;.rlm; لكن خبرتنا مع أمريكا والنزعات التبشيرية التي تسيطر علي الرئيس بوش وإدارتهrlm;,rlm; ونزوعه إلي المغامرة دون حساب النتائج بدقةrlm;,rlm; تعطي الأولوية للحرب والخراب عن الدبلوماسيةrlm;.rlm;